إيطاليا: انتخابات تشريعية مرتقبة.. وتوقعات بفوز ميلوني برئاسة الوزراء
توقّعات في إيطاليا بأن يحصل الائتلاف اليميني على 46% من الأصوات في الانتخابات التشريعية المرتقبة، وزعيمة حزب "أخوة إيطاليا"، جورجيا ميلوني، تحظى بالحظ الأوفر بالفوز برئاسة الوزراء.
قبل أسبوعين من موعد الانتخابات التشريعية المرتقبة في إيطاليا، تبدو جورجيا ميلوني (45 عاماً) في طريقها نحو تحقيق فوزٍ كاسحٍ، لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة أول حكومة يمينية متشددة في البلاد.
ويضم الائتلاف اليميني حزب "أخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا) ذا الجذور الفاشية و"الرابطة" المناهض للهجرة بزعامة ماتيو سالفيني، و"فورتسا إيطاليا" بزعامة سيلفيو برلوسكوني. ويتوقع أن يحصل هذا الائتلاف على 46% من الأصوات.
وفي السياق، أفاد استطلاع أجراه "يوتريند" قبل حظر يسبق الاقتراع، بأنّ اليسار بقيادة الحزب الديمقراطي يبدو في طريقه نحو الفوز بـ28.5% من الأصوات، بينما قد تحصل "حركة 5 نجوم" الشعبوية على 13%.
وفي خطوةٍ مفاجئة، أقرّ زعيم الحزب الديمقراطي، إنريكو ليتا، بالهزيمة هذا الأسبوع، لكنه حضّ الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد، على اختيار حزبه، أو المخاطرة بإهداء اليمين فوزاً ساحقاً سيتيح له تعديل الدستور.
يذكر أنّ الدعوة إلى الانتخابات المبكرة تمّت عقب استقالة رئيس الوزراء ماريو دراغي في تموز/يوليو بعدما سحبت 3 أحزاب في ائتلافه دعمها له، ما أدخل إيطاليا في وضع ضبابي بينما تعاني من التضخم، ومن جفافٍ قياسي.
وفي انتخابات 2018، فاز حزب "أخوة إيطاليا" بأكثر بقليل من 4% من الأصوات، لكنّ الاستطلاعات باتت تشير إلى أنّ هذا الرقم ارتفع إلى 24%، رغم أنّ أصوله تعود إلى "الحركة الاجتماعية الإيطالية" التي شكّلها أنصار الدكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني بعد الحرب العالمية الثانية.
"الله، البلد، العائلة".. شعارٌ جذب الإيطاليين
وتعهّد الائتلاف اليميني بحلول باهظة الكلفة لأزمة الطاقة وغلاء المعيشة التي تعصف بثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، من دون توضيح كيفية تمويل خططه.
وجذبت ميلوني الإيطاليين بشعارها "الله، البلد، العائلة"، لتخطف أنصار سالفيني الذي كان يحظى بشعبية في الماضي.
وتعهّدت ميلوني خفض الضرائب وتخفيف البيروقراطية وزيادة الإنفاق الدفاعي وإغلاق حدود إيطاليا من أجل حمايتها من "الأسلمة"، فضلاً عن إعادة التفاوض على معاهدات أوروبية بهدف منح روما المزيد من السلطة.
وكان الاتحاد الأوروبي خصّص نحو 200 مليار يورو لتمويل تعافي إيطاليا بعد الوباء، علماً بأنّ لديها ثاني أعلى دين عام في منطقة اليورو. وقالت ميلوني التي برزت كشخصية صريحة وقوية إنّها ستعيد التفاوض على هذا الاتفاق الذي يشترط تنفيذ إيطاليا سلسلة إصلاحات.
"هامش للمفاجآت"
ومن شأن انتصار اليمين أن يمثّل "خطراً كبيراً" للاتحاد الأوروبي، إذ لم تكن هناك "قط دولة أوروبية رئيسية تديرها قوى سياسية تناهض بهذا القدر من الوضوح فكرة مجتمع أوروبي"، وفق محللين.
إلاّ أنّ اليساريين يسعون لإكمال ما بدأه دراغي المؤيد لأوروبا. ويقول محللون إنّ "دعوات اليسار إلى الاستمرارية أقلّ إقناعاً بالنسبة إلى الناخبين الفقراء الذين يعانون من القلق في إيطاليا المغرقة بالديون، إذا ما قورنت بوعود التغيير".
وأشارت الخبيرة السياسية الإيطالية، ناديا أوربيناتي، في تصريح لصحيفة "دوماني"، وفي وقتٍ سابقٍ، إلى أنه "ما زال هناك هامش للمفاجآت"، خصوصاً إذا ما أُخذ في الاعتبار بأن نحو 20% من الناخبين الذين يحق لهم التصويت لم يحسموا قرارهم بعد، بحسب الاستطلاعات.
اقرأ أيضاً: الانتخابات الإيطالية.. منافسة بين جدوى الوحدة الأوروبية وعدمها