إعلام إسرائيلي: حزب الله و"حماس" خطر وجودي على "إسرائيل"
لواء في الاحتياط ورئيس حركة الأمنيين الإسرائيليين، غيرشون هكوهين، يقول إنّ "إذا جنّدت إسرائيل فقط من اختار الخدمة العسكرية كمهنة سنكون في إطار جيش من الأجراء".
أُجرى استطلاع للرأي، خلال مؤتمر "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية"، يهدف إلى معرفة مواقف المستوطنين الإسرائيليين تجاه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وفحص الاستطلاع مواقف المستوطنين من أسلوب التجنيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجاء فيه السؤال التالي: "هل الجمهور الإسرائيلي يؤيّد التجنيد الإجباري، أَمْ أنّه يؤيّد جيش متطوعين مهنياً؟".
وقال اللواء غيرشون هكوهين، خلال تعليقه على هذا الحدث في مقالةٍ له، نشرها عبر موقع "القناة الـ 12" الإسرائيلية، إنّ "السؤال طُرح كما لو كان هناك احتمال عملي من أجل تحويل الجيش الإسرائيلي من التجنيد الإجباري إلى أسلوب تجنيد متطوعين بأجر، كما هي الحال في جيش الولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف هكوهين أنّ "أغلبية الذين تمّ سؤالهم، ليس لديها المعرفة الأساسية لمعالجة السؤال، في أبعاده الكاملة. لذلك، كان من الأَولى أنّ يؤكد السؤال معرفة الشروط الضرورية لأمن إسرائيل. فالسؤال في الاستطلاع يجب أن يكون: هل من الممكن، في ظل الظروف القائمة، أن يكون هناك نموذج واحد للجيش في إسرائيل؟".
وأشار هكوهين إلى أنّ "سلاح الجوّ الإسرائيلي، على سبيل المثال في طريقة عمله، هو الأقرب إلى صورة جيش محترف".
وأوضح هكوهين أنّ "إلقاء نظرة سريعة يكفي لفهم مدى تعقيد الصورة. فالمواطن الإسرائيلي العادي لا يعرف الشروط الأساسية في مجال القوى البشرية لتشغيل سلاح الجو الإسرائيلي. فما يُقارب نصف الطيارين في كل سرب هم من جنود الاحتياط، ويتم تجنيد الطواقم الأرضية في الغالب من الخدمة الإجبارية".
وبيّن هكوهين أنّه "من حيث حجم الجيش، لا يمكن للدول الأوروبية أن تكون نموذجاً للجيش الإسرائيلي. فجيوشها صغيرة، وتفعيلها يستند إلى تحالف الناتو"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تمتلك، مقارنة بأوروبا، جيشاً واسع النطاق، وهو ثاني أكبر جيش في العالم بعد الصين. هو جيش من الأجراء بالفعل، لكنّهم يجندونهم من أُمّة يزيد عدد سكانها على 350 مليون مواطن. ومع ذلك، فهم يجدون صعوبة أيضاً في إشغال التشكيلات بالكمية والنوعية المرغوبتين".
أين "إسرائيل" حالياً؟
وقال هكوهين إنّ "شعور إسرائيل بالأمن يرتكز، إلى حدٍّ كبير، على إبعاد خطر الحرب مع جيوش الدول العربية. إلا أنه ظهرت حالياً تهديدات جديدة، فالتغيير الذي حدث يتطلب من الجيش الإسرائيلي أن يرد من جديد على مفهوم التهديد الوجودي".
واعتبر أنه "يخطئ من يعتقد أنّ حزب الله وحماس ليسا أكثر من مجرد منظمتين إرهابيتين، وأنّ تهديدهما، مع كل خطورته، لا يصل إلى حدّ التهديد الوجودي. لهذا السبب، يحرص رئيس الأركان على تسميتها بالجيشين الإرهابيَّين".
ويرى هكوهين أنّ "الرد المطلوب من الجيش الإسرائيلي على هذه التهديدات الجديدة، أكثرُ تعقيداً، ومكلف أيضاً أكثر بعدّة مرات مما كان معروفاً في الماضي"، مفيداً بأنّه "إذا جنّدت إسرائيل فقط من اخْتار الخدمة العسكرية كمهنة فستكون في إطار جيش من الأُجَراء، وهي لن تكون قادرة على أن تجنّد أكثر من لواءين أو ثلاثة ألوية في البر".
وبرأي هكوهين، "ربما كانت حرب لبنان الثانية هي العرض الأخير لفترة يمكن لإسرائيل أن تعتمد فيها على افتراض أنها تستطيع، في زمن القتال، في ساحة واحدة فقط. قد تكون الحرب المقبلة حرباً إقليمية متعددة الساحات، كما انضمّت الساحة الداخلية إلى المعركة الجديدة الآخذه في التبلور في الآونة الأخيرة".
وشرح هكوهين أنّ "هذا التحول الاستراتيجي يتطلّب تغييراً كبيراً في نطاق ترتيب قوّة الجيش الإسرائيلي. فالرد على التهديدات الأمنية الواسعة النطاق يكون عبر مروحة واسعة، تشمل جيشاً احتياطياً واسع النطاق. لذلك، فإنّ فكرة الجيش الصغير والذكي لا أساس لها من الصحة".
وختم هكوهين مقاله بقوله إنّ "موقف الجيش الإسرائيلي من القضية قاطع في العقود المقبلة، وهو أنّه ليس لإسرائيل إمكان في أن تبني أمنها وفق طريقة تجنيد أخرى. وهذا ليس مجرّد مسألة ميزانيات فقط".