"الميادين" تعرض وثائقي "سياج العنكبوت" في ذكرى عدوان تموز
شبكة الميادين تبث سلسلة وثائقية من 3 أجزاء تحت عنوان "سياج العنكبوت"، تؤرخ مسار المواجهة اللبنانية الإسرائيلية على مدى سبعة عقود منذ نكبة فلسطين عام 1948 إلى ما بعد عدوان تموز.
بمناسبة ذكرى انتصار المقاومة في حرب تموز 2006، تبث قناة الميادين وثائقي "سياج العنكبوت" الأحد المقبل 25 تموز/ يوليو.
و"سياج العنكبوت" هو سلسلة وثائقية من ثلاثة أجزاء تعرضها، تدور أحداثها في الجزئين الأول والثاني داخل الحدود اللبنانية، ليأخذنا الجزء الثالث في نهايته إلى تآكل قوة الردع الإسرائيلية وانقلاب المعادلة من الخوف اللبناني من القوة الاسرائيلية إلى القلق الإسرائيلي من اجتياح الجليل.
تؤرخ هذه السلسلة لمسار المواجهة اللبنانية الإسرائيلية على مدى 7 عقود منذ نكبة فلسطين عام 1948 إلى ما بعد حرب تموز، وتحضر في هذه السلسلة وقائع وأحداث لم تكن بمتناول الجمهور اللبناني والعربي، حيث تغوص في الوثائق والصور واللقاءات مع من عايشوا مراحل الصراع على الحدود من قيادات ومواطنين.
تُشكل هذه السلسلة وثيقة تاريخية مصوَّرة، كل جزء فيها يتحدث عن مرحلة مؤسِّسة لما وصلت إليه الأمور في مرحلتنا الحالية، وهي غنيَّة بشهادات شخصيات أدَّت أدواراً في مراحل متعدِّدة، تحكي كلٌّ منها وقائع عايشتها وتكشف عنها لأول مرَّة. منها ما لا يزال على قيد الحياة ومنها من رحل من قيادات ومواطنين تم تسجيل شهاداتهم على مراحل متفرقة وصولًا إلى اليوم، وهي تُعرض لأول مرَّة.
ومن بين هؤلاء الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي الذي اغتيل في بيروت في حزيران/ يونيو عام 2005، والعميد السابق في الجيش اللبناني النائب وليد سكرية، وقائمقام ومحافظ الجنوب السابق حليم فياض، وأول رئيس مكتب سياسي لحركة أمل حسين كنعان، والنائب قاسم هاشم، وشهود مجزرة حولا واجتياح العام 1948 للأراضي اللبنانية.
تبدأ السلسلة من واقع الحال على الحدود حالياً حيث يسيطر القلق والخوف على الجانب الإسرائيلي مقابل الهدوء والطمأنينة على الجانب اللبناني بخلاف ما كان عليه الحال منذ العام 1948، ويعود الجزء الأول بالذاكرة إلى العلاقة التاريخيَّة على جانبي الحدود بين أهل الجنوب وجيرانهم الفلسطينيين يوم كانت وجهة العمال والتجار الجنوبيين مدينة حيفا قبل أن تسقط بيد الصهاينة وتبدأ رحلة العذاب الجنوبية.
يُسلط هذا الجزء الضوء على احتلال القرى السبع وضمها للكيان لـ "إسرائيل"، وعلى إنشاء أول حزام أمني إسرائيلي في الشريط الحدودي بعد اجتياح المنطقة في تشرين الأول/أوكتوبر من العام 1948، وارتكاب مجزرة حولا، ويعود إلى شهود تلك الحقبة ممن عايشوا ذلك الاجتياح وشهدوا المجزرة، وإلى موقف السلطة في بيروت، ومفاوضات الهدنة في الناقورة.
يجمع هذا الجزء الوثائق الإسرائيلية التي تكشف عن المخططات التي أعدها قادة الحركة الصهيونية اتجاه جنوب لبنان وحلم السيطرة على نهر الليطاني، في سياق متسلسل موثق ومصوَّر قبل أن تبدأ المقاومة الفلسطينية في لبنان خصوصاً في مرحلة الخمسينيات، وصولًا إلى حرب العام 1967 واحتلال مزارع شبعا وكفرشوبا، والعدوان على مطار بيروت الدولي في العام 1968.
الجزء الثاني يؤرخ لمرحلة المقاومة الفلسطينية في لبنان من اتفاق القاهرة إلى اجتياح العام 1978. يتم عرض الوقائع وتعقيدات العلاقات بين القوى المتواجدة آنذاك، ولمسار الصراع على الحدود والأخطاء التي أُرتكبت وأدت إلى تمهيد الأرضية للتوغلات الإسرائيلية. كما يستعرض هذا الجزء لنشاط الإمام السيد موسى الصدر وإنشاء حركة المحرومين وتأسيس مقاومة مسلَّحة لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية ودور مصطفى شمران.
أمَّا الجزء الثالث فيبدأ من الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982 وانطلاق المقاومة في لبنان ونشأة حزب الله، بدءاً من معارك مداخل بيروت وضاحيتها الجنوبية ودور الشهيدين عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، ويكشف بعض كواليس تلك المرحلة، وما دار فيها من أحداث، خصوصاً بعد سيطرة القوات المتعددة الجنسيات على بيروت والانتفاضات الشعبية في الجنوب ومواجهة اتفاق 17 أيار حتى اسقاطه وتصاعد عمليات المقاومة وأبرز المحطات فيها وصولاً إلى التحرير في العام 2000.
تأخذ حرب تموز بشهادات لبنانية وحتى إسرائيلية موقعها في هذا الجزء وصولاً إلى الانتصار التاريخي الذي وفَّر مظلة أمان لجنوب لبنان، انقلبت فيه المعادلة من وجود سياج تحركه "إسرائيل" ساعة تشاء، إلى بناء جدار مسلَّح لمنع المقاومة من العبور إلى الجليل.
سلسلة تحتاجها الأجيال المتعاقبة التي غابت عنها وقائع كثيرة، لأنَّ ما تعرضه من أحداث وصور تاريخية لم تكن متيّسرة في السابق للمشاهد، وهي حالياً طي الأرشيف أو في غياهب النسيان.