المغرب: ارتفاع ضحايا الزلزال إلى أكثر من 2400.. والمساعدات الإنسانية مستمرة

وزارة الداخلية المغربية تعلن ارتفاع عدد الضحايا والجرحى من جراء الزلزال، وفرق الإنقاذ والجيش تحاول شق الطرق إلى المناطق النائية. 

  • أشخاص يسيرون أمام المنازل المدمرة بعد الزلزال الذي ضرب قرية تافجيغت الجبلية جنوب غرب مدينة مراكش - (Getty images)
    أشخاص يسيرون أمام المنازل المدمرة بعد الزلزال الذي ضرب قرية تافجيغت الجبلية جنوب غربي مدينة مراكش - (Getty images)

أعلنت وزارة الداخلية المغربية، اليوم الاثنين، ارتفاع عدد الضحايا إلى 2497، وعدد الجرحى إلى 2476، من جرّاء الزلزال الذي ضرب مناطق متفرقة في المغرب يوم الجمعة الماضي. 

ويسابق رجال الإنقاذ المغاربة الزمن، بدعم من فرق أجنبية، للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين دمرت منازلهم بعد أكثر من 48 ساعة على الزلزال المدمر. 

وذكر بيان وزارة الداخلية المغربية أن المملكة ترحب "بكل المبادرات التضامنية من مختلف مناطق العالم".

وأعلنت دول عدة، من بينها الجزائر وإيران، استعدادها لتقديم المساعدة للمغرب، وعبرت عن تضامنها معه بعد الزلزال العنيف الذي شهدته المملكة.

وفي السياق نفسه، قال الكاتب الصحافي محمد كريم بوخصاص للميادين إنّ فرق الإنقاذ تحاول الوصول إلى المناطق البعيدة والنائية المتضررة من الزلزال، معلناً أنّ "الحكومة المغربية ستعلن في الساعات المقبلة خطة للإغاثة وإعادة الإعمار". 

وأكّد بوخصاص أنّ المغاربة "يقدرون التضامن الخارجي الذي حصل بعد الزلزال"، لافتاً إلى أنّ ذلك "يجعل الحساسيات السياسية تضمحل". 

بدوره، أفاد الصحافي سعيد السوسي بأنّ الزلزال "حوّل عدداً من المناطق إلى قبور جماعية"، مشيراً إلى أنّ "فرق الإنقاذ والجيش تحاول شق الطرق إلى المناطق النائية". 

وشدّد السوسي للميادين على أنّ "المبادرات الشعبية ساهمت في إرسال الكثير من المساعدات إلى بعض المناطق المتضررة". 

من جانبه، قال الصحافي في جريدة "العمق" المغربي يونس الزهير إنّ "قبول المساعدات من عدة دول يعود إلى عدم قدرة المغرب على الوصول إلى كل الأماكن المتضررة". 

وأوضح الزهير للميادين أنّ "المغرب بحاجة إلى مساعدات تشمل خيماً ومنازل متحركة لإيواء اللاجئين"، مشيراً إلى أنّ "عمليات إيواء اللاجئين تتركز في المناطق المتضررة نفسها في هذه المرحلة". 

ورأى أنّ "من السابق لأوانه الحديث عن إعادة الإعمار ومعاييرها، والأولوية الآن لإنقاذ الأرواح". 

مساعدت صينية وفرنسية للمغرب

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام رسمية صينية، اليوم الاثنين، أنّ جمعية الصليب الأحمر الصينية ستمنح الهلال الأحمر المغربي 200 ألف دولار مساعدات إنسانية طارئة بعد الزلزال المدمر. 

وقال الصليب الأحمر الصيني إنّ التبرعات ستستخدم لمساعدة المغرب في تنفيذ أعمال الإنقاذ والإغاثة من الكوارث.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أنّ الرئيس الصيني شي جين بينغ قدم تعازيه للعاهل المغربي الملك محمد السادس، قائلاً في رسالته إنه شعر بالصدمة عندما علم بوقوع الزلزال العنيف الذي تسبب بخسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

وأشارت محطة "سي.جي.تي.إن" التلفزيونية التي تديرها الدولة في الصين إلى أنّ عاملين صينيين في القطاع الطبي في المغرب يقدمون المساعدة للضحايا بشكل فعال، بما في ذلك خلال الهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال.

