المشهد | ماذا وراء الخطَّة الاستيطانيّة الكبرى في الجولان المحتل؟
تهدف الخطة الاستيطانية الاسرائيلية إلى تحقيق أقصى استنزاف لموارد الجولان المحتل، وتوظيف ذلك في زيادة أعداد المستوطنين، إذ يقضي المخطط بأن يصل العدد إلى 250 ألفاً بحلول عام 2048.
صادقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطّة استيطانية تهدف إلى مضاعفة عدد المستوطنين في الجولان السوري المحتل. وتتضمَّن الخطة إنفاق 300 مليون دولار بهدف جلب 23 ألف مستوطن إضافيّ إلى الجولان المحتل في غضون 5 سنوات.
المشهد
يعيش في الجولان المحتل نحو 27 ألف سوري، يتوزّعون على 5 قرى تشكل نحو 5% فقط من مساحة الجولان المحتل، فيما يعيش نحو 22 ألف مستوطن في 34 مستوطنة أقامها كيان الاحتلال منذ العام 1967.
منذ الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري، وضمّه لاحقاً في العام 1981، تواجه "إسرائيل" معضلة كبيرة تتعلَّق بالتركيبة السكانية من حيث الهُوية والحجم، إذ تشهد المنطقة أدنى معدل نمو سكاني في صفوف المستوطنين. ويمكن القول إنَّ ذلك هو الدافع الأبرز وراء الخطة الاستيطانية الجديدة.
يستثمر كيان الاحتلال بشكل مكثف في الجولان المحتل. وإلى جانب الدوافع الاستيطانية الإسرائيلية، تمثل الدوافع الاقتصادية داعماً قوياً لمشاريع إنشاء المستوطنات. على سبيل المثال، يتم تصدير نحو 20% من منتجات مستوطنات الجولان المحتل إلى 20 دولة مختلفة.
بين السّطور
· يمكن اختصار الخطة الاستيطانية الإسرائيلية بالقول إنها تهدف إلى أقصى استنزاف لموارد الجولان المحتل، وتوظيف ذلك في زيادة أعداد المستوطنين فيه، إذ تتحدث المصادر عن أنَّ الخطة تقضي بأن يصل العدد إلى 250 ألفاً بحلول العام 2048.
· ينظر كيان الاحتلال إلى الجولان المحتل باعتباره مستقبل الزراعة النوعية، نظراً إلى طبيعته البركانية المعروفة بخصوبة تربتها ووفرة محصولها. وصلت هذه النظرة إلى حدّ الحديث عن مشروع إسرائيلي لزراعة الزعفران في المنطقة، لمنافسة إيران التي تنتج 90% من إمدادات الزعفران العالمية.
· إلى جانب ذلك، يأتي ثلث مياه الأراضي المحتلة على الأقل من الجولان السوري المحتل، إضافةً إلى نحو 30% إلى 50% من بعض الفواكه والخضراوات، كما يأتي نحو 50% من اللحم البقري، و20% من الحليب، من مزارع تتجاوز مساحتها 66 ألف هكتار في أراضي الجولان المحتل.
· تشكّل صناعة النبيذ جانباً اقتصادياً آخر، إذ يتم إنتاج 25% من النبيذ الإسرائيلي في الجولان المحتل. ويعدّ مصنع نبيذ الجولان إحدى أكبر 3 مزارع كروم في الأراضي المحتلة، وتشكّل منتجاته نحو 38% من صادرات النبيذ الإسرائيلية.
· أما الجانب الأهم في الحديث عن موارد الجولان المحتل، فيتعلَّق بالنفط، إذ تشير تقارير شركة "جيني إنرجي" الأميركية إلى أن مؤشرات سمك الطبقة النفطية المكتشفة في الجولان السوري تبلغ 350 متراً، وهي تمثل كمية هائلة قياساً إلى متوسط سمك الطبقة النفطية العادية الذي يتراوح بين 20 و30 متراً.
· منح كيان الاحتلال شركة "جيني إنرجي" ترخيص التنقيب عن النفط في الجولان المحتل في العام 2013. وبحسب تقديرات الشركة، تحتوي مساحة ترخيصها وحدها 40 مليار برميل من النفط، وهي كمّية تفوق ما يستهلكه العالم في عام واحد.
ما هو المقبل؟
تهدف الخطط الإسرائيليّة إلى تحقيق أقصى استنزاف لموارد الجولان السوري المحتلّ، ومن ثم مضاعفة أعداد المستوطنين فيه، بهدف طمس الوجود السوري في المنطقة. على هذا الأساس، يُتوقع المزيد من التضييق على سوريّي الجولان.
تشير التقارير إلى أنَّ أحد المشاريع المقترحة، وهو مشروع عنفات توليد طاقة الرياح، سينشأ في أراضٍ زراعية سورية على مساحة 4300 دونم، أي نحو ربع أراضي السوريين الزراعية.