الاحتلال يبرّئ قاتل الشهيد إياد الحلاق وعائلته تطالب بالعدالة

وزارة شؤون القدس، تقول إنّ قرار محكمة الاحتلال تبرئة الشرطي الإسرائيلي قاتل الشهيد إياد الحلاق، هو بمنزلة ضوء أخضر لتنفيذ المزيد من الجرائم المشابهة.

  • الاحتلال يبرّئ قاتل الشهيد إياد الحلاق وعائلته تطالب بالعدالة
    الاحتلال يبرّئ قاتل الشهيد إياد الحلاق وعائلته تطالب بالعدالة

قضت محكمة الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، ببراءة الشرطي قاتل الشهيد إياد الحلاق، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أعدم ميدانياً بواسطة عنصر  إسرائيلي في البلدة القديمة بالقدس، فيما احتج والدا الشهيد، وطالبا بـ"العدالة لإياد"، وبـ"استنفاذ القانون ضد الشرطي القاتل".

وتبنت القاضية لومب ادعاءات الشرطي القاتل بـ"الدفاع عن النفس"، كما قررت المحكمة أن الشرطي القاتل "ارتكب خطأً فادحاً عندما اعتقد أن الشخص الذي يقف أمامه هو مسلح" في منطقة كثرت فيها العمليات، وأنه "لم يكن يعلم أن إياد شخص بريء من ذوي الاحتياجات الخاصة".

وهتف والدا الحلاق بـ"العدالة لابنهما"، وشددا على تحيّز القضاء الإسرائيلي لصالح اليهود وعناصر أمن الاحتلال.

هذا ورحب وزير "الأمن القومي"، إيتمار بن غفير، الذي كان قد احتفى بالشرطي القاتل ووصفه بـ"البطل"، بقرار المحكمة، قائلاً إنّ "المقاتلين الذين يخرجون للدفاع عنا وعن إسرائيل بأكملها بأجسادهم، سيحصلون على عناق ودعم كامل مني ومن حكومة إسرائيل".

كذلك رحب قائد ما يسمى "حرس الحدود"، أمير كوهين، بالحكم القضائي، قائلاً إنّ "الشرطي سيعود إلى التشكيل القتالي لقواته ويشارك في دورة لتخريج وإعداد الضباط في غضون أسابيع قليلة". وقال المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، إنّه يعتقد أن "المحكمة كانت على حق في قرارها"، وعبّر عن "دعمه للشرطي طوال التحقيقات والمسار القضائي".

لكن عائلة الشهيد احتجت على القرار الصادر، عقب مماطلة طويلة من السلطات القضائية الإسرائيلية التي تنظر في هذه الجريمة منذ نحو ثلاث سنوات، ونص القرار على "تبرئة" الشرطي القاتل من تهمة "الإماتة بتهور" وهي تهمة توفر للقضاء الإسرائيلي مساحة أكبر للمناورة من الناحية القانونية في ما يتعلق بجرائم القتل.

وزارة شؤون القدس: تبرئة الشرطي القاتل هو بمنزلة ضوء أخضر لتنفيذ المزيد من الجرائم 

من جهتها، قالت وزارة شؤون القدس، إنّ قرار محكمة الاحتلال تبرئة الشرطي الإسرائيلي قاتل الشهيد إياد الحلاق، هو بمنزلة ضوء أخضر لتنفيذ المزيد من الجرائم المشابهة.

وأضافت الوزارة في بيان "لم نكن نتوقع عدلاً من المحاكم الإسرائيلية، التي أثبتت على الدوام أنها جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال، ولكن القرار أبرز انحداراً كبيراً في تشجيع عمليات القتل"، مشيرةً إلى أنّ الشهيد الحلاق، الذي كان من "ذوي الإعاقة"، قتل بدم بارد بسلاح شرطة الاحتلال وهو ما أقرته التقارير المحلية والإسرائيلية والدولية.

كما قالت إنّ "تبرئة الشرطي القاتل بل وترقيته، هو بمنزلة مكافأة وتشجيع على ارتكاب المزيد من عمليات القتل".

وذكرت وزارة شؤون القدس أن تزامن هذا القرار مع الذكرى السنوية التاسعة لاختطاف الطفل محمد أبو خضير وحرقه حياً، يثبت أن سلطات الاحتلال توفر الغطاء للقتلة، سواء أكانوا من الشرطة أو المستوطنين.

اقرأ أيضاً: شاهد عيان: شرطة الاحتلال أطلقت النار على "إياد الحلاق" رغم صراخي "أنه معاق"

منظمات إنسانية": "مبررات المحكمة وتعليلاتها لبراءة القاتل، تحمل أخطاء قانونية كبيرة

وعقب صدور القرار، قالت مؤسسة "ميزان" لحقوق الإنسان، إن القضاء الإسرائيلي "يقتل إياد الحلاق مرة أخرى"، مشددةً على أن "قرار المحكمة المركزية بالقدس الذي صدر ببراءة الشرطي الإسرائيلي قاتل الشهيد إياد الحلاق هو وصمة عار على جبين القضاء الإسرائيلي، ويفتقر إلى أدنى المعايير القانونية والقضائية".

وشددت "ميزان" على "ضرورة أن يُقدم قسم التحقيق مع الشرطة (ماحاش) الذي يترافع في الملف استئنافاً للمحكمة العليا لملاحقة الشرطي المجرم الذي قتل إياد الحلاق من ذوي الاحتياجات الخاصة، بأكثر من رصاصة مزقت جسده".

وذكر البيان أنّ "مبررات المحكمة وتعليلاتها لبراءة القاتل، تحمل أخطاء قانونية كبيرة، إذ قبلت ادّعاء القاتل بالدفاع عن النفس الوهمي، الذي شعر به القاتل حين أطلق النار على الشهيد الحلاق".

واستشهد الحلاق (32 عاماً) بعد تعرضه لإطلاق النار في البلدة القديمة بمدينة القدس في 30 أيار/ مايو 2020، عندما كان في طريقه إلى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة كان يدرس فيها.

اخترنا لك