السيد نصر الله: واشنطن تتحمل مسؤولية النزوح السوري.. وأدعو إلى خطة وطنية للحل

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، يؤكد أن المسؤول الأوّل عن النزوج السوري أمنياً واقتصادياً إلى لبنان هو الولايات المتحدة وسياساتها الوقحة. وتحدّث عن الحدود البرية، مؤكداً أنّ المفاوضات مسؤولية الدولة، وأن المقاومة لا تربط إجراءها بالملف الرئاسي.

  • السيد نصر الله: واشنطن تتحمل مسؤولية النزوح السوري.. وأدعو إلى خطة وطنية للحل
    السيد نصر الله: واشنطن تتحمل مسؤولية النزوح السوري.. وأدعو إلى خطة وطنية للحل

أكّد الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، أنّ المسؤول الأول عن النزوح السوري الأمني إلى لبنان هو "الإدارة الأميركية، التي أشعلت الحرب في سوريا". 

وأضاف، في كلمة بمناسبة المولد النبوي الشريف، أنّ "الولايات المتحدة هي المسؤولة أيضاً عن النزوح السوري الاقتصادي إلى البلد، بعد فرضها قانون قيصر على سوريا"، لافتاً إلى أن مئات آلاف السوريين سيعودون إلى بلدهم "لو رُفع قانون قيصر، وبدأت الشركات الاستثمار في سوريا". 

وقال الأمين العام لحزب الله إن "البعض (في لبنان) يرى أن ملف النزوح السوري يشكّل تهديداً للبنان، وجوديّاً وأمنيّاً،  لكنه لا يفعل شيئًا تجاهه". 

ودعا السيد نصر الله إلى وضع خطة وطنية موحّدة بشأن ملف النزوح السوري، "يتفق عليها اللبنانيون، ويحملونها إلى العالم، ويضغطون بها على حكومة تصريف الأعمال ومؤسسات الدولة والجيش اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية، من أجل معالجة ملف النازحين، الذي يُجمع اللبنانيون على أنه بات تهديداً وجودياً للبلد". 

وشدّد الأمين العام لحزب الله على أنّ من يهدد الديموغرافيا والوجود والوطن هو "السياسات الأميركية القبيحة والوقحة" في لبنان. 

ولفت السيد نصر الله إلى "ضرورة وجود إحصاءات دقيقة لدى الدولة اللبنانية، بشأن عدد النازحين السوريين في لبنان"، مشيراً إلى أنه "يجب أن تفرّق الإحصاءات بين الشبان والعائلات، وبين اليد العاملة السورية والنازحين"، مشدداً على "ألّا يتحول الجو القائم إلى جو عداءٍ للنازحين" وأنه "يجب عدم تجاوز حدود القانون والأخلاق في التعامل معهم". 

وتطرّق الأمين العام لحزب الله إلى فكرة متداولة بشأن تسهيل الدولة اللبنانية هجرة النازحين عبر البحر في اتجاه أوروبا، حتى لا يعود السفر محصوراً في الأطر غير القانونية، مشيراً إلى أنّه في حال حدث ذلك، فإنّ "الدول الأوروبية ستأتي خاضعة إلى بيروت والسرايا الحكومية، وتقول للبنانيين ماذا تريدون لوقف هذه الهجرة للنازحين".

ودعا السيد نصر الله إلى ملاحقة مافيات التهريب وقمعها، مؤكداً أنّ "هذا شكل من أشكال المعالجة". 

أي خطوة تؤدي الى تحرير الارض سيتم التعاون بشأنها بين الدولة والمقاومة

وبشأن الحدود البريّة، ذكّر السيد نصر الله بموقف المقاومة وحزب الله، مجدداً الإشارة إلى أنّ "استخدام كلمة ترسيم الحدود البرية خاطئ، فالحدود مُرسَّمة". 

