باكستان: أجهزة الأمن تعتقل 23 مشتبهاً بهم بعد انفجار مسجد بيشاور
الشرطة الباكستانية تعلن اعتقال 23 شخصاً، على خلفية تفجير استهدف مسجداً في مجمع للشرطة الإثنين، وأودى بحياة 101 شخصاً حتى الآن، وسط احتجاجات طالبت بتحقيق جدي لكشف ملابسات الهجوم.
اعتقلت الشرطة الباكستانية 23 شخصاً، على خلفية تفجير استهدف مسجداً في مجمع للشرطة الإثنين، وأودى بحياة 101 شخصاً حتى الآن، وفق مسؤول رفيع طلب عدم الكشف عن هويته.
وتحقق السلطات في احتمال أن يكون أشخاص داخل المجمّع ساعدوا في تنسيق الهجوم، بحسب مسؤول محلي بارز في الشرطة.
وتسلّل الانتحاري إلى مجمّع حساس للغاية شمالي غربي بيشاور، حيث فجّر نفسه في أوساط المصلين داخل مسجد المجمع الإثنين، لينهار الجدار على رؤوس الضباط.
وقالت حكومة إقليم خيبر بختونخوا، وعاصمتها بيشاور، إنّ "حصيلة الاعتداء بلغت 100 شهيد و221 جريحاً، أغلبيتهم من رجال الشرطة".
وكان ما يتراوح بين 300 و400 شخص يؤدّون الصلاة، عند حدوث التفجير في المسجد الواقع داخل مقر الشرطة، الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة، فيما تحقق السلطات في كيفية حصول خرق أمني في منطقة تعدّ من بين الأكثر خضوعاً للمراقبة في المدينة، إذ تضمّ مكتبي الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، وتقع بجانب الأمانة العامة الإقليمية.
وقال المسؤول الرفيع إنّه "تمّ اعتقال أشخاص من صفوف الشرطة في المقر، لتحديد الكيفية التي وصلت المتفجرات من خلالها إلى الداخل، ولمعرفة إن كان أيّ من مسؤولي الشرطة متورّطين أيضاً في الاعتداء".
وتابع محتملاً أنه "قد يكون للمهاجم والأشخاص الذين سهلوا وصوله علاقات خارج باكستان"، وأفاد أنّ "من بين المعتقلين الـ23 أشخاص من المدينة ومن المناطق الأفغانية القريبة المحاذية".
ويزداد نشاط المجموعات المسلحة التي تستهدف عادة نقاط التفتيش الأمنية في المناطق القريبة من بيشاور والمحاذية لأفغانستان، منذ سيطرت طالبان على كابول في آب/اغسطس 2021.
ولكنّ حركة "طالبان باكستان"، التي ألغت منذ شهرين اتفاقاً هشّاً لوقف إطلاق النار مع الحكومة وأمرت مقاتليها بشنّ هجمات في أنحاء البلاد، نفت في بيانٍ مسؤوليتها عن تفجير المسجد في بيشاور.
وتتبنى طالبان الباكستانية معظم الهجمات، إضافة إلى الفرع المحلي لتنظيم "داعش"، ففي آذار/مارس 2022، أسفر هجوم انتحاري تبنّاه تنظيم "داعش" على مسجدٍ في بيشاور عن استشهاد 64 شخصاً.
وذكرت الشرطة بأنّ تفجير المسجد جاء "للانتقام من قوات الشرطة التي تقود المعركة ضد عودة نشاط المجموعات المسلحة منذ تولت طالبان الأفغانية السلطة عبر الحدود".
وفي سياق متصل، حذّرت حكومة طالبان في كابول الوزراء الباكستانيين من "توجيه اللوم إلى الآخرين"، وأفاد وزير الخارجية أمير خان متقي، في مؤتمر صحافي، أنّه على الباكستانيين "أن يروا مشاكلهم الداخلية، ويجب ألاّ يتمّ إلقاء اللوم على أفغانستان".
Taliban acting Foreign Minister Amir Muttaqi has called on Pakistan to investigate the Peshawar attack instead of blaming Kabul. He said Afghanistan is not a safe haven for militants
— The Khorasan Diary (@khorasandiary) February 1, 2023
“If Afghanistan was the centre of terrorism, it would have gone into China, Central Asia & Iran.” pic.twitter.com/rkO8pIc8lL