"الغارديان": انقلاب فاغنر الفاشل يظهر أن نظام بوتين لا يزال قوياً بعناد
صحيفة "الغارديان" البريطانية تتحدث عن قرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يخص قوات "فاغنر". وتقول إن بوتين تصرف بذكاء.
أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الخميس، بأن انقلاب "فاغنر" الفاشل يظهر أن نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال قوياً بعناد.
وقالت الصحيفة في مقال لمدير برنامج أوراسيا في معهد كوينسي، أناتول ليفين، إن "إظهار الرئيس الروسي للرحمة تجاه مؤسس قوات "فاغنر" القتالية الروسية الخاصة يفغيني بريغوزين، لم يكن علامة ضعف بل خطوة بارعة".
ولفتت إلى أن "بوتين لو سحق التمرد بالقوة وأعدم قادته، لكان المعلقون قد استخدموا هذا كدليل ضده".
وخلص المقال إلى أن بعض التحليلات والاستنتاجات التي توصل إليها بعض المحللين في الآونة الأخيرة، "ملوّنة بكراهية للزعيم الروسي، ولا تشكل تحليلاً رصيناً وموضوعياً".
وقالت إن بوتين تعامل مع الأمور بشكل جيد، وفي خطابه بعد انتهاء التمرد الفاشل، أظهر تصميماً وعزماً.
وبحسب الصحيفة فإن الرئيس الروسي أوضح أنه لا ينوي الاستسلام لمطالب زعيم "فاغنر" يفغيني يريغوجين، وأنه إذا واصل هو وقادة فاغنر الآخرون "تمردهم"، فسيتم اتهامهم بالخيانة وربما إعدامهم ضمنياً.
ولفتت الصحيفة إلى أن بوتين "كان لديه كل شيء ليكسب وذلك من خلال إظهار الشهامة، لقد فاز بعد كل شيء".
يأتي ذلك في وقت، أظهرت دراسة استقصائية جديدة، أجرتها "شركة علم الاجتماع الروسية الميدانية"، أن "غالبية الروس يعتقدون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح".
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين كرّم، الثلاثاء، القوات التي قمعت تمرّد "فاغنر"، بالوقوف دقيقة صمت.
وشكر بوتين جميع أفراد القوات المسلحة الروسية ووكالات إنفاذ القانون والخدمات الخاصة على شجاعتهم، مؤكداً أن "تصميمهم وشجاعتهم أسهما في تماسك المجتمع، وقمع التمرد".
وقال بوتين إن الطيارين الذين لقوا حتفهم في أحداث 24 حزيران/يونيو "قاموا بواجبهم بشرف".
وقبل ساعات، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إغلاق القضية في ملف التمرد المسلح الذي وقع في الـ24 من الشهر الحالي، وكفّ البحث عن متمرّدي مجموعة "فاغنر" العسكرية الخاصة.
وكان رئيس "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، قد وافق قبل أيام على وقف "التمرّد في روسيا"، بعد وساطة الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الذي اقترح وقف تحركات المجموعة على الأراضي الروسية واتخاذ إجراءات إضافية لخفض التصعيد.
وتضمن الاتفاق العديد من النقاط، وأولها أنّ بعض مقاتلي "فاغنر" ممّن رفضوا منذ البداية الانخراط في "حملة" بريغوجين، ستتاح أمامهم إمكانية الانضمام إلى صفوف القوات المسلحة الروسية، والتعاقد مع وزارة الدفاع، كما أنه لن يخضع هؤلاء لأي مساءلة قانونية.
وصباح اليوم، ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أن طائرة بريغوجين هبطت في مطار عسكري على بعد نحو 20 كلم من العاصمة البيلاروسية مينسك، الساعة 07:40.
وأضاف مشروع "هاجون"، الذي يراقب المجال الجوي للبلاد، أنّ طائرة خاصة روسية أخرى، أقلعت من سان بطرسبرغ، هبطت في المطار العسكري بعد أقل من 20 دقيقة من هبوط طائرة "فاغنر".