الشيخ الغريب للميادين نت: "إسرائيل" لن تؤثر في الانتخابات... وبوتين سيذهل العالم
في مجلس شيخ عقل الموحدين الدروز في لبنان نصر الدين الغريب نستلهم من حكمته وسِعة أفقه في شتى المجالات وعودته إلى دروس التاريخ لمحاكاة الحاضر... وتالياً استشراف الآتي لبنانياً وعربياً وعالمياً.
شيخ عقل الموحدين الدروز في لبنان نصر الدين الغريب يواكب الأوضاع السياسة الراهنة في لبنان برزانة وتعقّل ورؤية، من دون حيادٍ عن المبادئ الوطنية والقومية، من الالتفاف خلف المقاومة والحديث عن الانتخابات النيابية المقبلة إلى دعم الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة، ورفض التطبيع، وصولاً إلى الوضع في سوريا والجولان، وانتهاءً بالأزمة في أوكرانيا، وهذا ما تناوله في حديثه إلى الميادين نت في دارته ببلدة كفر متى في جبل لبنان.
العدوّ يبالغ كثيراً في الحديث عن هزيمة حزب الله
لا يعير الشيخ الغريب اهتماماً لما يروّجه الاحتلال الإسرائيلي وإعلامه بشأن الانتخابات النيابية اللبنانية التي ستجري في شهر أيار/ مايو المقبل، فيقول "أعتقد أنّ العدوّ الإسرائيلي يبالغ كثيراً في هزيمة حزب الله، وربما يدّعي ما يوافق مصلحته وما يعود بالنفع له ولبعض العرب المتماهين معه. أمّا في الحقيقة، فلن يتغيرّ شيء، ولن يحصل ما يدّعون، فالتحالفات الوطنية ما زالت قائمة، بل أقوى ممّا يتصورون، وتحديداً بعد انسحاب الرئيس سعد الحريري من المعركة الانتخابية والحياة السياسية.
معادلة الجوّ تحققت بجولة مسيّرة "حسّان"
من هنا يرى أنه بعد مسيرّة "حسّان" التي أطلقها حزب الله، أمسى الرعب مسيطراً على المناطق الشمالية في فلسطين المحتلة، حيث كان العدو غافلاً عن معادلة الجو، إلى أن تحققت بجولة المسيّرة فوق فلسطين المحتلة، وقد أطلقوا عليها "الباتريوت" وكانت "القبّة الحديدية" مضطربة تماماً حيث اعتقدوا أنهم نجحوا في إسقاطها عندما اختفت عن شاشة الرادار إلى أن أتى الخبر الصاعق عكس ذلك، وعادت إلى قواعدها سالمة.
وفي حين يرى أن أسباب مهاجمة "بعض الأوساط اللبنانية لتحليق الطائرة، ربما تعود لحسابات داخلية في حال جرّبوا حظهم مرّة أخرى"، يسأل: "هل باستطاعة العدو مساعدتهم لدرء الخطر الذي ربما ينتابهم"؟
الحرب الاقتصادية لن تزيد اللبناني إلا تمسّكاً بالمقاومة
وإذ يرى "أنّ الحرب الاقتصادية وارتفاع سعر الدولار في لبنان هما بكل تأكيد حرب ضروس على الشعب اللبناني بقصد تركيعه، ولعلّهم يوفّقون في إثارة النعرات الداخلية ضد المقاومة، مروّجين أنّ السبب هو سلاح المقاومة"، يؤكد أن ذلك لم يزد أكثرية الشعب اللبناني إلّا تمسّكاً بحقه في المقاومة وبالسيادة والكرامة،رغم ما يعانيه من جرّاء الانهيار الاقتصادي الحاصل".
نصيحة لبعض اللبنانيين: حافظوا على شقيقتكم
وبكل ثقة يطلقها شيخ العقل: "سوريا هي قلب الأمّة العربية النابض وستبقى، ومهما حاكوا من مؤامرات لإسقاط النظام ولإجبارها على التطبيع، أقول لهم إنهم واهمون. أمّا العلاقة مع لبنان، فهي تسير على أحسن ما يرام، ونصيحتنا لبعض اللبنانيين الذين يخشون من سوريا ودورها، نقول لهم رويداً رويداً، فكّروا بعقولكم، فليس أمامكم إلّا البحر أو سوريا الشقيقة فحافظوا على شقيقتكم".
