اليابان في خط المواجهة بين الصين وأميركا
رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، يتحدث عن المناورات الصينية في محيط تايوان، ويدعو إلى وقفها بشكل فوري.
وجدت اليابان نفسها في خط المواجهة الأول في التوتر بين الولايات المتحدة، حليفتها المقربة، والصين، شريكها التجاري الأول، بشأن تايوان، فكررت الدعوات إلى "الوقف الفوري" للمناورات العسكرية الصينية.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، اليوم الجمعة، إنّ إطلاق بكين صواريخ باليستية في محيط تايوان سقط بعضها في المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان، يطرح "مشكلة خطرة تؤثر في أمننا القومي وسلامة مواطنينا".
وأضاف كيشيدا بعد لقاء رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي: "ندعو إلى الوقف الفوري للمناورات العسكرية" الصينية، التي بدأت الخميس وتتواصل حتى الأحد.
وأكد أنّ واشنطن وطوكيو "ستواصلان التنسيق الوثيق للحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان".
وأثارت بيلوسي، التي تقوم بأول زيارة لليابان منذ 2015، غضب بكين بقيامها، الثلاثاء والأربعاء، بزيارة لتايوان.
وباشرت الصين "مناورات عسكرية غير مسبوقة النطاق في محيط الجزيرة، واستخدمت طائرات ومروحيات قتالية وأطلقت صواريخ باليستية حلق بعضها فوق تايوان، وسقطت للمرة الأولى في منطقة اليابان الاقتصادية الخالصة"، وفق وزارة الدفاع اليابانية.
كذلك، دعا وزير الخارجية الياباني، يوشيماسا هياشي، إلى "الوقف الفوري" للمناورات الصينية، مؤكداً من بنوم بنه، حيث شارك في اجتماع لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، أن "أعمال الصين لها هذه المرة وطأة خطيرة على السلام والاستقرار في المنطقة".
"تهديد بالغ"
من جانبه، أكد وزير الدفاع الياباني، نابوو كيشي، أن التدريبات تنطوي على "تهديد بالغ"، لا سيما أنّ بعض جزر محافظة أوكيناوا في أقصى جنوب اليابان تبعد نحو مئة كلم فقط عن تايوان.
وأفاد كيشي بأنّ الصين أطلقت 9 صواريخ، سقطت 5 منها إلى جنوب غرب جزيرة هاتيروما اليابانية.
وفي طوكيو، أكدت بيلوسي أن جولتها الآسيوية "لا تهدف إلى تغيير الوضع القائم"، غير أنّ واشنطن "لن تسمح" للصين بعزل تايوان.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحافيين: "اختارت الصين المبالغة في رد فعلها، واستخدام زيارة رئيسة مجلس النواب ذريعة لزيادة أنشطتها العسكرية الاستفزازية في مضيق تايوان وفي محيطه".
وحذّر من أنّ حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس ريغان" ستواصل "مراقبة" محيط الجزيرة، معلناً إرجاء اختبار لصاروخ عابر للقارات لعدم التسبب في تفاقم الأزمة.
لكن التوتر لم يتراجع الجمعة، وأكدت وزارة الدفاع التايوانية أنّ "طائرات وسفناً حربية" صينية عبرت "الخط الأوسط" الذي يمر عبر مضيق تايوان ويفصل بين الجزيرة والبرّ الصيني.
وحتى قبل هذه الأزمة الجديدة، أعرب مسؤولون في الحزب الليبرالي الديمقراطي (يمين قومي) الحاكم في اليابان عن تأييدهم مضاعفة الميزانية الوطنية الدفاعية لتصل إلى 2% من إجمالي الناتج المحلي، على خلفية مخاوف حيال الحرب في أوكرانيا، والتوتر حول تايوان.
ويمنع الدستور السلمي الذي اعتمدته اليابان بعد الحرب العالمية الثانية تحت الاحتلال الأميركي للبلاد، امتلاك جيش فعلي، وتبقى استثمارات اليابان العسكرية محصورة مبدئياً في الوسائل الدفاعية.
وتملك الولايات المتحدة قواعد عسكرية في اليابان، حيث تنشر نحو 55 ألف عسكري أميركي معظمهم في أوكيناوا.