الجيش الأميركي يعاني أزمة في إقبال المتطوعين المؤهلين

الجيش الأميركي يواجه أزمة في التجنيد العسكري قد تتسبب بانخفاض القوة البرية الأساسية في البلاد بنسبة تصل إلى 7% خلال عامين.

  • أزمة التجنيد العسكري في الجيش الأميركي
    أزمةفي  التجنيد العسكري في الجيش الأميركي

كشفت وسائل إعلام أميركية أنّ قوة المتطوعين في الجيش الأميركي ربما قد تكون بلغت حدّ الانهيار أو الحد الأقصى. 

وأشار التقرير الذي نشره موقع "War on the rocks" إلى أنّ أزمة التجنيد المحفوفة بالمخاطر بدأت تتكشف بعد الانسحاب الأميركي الكامل من أفغانستان الصيف الماضي، إذ يتقلّص عديد الجيش بسبب تراجع أعداد المتطوعين المؤهلين. 

ووفق الموقع، قد يكون لذلك آثار هائلة على الموقف الإستراتيجي للولايات المتحدة في عالم يتزايد فيه عدم اليقين والخطورة.

ولفت الموقع إلى تحذيرات العديد من الخبراء العسكريين الأميركيين من أنّ الانتشار المستمر للقوات الأميركي خلال السنوات الأولى من الحروب الأخيرة في أفغانستان والعراق قد "يدّمر" الجيش، لأنّهم توقعوا أن يتطوع عدد أقل من الشباب الأميركيين للخدمة في زمن الحرب.

ما مدى سوء أزمة التجنيد؟ 

استناداً إلى ما ورد في التقرير، خلال السنة المالية الماضية كانت نسبة تجنيد المتطوعين في الجيش أقل بنسبة 25% مما كان مخططاً، الأمر الذي أجبر المسؤولين إلى خفض قوته النهائية للخدمة الفعلية من 476 ألفاً إلى 466 ألفاً. 

ومن المرجح بحسب الموقع أن تكون السنة الحالية أسوأ، إذ تشير التوقعات إلى أنّ القوة النهائية النشطة يمكن أن تتراجع إلى حد الـ20 ألف جندي بحلول أيلول/سبتمبر المقبل، وهذا يعني أنّ القوة البرية الأساسية في البلاد يمكن أن تنخفض بنسبة تصل إلى 7% خلال عامين فقط.

وتابع الموقع: "بالكاد حققت الخدمات الأخرى أهداف التجنيد في العام الماضي، لكن سيكون من الصعب إنجاز الأمر في 2023، وقد يكون سلاح مشاة البحرية قادراً على تعويض هذه المشكلة لكن القوات البحرية والجوية تواجهان رياح معاكسة أكبر".

اقرأ أيضاً: "ديفينس إنفو": لماذا ينفق الجيش الأميركي تريليون دولار سنوياً على قوة جوفاء؟

لماذا يحدث هذا الآن؟ 

اعتبر الموقع أنّ أزمة التجنيد العسكري في الجيش الأميركي يتعلق جزء منها بنهاية الحرب في أفغانستان التي جعلت الخدمة العسكرية تبدو أقل إلحاحاً. 

وأضوح الموقع أنّ الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان هو أحد أسباب تراجع انتساب المتطوعين في الجيش، فضلاً عن انخراط القادة العسكريين الأميركيين في السياسة، وتزايد معدلات الاعتداء الجنسي في الجيش.

وتزامن هذا الانسحاب مع تراجع معدلات البطالة الذي جعل التوظيف أكثر صعوبة، فضيق سوق العمل أجبر العديد من الشركات على زيادة الأجور وتقديم حوافز لجذب أفضل المواهب.

أما العوامل الثانية فمرتبطة بانخفاض أعداد الشباب المؤهلين للخدمة في الجيش بشكل حاد العام الماضي (من 29% إلى 23%) بعد تفشي فيروس كورونا، إضافةً إلى رغبة الشباب في الخدمة العسكرية (13% قالوا إنّهم كان يفكرون بالالتحاق بالخدمة العسكرية قبل الوباء، قبل أن يتراجع إلى 9% العام الماضي).

كذلك، انخفض عدد الأميركيين الذين أعربوا عن ثقتهم في الجيش الأميركي في السنوات القليلة الماضية، مثلما تراجعت الثقة الأميركية في جميع المؤسسات الأميركية الكبرى تقريباً، وفق الموقع. 

وفي وقت سابق، ذكر موقع قناة "فوكس نيوز" الأميركية أنّ "الجيش لم يتمكن من تحقيق الأهداف المحددة للتجنيد في عام 2022"، موضحاً أنّه لم يتمكّن من تجنيد حوالى 25% من العدد المقرر من العسكريين.   

وكانت بعض وسائل الإعلام الغربية كتبت عن مشكلة التجنيد الطوعي في جيش الولايات المتحدة بسبب عدم رغبة الأميركيين في الخدمة العسكرية.

وبدأ تجنيد الجيش الأميركي على أساس التطوع منذ عام 1973، لكن وفقاً للخبراء أصبح عام 2022 السنة الأكثر صعوبة منذ ذلك الحين.

اقرأ أيضاً: تقرير: الجيش الأميركي ضعيف وفي خطر متزايد

اخترنا لك