وأكّد الأمين العام لحزب الله أنّ "الترسيم هو مسؤولية الدولة، فـهي تقبل الوساطة والمفاوضات، ونحن لسنا معنيين بالقبول والرفض"، مرجّحاً  أنّ الوساطة، "إن أتت"، فستركز على منطقة شمالي الغجر من أجل حلّ مسألة الخيمتين. 

وشدّد السيد نصر الله على ضرورة الفصل بين مسألة الحدود البرّية والملف الرئاسي، مشيراً إلى أنّ "البعض يعتقد أنّنا قد نقدّم تنازلات بشأن الحدود البرية، أي نتخلى عن الأرض، من أجل الحصول على تأييد لمرشحنا الوزير السابق سليمان فرنجية، وهذا الربط لا وجود له". 

وقال إنّ "البعض يربط الحدود البرية بالملف النووي الإيراني، لكنّ هذا لم يُطرح على طاولة مفاوضات إيرانية أميركية سابقاً". 

ونبّه الأمين العام لحزب الله إلى أنّنا "لا نساوم على حقوقنا في مياهنا وأرضنا"، وأنّ "أيّ خطوة ستؤدي إلى تحرير الأرض سيتمّ التعاون بشأنها بين الدولة والمقاومة". 

ولفت إلى أنّ "كلّ المؤشرات إيجابية بشأن البلوك الـ9، وهو ما يؤكده طلب الائتلاف النفطي الموجود لتولي العمل في البلوكين الـ8 والـ10". 

وبشأن الملف الرئاسي، أكّد السيد نصر الله أنّه "كان هناك فرصة في الحوار، الذي دعا اليه رئيس البرلمان نبيه بري من أجله، لكن هذه الفرصة تم تضييعها عبر النكد السياسي". 

كل تطبيعٍ مدان

ودعا الأمين العام لحزب الله "الأمة العربية إلى تحمّل المسوؤلية تجاه ما يحدث في فلسطين، مهما كانت انشغالاتها، والالتفات أيضاً إلى ما يجري للمسجد الأقصى، كي لا يصبح الانتهاك أمراً روتينياً، فيقسّم زمانياً ومكانياً، أو يتم تحويله إلى كنيس يهودي". 

ولفت مستنكراً إلى أنه "في وقتٍ يجب أن يسمع الصهاينة صوت المسلمين، فيما يتعلق بقبلة المسلمين، تذهب دول جديدة نحو التطبيع". 

وشدّد السيد نصر الله على أنه "أياً تكن الدولة التي تتجه إلى التطبيع يجبْ أن تُدان ويُستنكر عملها، وهذا أمر خارج عن العلاقات والمجاملات السياسية، لأنه طعن للمقدسات الاسلامية والمسيحية، وترك للفلسطينيين، وتقوية للعدو". 

وذكّر الأمين العام لحزب الله بحرب أكتوبر عام 1973، والتي تصادف ذكراها الخمسون هذه الأيام، مشيراً إلى أنه عندما اتحد الجيشان العربي السوري والمصري، وساندتهما عدة دول، اختنقت "إسرائيل"، وأوشكت أن تهدد باستخدام السلاح النووي، قائلاً إنّ "هذه الوحدة كادت تصنع نصراً تاريخياً وحاسماً". 

وفي سياق مناسبة مولد النبي محمد وأسبوع الوحدة الإسلامية، الذي أعلنه الإمام الخميني، أشاد السيد نصر الله بالإحياء اليمني "الكبير والعظيم والجميل" لذكرى المولد النبوي الشريف، على رغم الظروف الحياتية والأمنية الصعبة، داعياً إلى الاستفادة من تجربة اليمنيين، والاهتمام بهذه المناسبة في لبنان وغيره من البلدان. 

ودان الأمين العام لحزب الله بشدة "القتلة المجرمين التكفيريين، الذين فجروا مساجد أهل السنة في باكستان، في ذكرى المولد النبوي"، محذراً من عودة الفكر التكفيري إلى الساحة الإسلامية. 

اخترنا لك