الإتجار بالبشر وترويج المخدرات.. مجالان جديدان للمافيا التركية شماليّ سوريا
المافيا التركية تستفيد من انسحاب الأمن والجيش التركيَّين في ريفي حلب وإدلب، لتوسع نشاطاتها في تجارة البشر والمخدرات والأعضاء، بحيث أصبحت تقوم بتجنيد شبّان سوريين وتسفيرهم من أجل القيام بأعمال أذرعها في الخارج.
-
نشاطات المافيا التركية شمالي سوريا: الإتجار بالبشر والأعضاء وترويج المخدرات
تتابع الميادين نت نشرها ملف عمل المافيا التركية، التي تنشط بصورة كبيرة في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة، في مختلف مسمياتها، في ريفي إدلب وحلب الشمالي، حيث يتعلق الملف اليوم بجرائم الإتجار بالبشر من داخل الأراضي السورية، ومنها إلى تركيا.
عشرات آلاف الدولارات تجنيها تلك المافيا من جرائم الإتجار البشر شهرياً، عبر شبكات تديرها مجموعة من الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، والتي تقوم بأعمال الخطف والابتزاز والتهريب، في إطار تنفيذ المهمّات الموكلة إليها لتأمين متطلبات تلك المافيا، التي تتغاضى عن أخبارها جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية، التي تُعنى بهذا الملف.
وتمكّنت الميادين نت من الحصول على عدد من المعلومات من مصادر محلية داخل إدلب، تتحدث عن قيام شبكات بابتزاز شبّان واستغلال أوضاعهم الاقتصادية من أجل دفعهم إلى العمل ضمن منظمات المافيا في توزيع المواد المخدِّرة في الشمال الخاضع لسيطرة الجماعات المسلَّحة، تحت تهديد التصفية، بالإضافة إلى تهريب عدد من النساء الأجنبيات اللواتي قُتل أزواجهن في المعارك ضد الجيش السوري، بذريعة إعادتهن إلى بلادهن، وتشغيلهن في مجال الدعارة ضمن الأراضي التركية .
وقالت المصادر، نقلاً عن بعض الشبّان الذين تستغلهم تلك الشبكات، إن عملية تهريب النساء تتم بالتواطؤ مع الجاندرما التركية، من جهة معبر باب الهوى شمالي إدلب، حيث يتم إدخالهن للأراضي التركية، وتستلمهنّ عصابات المافيا، التي تقوم بسحب كل الوثائق الشخصية منهن، ونقلهن إلى أماكن متعددة واحتجاز أولادهن للضغط عليهن لينفّذن طلباتها.
وبيّنت المصادر أن عشرات الشبّان يعملون في الأراضي التركية، بعد تهريبهم من إدلب، ودفعهم أموالاً طائلة إلى الشبكات التي تعمل لمصلحة تلك المافيا، على أساس تسفيرهم إلى أوروبا، في حين أن الحقيقة وضعتهم تحت رحمة تلك المافيا التي تهددهم بعائلاتهم الموجودة في مناطق الجماعات المسلحة، بحيث أصبحوا مجبرين على العمل ضمنها في بيع المخدرات وترويجها، ومنهم من تم إخضاعه لدروات قتالية ضمن مجموعات تختص بالحراسة والحماية، وتمكينهم من التجوال بحرية ضمن الأراضي التركية، بالإضافة إلى منحهم وثائق تركية بعد سحب الوثائق السورية منهم، وتهديدهم بتسليمهم إلى الأمن التركي في حال رفضوا العمل لديهم، بذريعة كونهم مخربين ويعملون لمصلحة المعارضة التركية.
وأشارت المصادر إلى أن معظم الشبان الذين يتطلب عملهم التنقل داخل الأراضي التركية، يتم إخضاعهم لدورات مكثفة في اللغة التركية لإتقانها وتلافي كشف هوياتهم الحقيقية، ومنهم من يتم استخدامه في تنفيذ أعمال المافيا داخل الأراضي السورية، في مجال بيع المخدرات، أو تجارة بيع الأعضاء البشرية.
وتشير المعلومات إلى تسجيل عدد من الوفيَات في صفوف الشبان، وتم دفنهم بصورة سرية قرب الحدود التركية بعد مقتلهم على أيدي عناصر الأمن التركي، خلال عمليات تهريب كانوا ينفذونها، لتقوم بعدها المافيا بمنح عائلاتهم مبالغ مالية، وتهدد أفرادها بالتصفية في حال أفصحوا عن تفاصيل هذه الأعمال.
وتوسعت أعمال المافيا بصورة كبيرة في مناطق إدلب وريف حلب الشمالي، والتي أصبحت تُعَدّ أرضاً خصبة لتنفيذ أعمال كهذه، الى درجة أصبحت قادرة على تأمين شبان وإرسالهم إلى بلاد فيها شبكات أعمال تتعلق بتجارة المخدرات والبشر والأعضاء البشرية، باعتبارهم خسائر غير محسوبة في حال تعرّضوا للخطر خلال سفرهم إلى تلك البلاد، وخصوصاً أنّه يتم منحهم أوراقاً مزوَّرة لا تشير إلى جنسيتهم الحقيقية، كما حدث مع أحد الشبان من أبناء معرة النعمان جنوبي إدلب.
وتتابع المصادر القول إن الشاب أُلقِي القبض عليه خلال محاولة تسفيره من تركيا إلى ألمانيا، بحيث تم كشفه خلال محاولته إيصال بعض الأعضاء البشرية، المحفوظة بطريقة طبية، إلى أحد عملاء المافيا في ألمانيا، وأُوقف في أحد المطارات خلال نزوله منها بجواز سفر مزور يعود إلى أحد مطلوبي الإنتربول الدولي. وتم حينها تفتيش حقيبته الشخصية، التي عُثر في داخلها على بعض الأعضاء البشرية، وذلك خلال العام الماضي، بحيث تحاول عائلته المقيمة بإحدى قرى جبل الزاوية معرفة مصيره، لكن من دون جدوى.
وختمت المصادر بأن هذه المافيا باتت تمتلك نفوذ كبيراً في مناطق الجماعات المسلحة، كونها تؤمن مصادر تمويل كبيرة لبعض تلك الجماعات، وخصوصاً مع تجنب الأمن والجيش التركيَّين، المنتشرَين في ريفي إدلب وحلب،التضييق عليها.