وذكر تقرير المحطة التليفزيونية أنّ مدينة بن جرير في وسط المغرب هي الأقرب إلى مركز الزلزال، ويستطيع فريق طبي من الصين الوصول إليها.

وأظهر مقطع فيديو نشرته وسائل الإعلام الحكومية الصينية طبيباً صينياً يحمل طفلاً ولد مباشرة بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة، والذي بلغت قوته 6.8 درجات.

بالتزامن مع ذلك، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا تقديم مساعدة بقيمة 5 ملايين يورو للمنظمات غير الحكومية المشاركة حالياً في عمليات الإغاثة في المغرب بعد الزلزال.

وقالت كولونا لشبكة "بي إف إم تي في" التلفزيونية إنّ هذه المساعدة المخصصة للمنظمات الإنسانية التي تنشط "على الأرض" في المغرب، سيتم تخصيصها من احتياط وزارة الخارجية الفرنسية.

وأشارت إلى أنّ "العديد" من المنظمات غير الحكومية بدأت تعمل في المملكة من أجل "مساعدة السكان" على مواجهة تداعيات الزلزال المدمّر الذي أودى بحياة أكثر من ألفي شخص.

الجدير ذكره أنّ الرباط لم ترفض المساعدة الفرنسية على الرغم من أنّ علاقاتها مع باريس تمر بمرحلة من التشنج، خصوصاً في ظل سعي الرئيس الفرنسي للتقارب بين فرنسا والجزائر. 

وأعلن المغرب، أمس الأحد، قبول 4 عروض مساعدة من بريطانيا وإسبانيا وقطر والإمارات لمواجهة تداعيات الزلزال. 

وعرضت الجزائر أيضاً مخططاً طارئاً لمساعدة الشعب المغربي من آثار الزلزال العنيف، وأطلقت "حملة الأخوّة العاجلة" لمساعدة المتضررين من الزلزال، وفتحت مجالها الجوي أمام رحلات نقل المساعدات والجرحى.

وكان المعهد الوطني المغربي للجيوفيزياء قد أعلن تسجيل زلزال قوي في ساعة مبكرة من فجر السبت، مركزه إقليم الحوز جنوب غربي مدينة مراكش، واصفاً الزلزال بأنه الأعنف في البلاد منذ نحو قرن.

وتمتد منطقة الزلزال على جبال الأطلس الكبير المحتضن للعديد من القرى النائية في الغالب، ما يمكن أن يصعّب عمليات الإنقاذ، إذ إنّ معظم البيوت في تلك القرى تقليدية لا يحترم شروط مقاومة الزلازل.

من بين القرى التي تكاد تكون دُمّرت تماماً قرية تفغاغت الواقعة على بُعد نحو 50 كيلومتراً من بؤرة الزلزال، ونحو 60 كيلومتراً جنوب غربي مراكش، وتعدّ الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية نادرة، وفق وكالة "فرانس برس".

وعقب الزلزال، أصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس توجيهات باتخاذ إجراءات عاجلة، استجابةً لحالة الطوارئ الناجمة عن الزلزال، بينها إعلان الحداد الوطني لمدة 3 أيام وتشكيل لجنة وزارية لتقديم المساعدة في إعادة بناء المنازل المدمرة.

اقرأ أيضاً: زلزال المغرب: تشييع الضحايا وافتتاح مراكز التبرع بالدم.. و"اليونيسكو" تعد بإعادة الإعمار

زلزال مدمر بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر، يضرب إقليم الحوز جنوبي غربي مراكش في المغرب، ويخلف آلاف الضحايا، فيما وصفته جهات مختصة بأنه الأعنف في المنطقة منذ قرن.

اخترنا لك