الجزائر تدين الهجمات في مالي: لبناء جبهة داخلية قادرة على مقاومة الإرهاب
الجزائر أكدت ضرورة تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي، المنبثق عن مسار الجزائر، والذي من خلاله يمكن لمالي "بناء جبهة داخلية قادرة على مقاومة الاعتداءات التي يتعرض لها البلد والمنطقة".
أدانت الجزائر، اليوم الجمعة، الهجمات الإرهابية التي استهدفت جارتها مالي، معبّرة عن "تعازيها وتضامنها معها في مواجهة هذه المحنة التي فرضتها عليه آفة الإرهاب"، حسبما أفاد به بيان وزارة الخارجية الجزائرية، تلقّت الميادين نسخة منه.
وقال بيان الخارجية الجزائرية: "تدين الجزائر بشدة الهجمات الإرهابية التي استهدفت البلد الشقيق والجار مالي، معبّرة عن تعازيها وتضامنها مع مالي في مواجهة هذه المحنة التي فرضتها عليه آفة الإرهاب".
وأضاف أنّ "الجزائر تؤكد مجدداً قناعتها الراسخة بأنه من خلال تنفيذ اتفاق السلم والمصالحة في مالي، المنبثق عن مسار الجزائر، بحسن نية، وعلى أساس إرادة سياسية لا تستثني أيّ تردد أو تحفّظ، يمكن لمالي بناء جبهة داخلية قادرة على مقاومة الاعتداءات التي يتعرّض لها البلد والمنطقة بأسرها من قبل الإرهاب".
وتابع أنّ "الجزائر تؤكد لمالي استعدادها الكامل للعمل معها في تنفيذ هذا الاتفاق، لأنّه يشكّل الحاجز الذي يحفظ أمن وسيادة ووحدة الأراضي واستقرار هذا البلد الشقيق".
وكان أكثر من 60 شخصاً قتلوا في مالي، أمس الخميس، في هجومين إرهابيين مسلحين تبنّاهما تنظيم "القاعدة"، استهدفا زورق ركّاب وقاعدة للجيش في شمالي البلاد، وفق الحكومة المؤقتة في مالي.
وقالت الحكومة المؤقتة إنّه "قُتل ما لا يقلّ عن 49 مدنياً و15 جندياً في هجومين منفصلين"، معلنةً الحداد الوطني 3 أيّام اعتباراً من اليوم الجمعة.
واستهدف الهجومان المُنفصلان "زورق تمبكتو" في نهر النيجر، وموقعاً للجيش في بامبا بمنطقة غاو شمالي مالي.
من جهتها، ذكرت الحكومة في بيانٍ لها أنّ ما يسمى "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" الإرهابية المتطرفة، التابعة لـتنظيم "القاعدة" تبنّت الهجومَيْن، مشيرةً إلى أنّ "الهجوم على الزورق تسبّب أيضاً في إصابات وأضرار مادية".
وفي المقابل، استطاع الجيش المالي قتل نحو 50 إرهابياً، وفق المصدر الحكومي نفسه.
اقرأ أيضاً: "يونيسف": 5 ملايين طفل في مالي في حاجة إلى المساعدة الإنسانية
وكان الجيش المالي أعلن أمس أن مركباً لنقل الركاب تعرّض لهجوم شنه مسلحون، يُرَجَّح أنهم تابعون لتنظيمات إرهابية، في نهر النيجر في شمالي مالي، في منطقة تتعرض منذ أسابيع لحصار من الجماعات المسلحة، التي تقاتل الدولة المركزية.
ونُفّذ الهجومان بعد أسابيع على إعلان "القاعدة"، مطلع آب/أغسطس الماضي، أنّها فرضت حصاراً على تمبكتو.
وقبل أيام، أعلن المجلس العسكري في مالي أنّه نفّذ ضرباتٍ جوية ضد "مجموعات إرهابية" كانت تخطط لشن هجمات في شمالي البلاد.
وفي 20 آب/أغسطس الماضي، ذكرت مصادر محلية أنّ 21 مدنياً على الأقل قُتلوا في هجوم شنّه مسلحون على إحدى القرى في منطقة موبتي، وسط مالي.
وتشهد مالي، منذ عام 2012، أزمة أمنية عميقة بدأت في الشمال، وامتدت إلى وسط البلاد، إضافة إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين، بينما جعل المجلس العسكري في مالي، الذي تسلّم السلطة عام 2020، استعادة السيادة أولوية رئيسة.
ومن المقرّر أن تغادر قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، "مينوسما"، والتي تم نشرها في مالي، عام 2013، البلاد بحلول نهاية العام، بناءً على طلب المجلس العسكري.
يُذكَر أن الحكومة في مالي تسلّمت معدات عسكرية ومروحيات قتالية ورادارات حديثة من روسيا، في آذار/مارس 2022، من أجل دعم جيشها في مكافحة الإرهاب، الذي يعصف بالبلاد منذ أكثر من عقد.