المغرب: الانهيارات الأرضية تعيق عمليات الإنقاذ.. ومعاناة الناجين من الزلزال مستمرة

قرويون مغاربة، فقدوا كل شيء في زلزال الأسبوع الماضي، يتدبرون شؤونهم بصعوبة وسط أنقاض منازلهم، في ما لا تزال الطرق مغلقة بسبب الانهيارات الأرضية.

  • المغرب
    من آثار الدمار الذي خلفه زلزال المغرب

يتدبر قرويون مغاربة، فقدوا كل شيء في زلزال الأسبوع الماضي شؤونهم بصعوبة وسط أنقاض منازلهم، في ما لا تزال الطرق مغلقة بسبب الانهيارات الأرضية، علاوةً على ندرة الإمدادات الأساسية مثل الخيام.

وأودى الزلزال، الذي بلغت قوته 6.8 درجة وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من يوم الجمعة، بحياة نحو 2901 شخص وأوقع 5530 مصاباً وفقاً لأحدث الأرقام الرسمية، ممّا يجعله أدمى زلزال يضرب المغرب منذ عام 1960 والأقوى منذ عام 1900 على الأقل.

ويقود الجيش المغربي جهود الإغاثة، بدعم من مجموعات وفرق إغاثة أرسلتها 4 دول أخرى (إسبانيا وبريطانيا والإمارات وقطر)، لكنّ التضاريس الوعرة والطرق المتضررة جعلت الاستجابة غير مكتملة، حيث كانت بعض القرى الأكثر نكبة هي آخر من يتلقى المساعدة.

وقال مراسلو "رويترز" إنّ هناك زيادة ملحوظة في عدد القوات المغربية والشرطة وعمال الإغاثة على الطرق القريبة من مركز الزلزال. وأقيمت خيام أو تمّ توسيعها وازدحمت المستشفيات الميدانية وحلّقت طائرات الهليكوبتر في الأجواء.

وتعاملت الفرق الطبية مع حالات كسور في العظام وجروح وإصابات بالصدمة نتجت عن انهيار المباني، كما عالجت أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري ممّن شردهم الزلزال رغم شح الإمدادات الطبية.

وفي ذات الوقت، لم تكن هناك مؤشرات على وصول المساعدات إلى بعض المواقع النائية.

وفي قرية أوتاغري الصغيرة، التي سويت بالأرض بالكامل تقريباً، أمضى ناجون 5 ليال منذ وقوع الزلزال في العراء في فناء مدرسة، وهو أحد المساحات القليلة التي لم تغطّها الأنقاض، في ما يخشى الناجون الهزات الارتدادية ويكافحون من أجل التأقلم مع الوفيات والدمار.

والمدرسة نفسها لا تزال قائمة على الرغم من الشقوق والفجوات الضخمة التي شوّهت الجدران الملونة وجعلت المبنى غير آمن. ويستخدم القرويون إحدى الغرف كمكان لتخزين زجاجات المياه والمواد الغذائية التي تبرع بمعظمها مواطنون مغاربة.

وتلقت القرية شحنة من الخيام قدّمتها الحكومة، لكنّها لم تكن مقاومة للماء، وهو ما يشكّل مصدر قلق بالغ في منطقة جبلية تكثر فيها الأمطار والثلوج.

مستشفيات ميدانية

وكان المشهد مختلفاً تماماً في قرية أسني الكبيرة، التي تشكّل نقطة مواصلات وتسوّق كبيرة للقرى المحيطة حيث يستقبل مستشفى عسكري ميداني المرضى منذ يوم الإثنين.

وإلى جانب المستشفى، كانت هناك صفوف من الخيام الكبيرة الزرقاء والخضراء التي وفرتها الحكومة للمشردين. ووسط هذه الخيام، كان الأطفال يقفزون فوق بساط مطاطي.

وفي بلدة تلات نيعقوب الصغيرة، التي تعرضت لضرر بالغ لكن تحوّلت إلى نقطة إغاثة، كان المرضى يتلقون العلاج داخل سيارات إسعاف مصطفة بجوار مخيم للناجين.

وفي إطار مبادرة خاصة، جاءت سيارات إسعاف من مستشفيات في أجزاء أخرى من المغرب قررت إرسالها مع بعض موظفيها لمساعدة الناجين.

يذكر أنّ المغرب قبل عروضاً للمساعدة من إسبانيا وبريطانيا والإمارات وقطر لكنّه لم يقبل عروضاً من إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا.

وبشأن الجزائر، فإنّ المغرب تراجع عن قبول مساعداتها بعد أن أكدت الخارجية الجزائرية، في تصريح إعلامي، أنّ وزيــر العدل المغربي أعلن، قبــــول المساعدات الإنسانيــة المقترحة على أن يتم إيصــالها مع التنسيق مع وزارة الخارجية المغربيـــة.

وبعيد الزلزال، أمر الملك محمد السادس بالحداد الوطني 3 أﯾﺎم، وتنكيس اﻷﻋﻼم الوطنية، كما ترأّس جلسة عمل خصصت لبحث الوضع عقب الزلزال. 

والأسبوع الماضي، ضرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر إقليم الحوز جنوبي غربي مراكش في المغرب، وفق ما نقل التلفزيون المغربي عن وزارة الداخلية.

اخترنا لك