بايدن في ذكرى اقتحام الكونغرس: ترامب رئيس مهزوم.. والأخير يردّ
الرئيس الأميركي يقول إن الرئيس السابق، دونالد ترامب، روّج جملةً من الأكاذيب بشان الانتخابات الرئاسية، وأنصاره حاولوا، عبر اقتحام الكابيتول، إطاحة انتخابات حرة ونزيهة، والأخير يردّ بالقول إن بايدن يدمّر أميركا، وفشل فشلاً كاملاً.
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في كلمة له من الكونغرس اليوم الخميس، إحياءً لذكرى اقتحام الكابيتول في كانون الثاني/يناير من العام الماضي، إن "الديمقراطية تعرضت لهجوم من أشخاص يفوقون قوات الأمن هنا عدداً".
Tune in as I deliver remarks to mark one year since the January 6th deadly assault on the Capitol. https://t.co/nvklC2pgl8
— President Biden (@POTUS) January 6, 2022
وأضاف بايدن أنه "للمرة الأولى في تاريخنا، الرئيس لم يخسر الانتخابات فحسب، بل أيضاً حاول منع انتقال السلطة سلمياً، وذلك عند وصول مجموعة من الرعاع إلى الكابيتول".
وأكد أن "هؤلاء المشاغبين والرعاع، الذين اقتحموا الكونغرس، فشلوا في تدمير أميركا، ونحن نخلد هذا اليوم لمنع تكرار هذا المشهد في المستقبل أبداً".
وتابع الرئيس الأميركي "لم نشهد رئيساً سابقاً دفع الرعاع إلى أن يقوموا بالهجوم على الكابيتول، يجلس في قاعة خاصة ويشاهد ما يجري عبر شاشات التلفاز من دون أن يحرّك ساكناً ساعات طويلة.. ما جرى في الـ6 من كانون الثاني/يناير الماضي، هو تمرّد مسلّح، وهم كانوا يسعون لإطاحة انتخابات حرة ونزيهة، وإطاحة الدستور".
وقال بايدن إن الرئيس السابق، دونالد ترامب، "روّج جملةً من الأكاذيب بشأن الانتخابات الرئاسية، لأن مصالحه الشخصية أهم من مصالح الأميركيين، ولم يهتمّ بالديمقراطية أو الدستور"، مشدّداً على أن "الرئيس السابق هو ليس رئيساً سابقاً فحسب، بل هو رئيس مهزوم".
وأشار إلى أن "الصين وروسيا تراهنان على أن أيام الديمقراطية باتت معدودة في الولايات المتحدة، وأن أميركا هي مكان لسلطة النخبة وليس الديمقراطية. لكن، نحن في معركة من أجل الدفاع عن روح أميركا، وسوف ننتصر فيها، ولن أتراجع، وسأقف وأدافع عن الأمة، ولن أسمح لأي شخص بأن يضع خنجراً في عنق الديمقراطية".
وأكد الرئيس الأميركي أن "قوة الرئاسة هي عبر توحيد الأمة وليس تمزيقها، وهذه ليست أرضاً للدكتاتورية أو الملوك، بل الشعب هو من يحكم عن طريق صناديق الاقتراع".
وقُبيل كلمته هذه، قال بايدن إنه يرفض أن "يصبح العنف السياسي هو القاعدة" في الولايات المتحدة.
وأعلنت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أمس الأربعاء، أنّ بايدن سيحمّل ترامب "مسؤولية خاصة" عن هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول، وقالت إنّ "بايدن ينظر إلى ما حدث في الــ6 من كانون الثاني/يناير على أنه تتويج لما ألحقته سنوات حكم ترامب الأربع ببلادنا".
ترامب يرد: بايدن يدمّر أميركا.. والكذبة الكبرى كانت الانتخابات
وفي ردٍّ على كلمة بايدن، أصدر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بياناً، قال فيه إن "بايدن الذي يدمّر أمتنا عبر سياسات مجنونة، استخدم اسمي اليوم في محاولة لتقسيم أميركا بصورة أكبر.. وكل هذا المسرح السياسي هو مجرد إلهاء لحقيقة مفادها أن بايدن فشل بصورة كاملة".
وأضاف "لم يعد لبلدنا حدود. فقدَ السيطرة على نحو كليّ وكامل على كورونا، والتضخم متفشّ، وجيشنا في حالة من الفوضى. وربما كان خروجنا من أفغانستان أو استسلامنا فيها هو أكثر يوم محرج في تاريخ الولايات المتحدة، وأكثر من ذلك كثيراً"، معتبراً أن "الكذبة الكبرى كانت هي الانتخابات نفسها".
ذكرى اقتحام الكابيتول بين الجمهوريين والديمقراطيين
أثار اقتحام الكونغرس، قبل عام، من جانب مناصري دونالد ترامب، صدمة في الولايات المتحدة والعالم، حين حضروا بالآلاف إلى المبنى، بينما كان مثيرو شغب في الخارج يهاجمون قوات الأمن.
وفي السياق عينه، وجّهت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، رسالةً إلى الأميركيين والعالم، عشية الذكرى السنوية الأولى للهجوم المفاجئ على مبنى الكونغرس، قائلةً إنّ "الديمقراطية انتصرت".
ومن داخل مبنى الكابيتول، قالت بيلوسي، في مقابلة مع "الأسوشيتد برس"، أمس الأربعاء، إنّ "الوقت حان للبلاد للتوجه إلى رموزها الأفضل، والاستفادة من التاريخ، وضمان أنّ يوماً مثل الـ6 من كانون الثاني/يناير الماضي لن يحدث مرة أخرى".
من جهتهم، يتوارى الجمهوريون في الغالب عن أحداث إحياء الذكرى، ويقلّلون شأن الهجوم، ويلومون الديمقراطيين بسبب عدم تحصين مبنى الكابيتول.
وفي هذا الصدد، نشر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، بياناً اتّهم فيه الديمقراطيين بـ"استغلال" سياسي لذكرى الهجوم على مقر الكونغرس "من أجل ترويج أهداف سياسية حزبية كانت موجودة قبل هذا الحدث"، واصفاً السادس من كانون الثاني/يناير 2021 بأنه "يوم قاتم للكونغرس ولبلادنا".
كذلك، قال النائب كيفين مكارثي من كاليفورنيا، وهو زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، في رسالة إلى زملائه، إنّ الديمقراطيين يستخدمون الذكرى "سلاحاً سياسياً حزبياً من أجل مزيد من الانقسام في بلادنا".
وألغى ترامب مؤتمره الصحافي، الذي كان مقرَّراً اليوم الخميس، من دارته الفاخرة في منتجع مارالاغو في ولاية فلوريدا، لكنه واصل تصريحاته الهجومية. وكان أكد مجدداً، الثلاثاء الفائت، أنّ "الانتخابات الرئاسية شابتها عمليات تزوير"، معتبراً أنها "جريمة القرن".