وفي ذكرى ضمّ الجولان العربي السوري نلفي في عينيه يقيناً عند كلامه الواثق أن "الجولان سيبقى شامخاً مرفوع الرأس عالي الجبين، ففيه رجالات تتحدّى الظلم والقهر اللذين يمارسهما العدو، مؤكداًً أن: "الجولان سيبقى سورياً وعربياً مهما وقّع ذاك الرئيس البائس من خلف البحار (الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي وقّع الاعتراف الرسمي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل)، فمصير الجولان بأيدي أبنائه الأشاوس وسيعود إن شاء الله قريباً، رافعاً العلم العربي السوري فوق هضابه".
للباطل جولة... وللحق ّجولات
ولأن لفلسطين وأهلها جذوة الحقّ في أفئدة الشرفاء في كل أصقاع العالم، يشدّد الغريب على أنّ أبطال غزّة الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الأرض والكرامة لم ولن تخيفهم طائرات الصهاينة ومدرّعاتهم. لقد واجهوا أكبر حرب تدميرية ضدهم، وآخرها كانت "معركة سيف القدس"، وكانت النتيجة انكفاء العدو وعودته خائباً. وكذلك الضفّة الغربية هبّت وتظاهرت في وجه المغتصب والقاضم لأراضي أبنائها والهادم لمساكنهم، لكننا نقول لهم: صبراً إنّ للباطل جولة وللحق جولات، فانتظروا مصيرهم".
شيخ عقل الموحّدين الدروز على يقين بأن "المطبّعين مع العدو سيندمون يوماً، فلينظروا إلى من عقَدوا الاتفاقات هل كانت عليهم سمناً وعسلاً؟ وهل يستطيع الإسرائيليون التجوّل في القاهرة وعمّان؟ لا، إنّ الشعب العربي الحرّ لن يتخلّى عن أصالته مهما طال الزمن، وليعلموا أنّ يوم المظلوم على الظالم أشدّ من يوم الظالم على المظلوم" .
التمسّك بالعروبة ورفض التجنيد الإجباري
وحول وضع الموحّدين الدروز في فلسطين المحتلّة، يذكّر بأن عددهم "لا يتجاوز الـ 100 ألف، وهم، كما الملايين الذين ما زالوا تحت الاحتلال، إخوة لا يستطيع بعضهم التنكّر لبعض.
أمّا الاختلاف في بعض وجهات النظر فهو أمرٌ مشروع، وخاصة أن أكثرية إخواننا هناك ما زالوا متمسّكين بعروبتهم ومقدساتهم، ويرفضون محاولة سلخهم عن عمقهم العربي، كما أنهم يرفضون التجنيد الإجباري المفروض عليهم، وقد دفعوا من جرّاء ذلك أثماناً كبيرة، حيث جرى هدم العديد من المنازل، ومُنعوا من شراء الأراضي، وصدرت أحكام منع سفر بحقّهم".
ويردف قائلاً: "رغم ذلك فهم ما حادوا ولا تراجعوا، فبقوا على مواقفهم الوطنية الثابتة، وتمسّكوا بحقهم في التواصل مع أهلهم وإخوانهم في سوريا ولبنان، ضمن مشروع التواصل الوطني كحق لأبناء طائفة الموحّدين الدروز في زيارة الأماكن المقدسة، كما جرت العادة قبل العام 1948، حيث كانت في هذا الإطار هناك عدة زيارات لوفود من لجنة التواصل الدرزية إلى سوريا، آخرها عام 2018 برعاية الرئيس بشار الأسد والأمير طلال أرسلان".
وكما يقول على الدوام إن الموقف الدرزي ثابت في دعمه المقاومة أمام أي عدوان إسرائيلي، يؤكد أن "الموحّدين الدروز في فلسطين هم إخوان لنا ولجماعتنا في جبل العرب وعموم سوريا، ويرغبون بمساعدتنا عند الأزمات الصعبة، لذا نقول لهم بعزيمة الشعب الفلسطيني الأبيّ والدول العربية الحرّة والمقاومة والجمهورية الإسلامية في إيران، سنرى فلسطين كل فلسطين وقد عادت إلى أبنائها".
بوتين سيُذهل العالم
يبقى أن الحدث العالمي الأبرز، مع ما يجري من استفزاز ومحاولات أميركية لجرّ روسيا إلى حرب عبر الأزمة في أوكرانيا، وكل ما يستتبع ذلك من تبعات، يرخي بظلاله على كلّ حديث.
وهنا يعلّق الشيخ الغريب باقتضاب على ما يجري قائلاً: "إنّنا نثق بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيُذهل العالم بجرأته ووقوفه بوجه هذا الحلف الإمبريالي الغاصب، وعلى رأسه أميركا عدوّة الشعوب الحرّة في العالم، وسيلقّنهم درساً لا يُنسى إذا أقدموا بحماقتهم" على العدوان، وها هو يوجّه رسالة واضحة عبر الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك".