انتشال جثث 10 مهاجرين إثر غرق مركب قبالة سواحل شرق تونس
خفر السواحل التونسي يعلن غرق قارب يقلّ مهاجرين من أفريقيا قبالة سواحل محافظة صفاقس، مؤكداً أنّ إحدى الجثث المنتشلة تعود لرضيع.
أعلن خفر السواحل التونسي، اليوم الأربعاء، انتشال جثث 10 مُهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء إثر غرق مركبهم قبالة سواحل محافظة صفاقس، وسط شرق البلاد.
وقال المتحدث الرسمي باسم خفر السواحل حسام الدين الجبابلي لوكالة "فرانس برس": "جرى إنقاذ 72 مهاجراً وانتشال 10 جثث بعدما غرق المركب، أمس الثلاثاء".
كما بيّن المتحدث الرسمي باسم محكمة صفاقس فوزي المصمودي أنّ "ما بين 20 و30 مهاجراً مفقودون".
وأوضح المصمودي لـ"فرانس برس" أنّ المهاجرين انطلقوا من سواحل محافظة صفاقس على متن قارب خشبي من الحجم الكبير، وكانوا في اتجاه السواحل الأوروبية.
وقال المصمودي إنّ "إحدى الجثث المنتشلة تعود لرضيع".
وارتفعت وتيرة محاولات عبور البحر الأبيض المتوسط من قبل مهاجرين متجهين نحو السواحل الإيطالية بشكل لافت في الفترة الأخيرة مع تحسن أحوال الطقس.
ولقي 4 مهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء مصرعهم وفقد 23 في حادثي غرق الجمعة والسبت قبالة سواحل تونس، فيما جرى إنقاذ 53 آخرين، وفق ما أفاد المصمودي في وقتٍ سابق.
بذلك ترتفع حصيلة حوادث الغرق منذ بداية آذار/مارس، وفق تعداد لـ"فرانس برس"، إلى 8 أسفرت عن مصرع أو فقدان أكثر من 100 شخص قبالة السواحل التونسية.
وقعت آخر مأساة في 26 آذار/مارس عندما جرى انتشال جثث 29 مهاجراً من أفريقيا جنوب الصحراء إثر غرق 3 قوارب قبالة سواحل تونس، في حين جرى إنقاذ 11 شخصاً.
من جهته، أعلن الحرس الوطني التونسي، يوم الجمعة الماضي، أنّه أنقذ أو اعترض "14 ألفاً و406 أشخاص بينهم 13 ألفاً و138 يتحدرون من أفريقيا جنوب الصحراء، والباقون تونسيون"، وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
ويناهز هذا العدد 5 أضعاف ما تم إحصاؤه خلال الفترة نفسها من العام 2022.
والغالبية الكبرى من عمليات الاعتراض والإنقاذ التي قام بها خفر السواحل التونسي هذا العام جرت في محيط صفاقس، ثاني أكبر مدن تونس.
تُسجّل تونس التي تبعد بعض سواحلها أقل من 150 كلم من جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، محاولات متكررة للهجرة. ومعظم المهاجرين يتحدرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وازدادت محاولات الهجرة بعد خطاب شديد اللهجة ألقاه الرئيس التونسي قيس سعيّد في 21 شباط/فبراير الماضي، ندد فيه بوصول "جحافل من المهاجرين غير النظاميين" إلى البلاد من دول أفريقيا جنوب الصحراء، ومعتبراً أن هدفهم تغيير التركيبة الديموغرافية في البلاد.
بعد ذلك الخطاب، فقد جزء كبير من نحو 21 ألف مهاجر من أفريقيا جنوب الصحراء مسجلين رسمياً في تونس، ولكن معظمهم ليس لديهم إقامة قانونية، وظائفهم ومساكنهم بين عشية وضحاها، نتيجة حملة ضد المهاجرين غير النظاميين.
يصل معظم المهاجرين من جنوب الصحراء إلى تونس ثم يُحاولون الهجرة من طريق البحر إلى أوروبا.
ووفق وزارة الداخلية الإيطالية، وصل أكثر من 14 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام، مقارنةً بأكثر من 5300 خلال الفترة نفسها من العام الماضي، و4300 في عام 2021.