انتخابات حاسمة في جورجيا غداة اعتقال الرئيس الأسبق ميخائيل ساكاشفيلي
في وقت تبدأ عملية تصويت الجورجيين في انتخابات بلدية حاسمة غداة اعتقال الرئيس الأسبق ميخائيل ساكاشفيلي، الأخير يدعو أنصار حزبه إلى التجمّع في شارع رئيسي في العاصمة تبيليسي الأحد.
يصوّت الجورجيون، اليوم السبت، في انتخابات بلدية حاسمة، غداةَ اعتقال الرئيس الأسبق ميخائيل ساكاشفيلي لدى عودته من المنفى، وهو الشخصية المعارِضة الرئيسية في هذا البلد الواقع في منطقة القوقاز.
شكّل اعتقال ساكاشفيلي مرحلة جديدة في الأزمة السياسية التي تشهدها جورجيا منذ نحو عام. وعزّز هذا الأمر أهمية الاقتراع الذي يُعتبر اختباراً لحزب الحلم الجورجي، الذي تتراجع شعبيته.
وكتب ساكاشفيلي، في تغريدة في "تويتر"، أرفقها بصورة له من سجنه، "أريد أن أطلب منكم جميعاً أن تذهبوا وتصوّتوا حتى لا يضيع صوت واحد"، مضيفاً أن "حريتي، والأهم من ذلك حرية جورجيا، تعتمد (كِلتاهما) بالكامل على أعمالكم وقدرتكم على الكفاح".
وقالت وسيطة حقوق الإنسان، نينا لومجاريا، مساء الجمعة، إن الرئيس الأسبق بدأ إضراباً عن الطعام في السجن.
يشار إلى أن ميخائيل ساكاشفيلي، الذي يَلقى تأييداً واسعاً ويواجه انتقادات في الوقت نفسه، تولّى رئاسة جورجيا من عام 2004 حتى عام 2013.
وفي مقطع فيديو نُشِر في فيسبوك، مساء الجمعة، قبل اعتقاله، دعا ساكاشفيلي أنصار حزبه إلى التجمُّع في شارع رئيسي في العاصمة تبيليسي الأحد.
وأعلن صباح الجمعة، في تسجيل فيديو في فيسبوك، أنه عاد إلى وطنه الذي غادره إلى أوكرانيا بعد انتهاء ولايته في عام 2013.
وأقام ميخائيل ساكاشفيلي فترةً في الولايات المتحدة، ثم بدأ حياة سياسية مضطربة جديدة في أوكرانيا. وحذّرته الحكومة من أنها ستعمد إلى توقيفه فور عودته، لأنه ملاحَق بتهمة "إساءة استخدام السلطة"، في قضية يعتبر أن خلفيتها سياسية، وحُكم عليه في إطارها غيابياً في عام 2018 بالسَّجن ست سنوات.
وبعد ساعات من الشكوك في مكان وجوده، أعلن رئيس الوزراء إيراكلي غاريباشفيلي، في مؤتمر صحافي مساء الجمعة، أن "رئيس جورجيا الثالث ميخائيل ساكاشفيلي أُوقف وأُودع السجن".
وتشهد جورجيا أزمة سياسية منذ العام الماضي، عندما ندَّدت أحزاب المعارضة بتزوير واسع في الانتخابات التشريعية التي فاز فيها الحزب الحاكم بفارق ضئيل.
وينص اتفاق، أُبرم بوساطة من الاتحاد الأوروبي في أيار/مايو الماضي، على تنظيم انتخابات تشريعية جديدة في حال فاز حزب الحلم الجورجي في أقل من 43% من الأصوات في الانتخابات البلدية السبت.
لكنّ حزب الحلم الجورجي انسحب من الاتفاق في تموز/يوليو الماضي، الأمر الذي أثار احتجاجات من المعارضة بقيادة ميخائيل ساكاشفيلي وشركاء غربيين لتبيليسي.
وتخضع الانتخابات في هذا البلد، الذي اعتاد غياب الاستقرار السياسي، لمراقبة دقيقة من أجل رصد أيّ مؤشّرات على تراجع الديمقراطية.
ويُتَّهَم حزب الحلم الجورجي، الحاكم منذ عام 2012، وأسسه أغنى رجل في جورجيا، بيدزينا إيفانيشفيلي، باللجوء إلى الملاحَقات الجنائية من أجل إسكات المعارضين والصحافيين.