البابا فرنسيس من منغوليا: الأديان قادرة على حل النزاعات
في آخر يوم يقضيه في عاصمة منغوليا، البابا فرنسيس يشيد بقدرة الأديان على حل النزاعات ودعم السلام.
أشاد البابا فرنسيس، اليوم الأحد، بقدرة الأديان على حل النزاعات ودعم السلام، في آخر يوم يقضيه في عاصمة منغوليا.
ووجّه البابا خطابه الصباحي، الذي حضره علماء من أهم الأديان في منغوليا في مسرح "هون"، الواقع ضمن الجبال المنخفضة المحيطة بأولان باتور، والمصمّم على شكل الكوخ المستدير الذي يقطنه الرحّل في البلاد ويدعى "غر".
وحضرت الخطاب شخصيات مسيحية وأخرى تمثّل الديانات البوذية والشامانية والإسلام واليهودية والهندوسية، إلى جانب الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والمورمونية والبهائية وغيرها.
وقال البابا، إنّ "التقاليد الدينية، في أصالتها وتنوّعها، تمثّل إمكانيات هائلة للخير في خدمة المجتمع"، وأضاف: "إذا اختار المسؤولون عن الأمم درب اللقاء والحوار مع الآخرين، فسيساهمون بشكل حاسم في إنهاء الصراعات التي لا تزال تسبّب الآلام للعديد من الشعوب".
وعبر توجّهه إلى الدولة المعزولة الواقعة في آسيا الوسطى، بدا أنّ البابا لا يرغب حصراً بدعم واحدة من أصغر المجموعات الكاثوليكيّة في العالم، بل يريد كذلك انتهاز فرصة وجوده على مشارف الصين لمحاولة تحسين العلاقات بين الفاتيكان وبكين.
وأثناء تجمّع ضمّ مبشّرين كاثوليك في كاتدرائية القديسين بطرس وبولس، أمس السبت، أكّد البابا فرنسيس أنّ "الحكومات والمؤسّسات العلمانيّة ليس لديها ما تخشاه إزاء عمل الكنيسة التبشيريّ لأنّها لا تتبع أجندة سياسيّة"، من دون أن يأتي على ذكر الصين تحديداً.
#PopeFrancis meets with #Religious in #Mongolia pic.twitter.com/Es6Rgh4ty0
— Catholic News World (@catholicnews1) September 2, 2023
وجدّد الفاتيكان العام الماضي، اتفاقاً مع بكين يسمح للطرفين اتّخاذ القرارات النّهائية المرتبطة بتعيين أساقفة في الصين.
وفي ردّه على سؤال بشأن مساعي البابا الواضحة للتقارب مع بكين، قال أسقف هونغ كونغ، ستفين تشاو، إنّ رسالة الحبر الأعظم موجّهة "للعالم بأسره".
وأضاف: "لا نية فعلية لدى الكنيسة حالياً لتصبح سياسية وهذا أمر مهم بالنسبة لنا، وإلا فسنخسر مصداقيتنا كمؤسسة تتحدّث عن الحب والحقيقة".
"حاج من أجل الصداقة"
وبينما وصف نفسه بأنّه "حاج من أجل الصداقة"، أشاد البابا بمنغوليا أثناء الزيارة، بما في ذلك بـ"احترام (سكانها الرحّل) للتوازن الدقيق للنظام البيئي".
وأكد أنّ تقاليد أتباع الشامانية والبوذية في منغوليا القائمة على العيش بتناغم مع الطبيعة يمكن أن تساعد في "الجهود العاجلة والتي لم يعد من الممكن تأجيلها لحماية كوكب الأرض والمحافظة عليه".
وأضاف أنّ الأديان تساهم في خلق مجتمعات سليمة عندما لا "تفسدها" الانقسامات الطائفية.
وتابع أنّها "تمثّل صمام أمان في مواجهة التهديد الخبيث للفساد، والذي يشكّل خطراً جديّاً على تنمية أي مجتمع بشري"، مشدّداً على دعوته لحماية البيئة بشكل أفضل.
Don't be concerned about small numbers, delayed success, or relevance that never comes. Let us look to Mary, who in her littleness is greater than the heavens, for she hosted within her the One whom the heavens and the highest heavens cannot contain. #ApostolicJourney #Mongolia
— Pope Francis (@Pontifex) September 2, 2023
ومن المقرر أن يترأس البابا اليوم قدّاساً داخل ملعب لـ "هوكي" الجليد أنشئ مؤخراً.
وتعاني منغوليا من الفساد وتردّي الوضع البيئي منذ سنوات، إذ تعد نوعية الهواء في عاصمتها من بين الأسوأ في العالم، كما أنّ أجزاءً واسعة من البلاد تواجه خطر التصحّر نتيجة تغيّر المناخ والرعي المفرط وعمليات التعدين.
ويقطن في منغوليا نحو 1400 كاثوليكي من مجموع سكانها البالغ عددهم 3.3 ملايين نسمة، و25 فقط من هؤلاء قساوسة، واثنان منهم فقط من منغوليا، حيث تعد الشامانية والبوذية الديانتان الرئيسيتان.