الحريديم يتمسكون بمعارضة شن هجوم على إيران.. مناكفة للعلمانيين أم مصلحة لـ"إسرائيل"؟
رجال الدين اليهود يعارضون هجوماً إسرائيلياً على إيران.. ما أهدافهم؟
في تطورٍ غير مسبوق، وقف كبار الحاخامات اليهود، حلفاء رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضد تصريحات التهديد التي يُعلنها مع وزرائه ضد إيران، رافضين توجيه ضربات إسرائيلية إلى طهران.
ولا يقلّ رأي الحاخامات اليهود، بالنسبة إل المستوطنين الإسرائيليين، أهميةً عن رأي ضابط برتبة لواء، وفق الإعلام الإسرائيلي. ونقل صحافي إسرائيلي إلى جمهور المستوطنين رسالةً من القيادة الروحية الحريدية، مفادها أنّ "القيادة الروحية تُعارض بشدّة أيّ هجومٍ إسرائيلي على إيران، وغير مُنسّق بصورة كاملة مع واشنطن".
وخلال الأسابيع الأخيرة، غضب الحاخامات اليهود من نتنياهو، الذي وافق على مطلب العلمانيين تجنيد الحريديم في "الجيش" الإسرائيلي، بعد أنّ اتفق معهم، عند دخولهم الائتلاف الحاكم، على أن يسنّ قانوناً يُعفي هؤلاء من الخدمة العسكرية في السنة الأولى من عمر الحكومة. ومع أنه نظرياً قادر على تنفيذ ذلك، لأن ائتلافه يضمّ أكثرية، لكنّه عملياً لم يجرؤ على ذلك بسبب الحرب.
وتشير وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنّ هناك موقفين بشأن معارضة الحاخامات اليهود: الأول يرى أنّ معارضتهم الدخول في تصعيد مع إيران هو مُجرد حجة يتذرعون بها لتنبيه قيادة "الجيش" والعلمانيين، الذين يمسّون مصالحهم. أما الموقف الثاني فيرى بالفعل أنّ "إسرائيل" في وضع حساس، ومصلحتها تقتضي عدم الرد.
الحريديم يعارضون شنّ هجوم إسرائيلي على إيران
ومن الشخصيات التي أبدت موقفها، الأدمور مويجنيتس (شخصية "حسيدية" مهمة)، الذي حذّر رئيس "شاس"، أرييه درعي، من هجوم على إيران.
ووفقاً للتقرير، ناشد الحاخام الحسيدي قائلاً: "ممنوع على إسرائيل مهاجمة إيران مجدداً، نحن في وضع حسّاس".
وبعد ساعات، ظهر خبر آخر، اتضح منه أنّه ليس فقط الأدمور مويجنيتس قلِق من احتمال رد إسرائيلي على إيران، وإنّما أيضاً الزعيم الحريدي، الليتواني، الحاخام دوف لندو، وأنه ليس أقلّ خوفاً منه.
وأيضاً، ناقش عضو الكنيست، موشيه غفني، وهو رئيس حزب "ديغل هتورا"، مع الحاخام لندو، أمر الهجوم الإسرائيلي المحتمل ضد إيران، وردّ عليه الأخير قائلاً: "عليك ألا تؤيد رداً ضد إيران، بل من الممكن أن تؤيد رداً بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف الإعلام الإسرائيلي أنه "قد يندهش القارئ العادي، والذي لا ينتمي إلى هنا، ويتساءل لماذا تُناقَش قضايا أمنية، في مستوى رد على إيران، مع حاخامات وليس مع ضباط"، وأشار إلى أنّ "الجواب هو أنّه يبدو أن من يقف خلف حملة الحاخامات ضد رد على إيران، يتوجّه إلى رأي عام آخر، وهذا الأمر يذكّر بكلمة قالها زعيم سابق في الليكود، مناحيم بيغن، ومفادها أنه ترتعد الفرائص أمام الحاخامات وأمام الجنرالات".
الخلافات داخل الائتلاف الحاكم بشأن تجنيد الحريديم تتصاعد، والأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من حكومة نتنياهو#غزة #فلسطين#نتنياهو #حريديم #الميادين_GO pic.twitter.com/PSO38ZmTYR
— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) March 28, 2024
وفجر اليوم، وقع عمل تخريبي ضد الأراضي الإيرانية، من خلال إطلاق مسيرات صغيرة في اتجاه محافظة أصفهان وسط البلاد، لكن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطتها، مؤكدةً أنّ "الطائرات لم تأت من خارج البلاد".
بدورهم، وصف المسؤولون الإسرائيليون ردّهم بـ"الضعيف"، وأنّه جاء لإسقاط الواجب وتجنّب التصعيد.
فشل جديد يضاف لـ "إسرائيل" ويثبت ضعفها مقابل إيران.. طهران تسقط عدة مسيّرات صغيرة #ايران #غزة #الميادين_Go pic.twitter.com/4NPvMUEvz2
— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) April 19, 2024
وأظهر استطلاع رأي، أُجري قبل أيام، أنّ 74% من الإسرائيليين يعارضون توجيه ضربة ضد إيران "إذا كانت تقوض التحالف الأمني لإسرائيل مع حلفائها".