بتحصينات ضعيفة.. هل تبدأ الحرب الأميركية المقبلة من جزيرة غوام؟
أضاءت مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية على الوجود العسكري الأميركي في جزيرة غوام في المحيط الهادئ، والتي تمثّل خط قتال أول في مواجهة الصين وكوريا الشمالية، واصفةً إياه بأنّه "غير محمي جيداً".
نشرت مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية، أمس الأحد، مقالاً بعنوان "جزيرة غوام المكان الذي قد تبدأ منه الحرب الأميركية المقبلة".
وقالت المجلة إنّ "من المثير للدهشة أن غوام لا توجد لديها قوات دفاعية، إلّا بصورة ضئيلة لحماية هذا المجمع العسكري الحيوي"، حيث توجد في الجزيرة قاعدة "أندرسون" العسكرية الأميركية.
وقالت المجلة إنّ الجزيرة ربما تكون المكان الذي "قد تبدأ منه حرب أميركية مستقبلية ضدّ الصين"، مُعلقةً على عبارة "حيث يبدأ يوم أميركا"، التي تروّج فيها جزيرةُ غوام نفسَها.
وتقع غوام في أقصى غربي أميركا، ويبلغ طولها 48 كم، وعدد سكانها نحو 170 ألف نسمة، وتساعد الولايات المتحدة على إبراز قوتها عبر المحيط الهادئ الشاسع.
وأشارت "ذا إيكونوميست" إلى أنّه مع تفاقم التوتر مؤخراً بشأن تايوان، كثيراً ما تتنبأ المناورات الحربية بشن ضربات صاروخية صينية مبكرة، ومستمرة على غوام، وربما عبر استخدام الأسلحة النووية ضدها.
موقع استراتيجي.. وتحصين ضعيف
ويذكر مقال المجلة مفارقةً تشير إلى انتشار "فخاخ معدنية في كل مكان" على الأسوار حول قواعد غوام، تستخدم للحماية من "ثعبان الشجرة البني، وهو من الأنواع الغازية". وعلى ما يبدو، فإن "هذا التهديد يُقلق القادة العسكريين، أكثر من قلقهم من الضربة الصينية المفاجئة"، وفق ما تسخر المجلة.
وتُشير "ذا إيكونوميست" إلى أنّ "غوام" لا يوجد لديها، إلّا بصورة ضئيلة، قوات دفاعية كافية وتجهيزات تحمي هذا المجمع العسكري الحيوي، فالجزيرة لديها بطارية "ثاد" للدفاع الصاروخي، ولا يتم تشغيلها دائماً.
وتلفت الصحيفة إلى أنّ هذه البطارية تهدف، في أي حال، إلى "تفادي هجوم محدود" فقط من كوريا الشمالية، وبالتأكيد ليس هجوماً من الصين.
يُذكر أنّ قاعدة "أندرسون" الموجودة في الجزيرة لا تمتلك صواريخ "باتريوت" أرض - جو، على رغم أنّها منتشرة في القواعد الأميركية في كلّ من كوريا الجنوبية واليابان. كذلك، فإن السفن الحربية المزودة بأنظمة الدفاع الجوي "Aegis"، توفّر حمايةً إضافية للجزيرة، لكنّها قد لا تكون دائماً في مكان قريب من أجل توفير استجابة سريعة.
ولا تُخفي الصين أنّ غوام في مرمى نيرانها، بحيث تُطلق على صاروخ "DF-26"، والذي يبلغ مداه 4 آلاف كيلومتر، اسم "قاتل غوام"،. كما صوّر مقطع فيديو دعائي صيني قاذفة "H-6K"، وهي تهاجم قاعدة جوية لم يُكشَف عنها، لكنّ صورة القمر الاصطناعي كانت واضحة، ومفادها أنّها لقاعدة "أندرسون".
وتفيد المجلة بأنّ كلّ الطائرات في قاعدة "أندرسون" كانت مركونة معاً في صفوفٍ مرتبةٍ "في العراء"، بحيث لا تحتوي القاعدة على ملاجئ محصَّنة للطائرات، علماً بأن وقودها يتم تخزينه في خزانات معبَّأة "فوق الأرض".
وأصبحت نقطة ضعف جزيرة غوام تحظى بالاهتمام في واشنطن، في وقت متأخر، لأسبابٍ ليس أقلها أنّ الرؤساء المتعاقبين للقيادة العسكرية للمحيطين الهندي والهادئ، "إندوباكوم" في هاواي، والمسؤولين عن أي حربٍ مستقبليةٍ مع الصين، يواصلون "المطالبة بحماية أفضل".
وأثارت المجلّة عدة تساؤلات، في ختام مقالها، أبرزها بشأن واقع الوجود العسكري الأميركي في الجزيرة، وما يمكن أن يسأله كثيرون من سكان غوام نفسها، من قبيل: "هل ستعرضنا المزيد من المعدات العسكرية في غوام للخطر، أمْ ستُخيف السياح فقط؟".