الاحتلال يعثر على مسيّرة قرب الحدود مع لبنان.. إعلام إسرائيلي: عملية مجدو إنذار بالسوء
بعد أيام من "حادثة مجدو"، الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن خطورتها، ويكشف أنّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي أجرى عمليات تفتيش على طول حدود الفلسطينية مع لبنان، عثر خلالها على مسيّرة قربها.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الجمعة، أنّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي أجرى عمليات تفتيش اليوم "على طول الحدود اللبنانية، عثر خلالها على مسيّرة في الجانب الإسرائيلي".
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان الإعلام الإسرائيلي أنّ "جيش" الاحتلال يشتبه في وقوف حزب الله وراء حدث أمني، مطلع الأسبوع الجاري، شمالي فلسطين المحتلة، تخلّله "تسلّل شخص عبر الحدود الشمالية وتفجير عبوة ناسفة".
والإثنين الماضي، انفجرت عبوة ناسفة قرب مفرق مجدو في مرج ابن عامر في الشمال، بين مدينتي أم الفحم والناصرة.
وفي هذا الصدد، قال عضو الكنيست ووزير القضاء السابق، جدعون ساعر، لـ"القناة الـ13"، اليوم الجمعة، إنّ ما حدث هذا الأسبوع في مفترق مجدو هو "أمر خطير وتجاوُزُ خطّ لم نرَه من جانب حزب الله على مدى عشرين عاماً".
وأضاف ساعر: "أنا أسمع خطابات الأمين العام لحزب الله"، السيد حسن نصر الله، و"أنا لا اعتقد أنّ هذا صدفة، أنا أعتقد أن أعداءنا يشخّصون الانقسام كيف يتّسع بيننا".
وأشار إلى أنه "في الموضوع الأمني، نحن نعطي الدعم الكامل لكل ردٍّ أمني بغضّ النظر عن أي اعتبارات سياسية. لكن، أنا أرى التحديات آخذة في التراكم قبيل شهر رمضان، ونحن يجب أن نرى كيف نواجه تحدياً مهماً جداً كهذا".
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "جيش" الاحتلال الإسرائيلي "يشتبه في وقوف الحزب وراء حدث أمني"، مطلع الأسبوع الجاري، شمالي #فلسطين_المحتلة، "تخلّله تسلّل شخص عبر الحدود الشمالية وتفجير عبوة ناسفة". #إسرائيل_تتآكل pic.twitter.com/EdhnoUTo3k
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 15, 2023
من جهتها، ذكرت صحيفة "معاريف" أنّ عملية مجدو هي "البشارة الأولى، التي تنذر بالسوء"، مشيرة إلى أنّ "ما يحدث داخل إسرائيل يعزز نظرية (السيد) نصر الله قبل 23 عاماً، ومفادها أنّ إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ المسؤولين "في إسرائيل، ما زالوا مترددين في القول إنّ حزب الله وراء الهجوم، لكن من الصعب أن نفترض أن عملية إدخال مخرّب ومتفجرات لداخل إسرائيل، والتي تتطلب تحضيراً لعدة أسابيع، تمّ تنفيذها من دون الحصول على مباركة حزب الله".
وأضافت أنه "تم إرسال هذا المخرّب بهدف قتل عدد من الإسرائيليين"، لافتةً إلى أنه "لو عرف كيف يفجر العبوة الناسفة في حافلة، أو في أثناء ازدحام مروري، عند مفترق مجدو، لكان هذا العمود قد كُتب بالفعل في خضم تبادل الضربات بين إسرائيل وحزب الله، وربما حتى في خضم معركة".
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أنّ "حقيقة أنّ حزب الله تجرأ على ما يبدو على المخاطرة بهجوم قد يؤدي إلى حرب، هي إشارة مقلقة بشأن كيفية رؤيتنا في أعين المحيط".
اقرأ أيضاً: "الأمن القومي الإسرائيلي": أزمة "إسرائيل" تعزز نظرية بيت العنكبوت لنصر الله
أين تكمن خطورة عملية مجدو؟
وفي السياق، أكدت المعلقة العسكرية، لقناة "كان"، كرميلا مناشي، أنّ خطورة عملية مجدو "ليست في ارتباطها بالردع أو عدمه.
وأضافت أنّ الخطورة هي في "نجاح المخرب في عبور السياج الحدودي، والوصول إلى مجدو، وهي مسافة تمتد عشرات الكيلومترات. وحتى اليوم، كما أنا أعلم، لا يعرفون من أين أتى، ومن أين دخل، ومَن التقاه، ومَن رآه، وكيف تسلل، وهل قفز من فوق السياج أو عبر نفق؟".
وأشارت مناشي إلى أنّ "لهذا أهمية كبيرة، ويوجد أهمية كبيرة للرد".
"التوتر الأمني في ذروته"
بدوره، لفت المذيع في "القناة الـ13"، ألموغ بوكير، إلى أنّه "يتبقى خمسة أيام لشهر رمضان والتوتر الأمني في ذروته، وقوات الأمن منتشرة في كل مكان"، مشيراً إلى أنّ "حرّاس الحدود قرروا تجنيد أربع سرايا احتياط".
وأكد أنّ "الخشية الكبرى هي أنّ ما رأيناه في الأيام الأخيرة، بمن في ذلك المخرّب، الذي تسلل من لبنان إلى إسرائيل، ونفذ العملية في مجدو كان فقط مقدمة"، مضيفاً أنه "إذا كان هذا لا يكفي فإنّ الاحتجاج سيصل إلى ذروته هذا الأسبوع، في اليوم الأول من رمضان، وهذا الأمر مقلق جداً".
يُشار إلى أنّ قوات الأمم المتحدة ("اليونيفيل")، العاملة في جنوبي لبنان، أعلنت، أمس الخميس، أنّها "اطلعت على التقارير الإعلامية التي تفيد بأنّ شخصاً تسلل إلى إسرائيل من لبنان"، لافتةً إلى أنّ "اليونيفيل لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة".
وأكّد رئيس الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، في كلمةٍ مساء الأربعاء، أنّ "حادثة مجدو" تعبّر عن "تشخيص دقيق لأعدائنا بشأن تفكك الوحدة الإسرائيلية".
بدوره، أكّد رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد "ضرورة انتظار التحقيق في عملية مجدو"، مؤكداً أنه "إذا كان حزب الله مسؤولاً، فلن يكون أمام إسرائيل أيّ خيار إلّا الردّ، ويجب أن تردّ تحت حافة الحرب".
وتصاعدت الانتقادات في الإعلام الإسرائيلي بسبب تعتيم الحكومة والأجهزة الأمنية على الحادثة، وسط مطالب بالكشف عن حقيقة ما حدث.