إيداع رئيس بيرو السابق توليدو السجن في بلاده بعد ترحيله من الولايات المتحدة
السلطة القضائية في البيرو تعلن أن الرئيس السابق أليخاندرو توليدو سلّم إلى سلطات السجون لينقل إلى سجن بارباديو حيث سيوضع في الحبس المؤقت مدة 18 شهراً.
أودع الرئيس البيروفي السابق، أليخاندرو توليدو، السجن في ليما، الأحد، بعدما سلّمته الولايات المتحدة لمحاكمته بتهم فساد وغسل أموال في قضية شركة الأشغال العامة "أوديبريشت" البرازيلية.
وقالت السلطة القضائية إن الرئيس السابق "سلّم إلى سلطات السجون لينقل إلى سجن بارباديو حيث سيوضع في الحبس المؤقت مدة 18 شهراً".
ويفيد محامو توليدو (77 عاماً) أن الرئيس السابق وصل بالطائرة من لوس أنجليس برفقة عناصر من الشرطة الدولية، وجرت عملية نقله إلى سجن بارباديو بمروحية ليلاً.
ولدى وصوله إلى ليما، أجرت السلطات لتوليدو فحوصاً طبية، ومثُل أمام قاض خلال جلسة للتحقق من هويته.
وأوقف توليدو في الولايات المتحدة عام 2019 بشبهات فساد في بيرو. وكان حتى الآن خاضعاً للإقامة الجبرية في مقر إقامته في كاليفورنيا مع سوار إلكتروني.
وتوليدو متهم بتلقي عشرات الملايين من الدولارات من مجموعة البناء البرازيلية "أوديبريشت" التي تشكل محور فضيحة واسعة في أميركا الجنوبية مرتبطة برشاوى في مقابل الحصول على عقود عامة.
وكان توليدو، الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ سنوات، توجّه إلى محكمة في سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، لسجنه بهدف تسليمه بعدما استنفد كل الطعون الممكنة ضد هذا القرار.
وعمل توليدو مستشاراً لمنظمات دولية مختلفة، بما في ذلك الأمم المتحدة، والبنك الدولي، وبنك التنمية للبلدان الأميركية، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وكان كذلك باحثاً منتسباً في مجال التنمية الدولية في معهد هارفارد للتنمية الدولية.
وتوليدو المتخصص بالاقتصاد حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، وهو ثاني رئيس بيروفي سابق يتم تسليمه، من الخارج بعد فوجيموري، الذي تمّ تسليمه من تشيلي في عام 2007.
"أليخاندرو توليدو الرئيس الفاسد"
ويحاول الإعلام الأميركي مقاربة حياة الرئيس السابق، أليخاندرو توليدو، برؤوساء سابقين سيّما الرئيس السابق بيدرو كاستيلو، وهذا ما ترى فيه مديرة موقع "الميادين اسبانول" وفيقة ابراهيم "خطأً كبيراً".
وحول هذا الموضوع قالت ابراهيم في حديث للميادين نت إن "مقارنة توليدو بـ كاستيو لا تحدث حتى من قبل الناس الذين يحتجزون الأخير، مؤكدة أن احتجاز كاستيو "موضوع سياسي بحت، والقصص المتهم بها زوراً لا توجد فيها أي أدلة، على عكس توليدو ".
وأوضحت أن "الرئيس السابق بيدرو كاستيو، حالته مختلفة تماماً، فهو كان ضحية انقلاب من قبل الكونغرس في ديسمبر الماضي، مما أثار عنفاً سياسياً واسع النطاق وأدخل البلاد في أزمة سياسية عميقة".
وأشارت ابراهيم إلى أن "الولايات المتحدة قررت تسليم توليدو لأنه متهم بتلقي رشاوي من شركة البناء (أوديبريشت) التي تورّط فيها العديد من أصحاب المناصب المهمة في أميركا اللاتينية".
وأكّدت أنه متهم بقضايا عديدة عدا عن "أوديبريشت" "كاستغلال النفوذ والتواطأ، والفساد"، مشيرة إلى أن القاضي "سيطلب الحكم عليه لعشرين عاماً و6 شهور ويستبعد إمكانية قبول أي طلب استئناف أثناء المحاكمة".
وأضافت أن "توليدو متهم بقبول رشاوى بقيمة 35 مليون دولار من شركة Odebrecht مقابل الفوز بعقود أشغال عامة لبناء طريق سريع يربط بين البيرو والبرازيل. وقد اعترفت الشركة البرازيلية بدفع 800 مليون دولار لمسؤولين في جميع أنحاء أميركا اللاتينية مقابل عقود الأشغال العامة المربحة".
وأشارت مديرة "الميادين اسبانول" إلى أن "توليدو كان قد أعاد الحكم الديمقراطي إلى البيرو بعد ولاية الرئيس السابق المسجون حالياً ألبرتو فوجيموري لمدة عشر سنوات، ومن المرجح أن يتم توقيف توليدو في سجن بارباديلو في قاعدة شرطة ليما حيث يقبع فوجيموري البالغ من العمر 84 عاماً، والذي حكم عليه في عام 2009 ب 25 عاماً بسبب الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان".