الاستخبارات الأميركية: روسيا ستواصل تقدمها حتى ترانسنيستريا
مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هاينز "تتوقّع نزاعاً طويل الأمد في شرقي أوروبا"، وتقول إنّ الرئيس الروسي "يعدّ لإعلان استقلال ترانسنيستريا عن مولدوفا".
أكّدت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية أفريل هاينز، أنه "من غير المحتمل إجراء مفاوضات ناجحة للتسوية في أوكرانيا على المدى المنظور، وأنّ التصعيد محتمل".
وقالت، في جلسة استماع للجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي: "نظراً لأنّ كلّا من روسيا وأوكرانيا تعتقدان أنّهما قادرتان على الاستمرار في تحقيق مكاسب عسكرية، فإنّنا لا نرى أيّ طريق للمضيّ قدماً في عملية السلام من خلال المفاوضات، على الأقلّ على المدى القريب".
وأضافت هاينز أنّه "خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفي سياق الوضع حول أوكرانيا، من الممكن التحرّك نحو مزيد من عدم القدرة على التنبؤ والتصعيد المحتمل".
وتوقعت كذلك أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لن ينهي حرب أوكرانيا بعملية دونباس، بل سيواصلها حتى ترانسنيستريا (بريدنيستروفيا) التي أعلنت استقلالها عن مولدوفا"، موضحة: "تفيد تقييماتنا بأنّ بوتين يعدّ لنزاع مطول في أوكرانيا ينوي من خلاله تحقيق أهداف تتجاوز دونباس".
وتابعت قائلة أمام مجلس الشيوخ إنّ "الرئيس الروسي يرى على الأرجح أنّ لدى روسيا إمكانيات ورغبة في مواجهة التحديات، تتجاوز تلك التي يتمتع بها خصومه"، مرجّحة أنّ بوتين "يعوّل على تراجع تصميم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (على المواجهة) مع تدهور الأوضاع في ما يتعلق بنقص الغذاء والتضخم وأسعار الطاقة".
وذكرت هاينز أنّ "واشنطن ما زالت تعتقد أن الرئيس بوتين لن يأذن باستخدام الأسلحة النووية إلا إذا رأى تهديداً وجودياً لبلاده".
روسيا وموقفها تجاه التصعيد
وكانت وزارة الخارجية الروسية حذرت، في 26 نيسان/أبريل الفائت، وعلى أثر انفجارات وقعت في ترانسنيستريا، من إقحام الأخيرة في الصراع، وقالت: "موسكو تأمل في ألاّ تنجذب ترانسنيستريا إلى الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا، حتى لا تكون هناك حاجة لموسكو للتدخل في تسوية الوضع".
كما علق الكرملين بعدها بيوم على تصريح لمسؤول أوكراني لوّح فيه بـ"إمكانية غزو قوات بلاده لأراضي جمهورية ترانسنيستريا (بريدنيستروفيا) المعلنة من جانب واحد شرقي مولدوفا، إذا طلبت كيشيناو ذلك"، وقال إنّه "تصريح استفزازي إلى حد كبير"، وأضاف: "هذا كل ما أستطيع قوله".
وكان أليكسي أريستوفيتش، المستشار في مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، قال في وقت سابق رداً على سؤال عمّا إذا كانت أوكرانيا قادرة على الاستيلاء على ترانسنيستريا، بالقول: "نعم، يمكننا ذلك، ولأنها أراضي مولدوفا ذات السيادة، فلن نقوم بذلك إلا بطلب منها".
وكانت جمهورية ترانسنيستريا المعلنة من جانب واحد (جمهورية بريدنيستروفيا المولدافية) شرقي مولدوفا، تعرضت، في 7 أيار/ مايو الجاري، إلى هجوم بواسطة طائرات مسيرة قرب قرية فورونكوفو في منطقة ريبنيتسكي، على مقربة من حدود أوكرانيا.
وأعلنت السلطات ليلة الثالث من أيار/مايو الجاري، عن إسقاطهما طائرة مسيرة مفخخة أطلقت من أراضي أوكرانيا باتجاه مركز "ماياك".
ويوم الثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الداخلية في ترانسنيستريا عن إحباط محاولة هجوم إرهابي باستخدام طائرة مسيرة في قرية ماياك.
وفي 25 نيسان/أبريل الماضي، تعرضت العاصمة تيراسبول لهجوم صاروخي، كما دوى انفجاران قويان في اليوم اللاحق في مركز "ماياك" (المنارة) للبث التلفزيوني، بالإضافة إلى انفجار وقع قرب قاعدة عسكرية في قرية باركاني.
وأعلن الرئيس كراسنوسيلسكي،أكثر من مرة أنّ "آثار المجرمين الذين نفذوا الهجمات الإرهابية الأخيرة في أراضي الجمهورية، تقود إلى أوكرانيا".
تداعيات الأزمة في أوكرانيا
وبعد أيام من إطلاق روسيا عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، أعلنت هيئة الحدود الأوكرانية إغلاق حدود البلاد مع كل من روسيا وبيلاروسيا وأراضي ترانسنيستريا، الأمر الذي زاد في مشاكل تيراسبول المحشورة بين أوكرانيا ومولدوفا، التي اتهمت ترانسنيستريا سلطاتها بفرض "حصار" على المنطقة.
وفي مطلع نيسان/أبريل الجاري، زعم الجيش الأوكراني أنّه "رصد إعادة انتشار للوحدات العسكرية في ترانسنيستريا من أجل التحضير للهجوم"، وهو ما نفته، ليس تيراسبول فحسب، بل كيشيناو أيضاً.
وأعلنت مولدوفا، التي تعتمد اقتصادياً على روسيا إلى حدّ كبير، عن حيادها في النزاع بين موسكو وكييف، ولم تنضمّ إلى العقوبات الأوروبية ضدّ روسيا، لكنها استغلت لحظة خلط الأوراق في المنطقة لتجديد المطالبة في آذار/مارس بانسحاب القوات الروسية بصورة كاملة من ترانسنيستريا، وهو ما رفضته موسكو بناءً على اعتبارات قانونية وعملية.
ويذكر أن الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، تبّنت بمبادرة من رومانيا، قراراً في الـ16 من آذار/مارس، أعلن الجمهورية غير المعترف بها "أرضاً محتلة" من روسيا.
اقرأ أيضاً: ترانسنيستريا..الجمهورية المحاصَرة: هل تطالها نار أوكرانيا؟