إعلام إسرائيلي: الدعم الأميركي القوي لـ"إسرائيل" باتت كلفته السياسية على بايدن كبيرة

صحيفة إسرائيلية تعلّق على امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن وتشير إلى أنّ مكانة "إسرائيل" في المجتمعات الأميركية باتت ضعيفة.

  • إعلام إسرائيلي: امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن الدولي أحدث صدمة داخل
    إعلام إسرائيلي: امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن الدولي أحدث صدمة داخل "إسرائيل"

علّقت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرئيلية عن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن الدولي، أمس الإثنين، مشيرةً إلى أنه بُرر بمصطلحات دبلوماسية وإنسانية، لكن له عنصر سياسي، يفيد بأنّ مكانة "إسرائيل" في الولايات المتحدة "لم تعد قوية" كما كانت في الماضي، وأنّ الدعم المباشر جداً قد يكون مكلفاً.

كما أشارت الصحيفة إلى أنّ الملفات التي تواجهها إدراة الرئيس جو بايدن عديدة و"ستساعد في فهم السبب" - في إشارة إلى عدم تصويت الولايات المتحدة في مجلس الأمن.

ورأت أنّ امتناع الولايات المتحدة عن التصويت في مجلس الأمن أثار الكثير من ردود الفعل الشاجبة داخل الولايات المتحدة، والتي جاء معظمها - كما هو متوقع في سنة انتخابات - من الحزب الجمهوري، بحسب "إسرائيل هيوم".

وتطرقت الصحيفة إلى ما كتبه نائب الرئيس السابق مايك بنس على صفحته على تطبيق  "إكس" وجاء في منشوره: "هذا عار"،  مضيفاً أنّ "مجلس الأمن تبنى قراراً يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، ولا يذكر حماس أو 7 تشرين الأول/أكتوبر، وإدارة بايدن سمحت بإمراره دون استخدام حق النقض". 

كما أشارت أيضاً إلى ما كتبه السناتور عن ولاية فلوريدا، الصهيوني ماركو روبيو، والذي كان أكثر وضوحاً في اختياره للكلمات، قائلاً: "لقد تبنى مجلس الأمن للتو قراراً يطالب إسرائيل بعدم هزيمة حماس، بل استرضاء نشطاء اليسار المتطرف المعادي للسامية الداعم لحماس، وقرر بايدن عدم استخدام حق النقض ضده".

ووفق ما رأت "إسرائيل هيوم"، فإنه وحتى من دون المكسب السياسي الذي يسعى الجمهوريون بطبيعة الحال إلى جنيه في سنة الانتخابات، يعرف الحزب الديمقراطي أيضاً أنّ بايدن لديه مشكلة في الاستمرار بدعم "إسرائيل" بنفس القدر إذا أراد الفوز في الانتخابات الرئاسية في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

وبحسب الصحيفة، تشير "شريحة كبيرة" من الجمهور من أصل إسباني إلى "الابتعاد عن الحزب الديمقراطي" الحاكم حالياً، حيث يواجه بايدن أيضاً مشكلة في الجناح الليبرالي في حزبه، الذي يضم في الأساس الديمقراطيين الشباب.

كما تحدثت "إسرائيل هيوم" عن عدة مشاكل في الولايات الأميركية، وخصوصاً اثنتين منها: مينيسوتا وميشيغن، لافتةً إلى أنه في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في مينيسوتا، صوّت 19% من المشاركين بـ"غير ملزمين" - احتجاجاً على بايدن بسبب دعمه لـ"إسرائيل". أمّا في ولاية مينيسوتا، التي تضم جالية مسلمة كبيرة، يعادل ذلك 11 صوتاً انتخابياً، من أصل 75 صوتاً للولاية، فقد تصدّر بايدن في هذه الولاية بنسبة 4-8 نقاط مئوية، لكن إذا قرر الناخبون المحتجّون في الانتخابات التمهيدية البقاء في منازلهم في يوم الانتخابات، فقد يكون المرشح الديمقراطي (بايدن) في ورطة.

ورأت الصحيفة أنّ الأمور تصبح حرجة أكثر في ولاية ميشيغن جارة مينيسوتا، وهي ولاية رئيسية، أي ولاية غيرت ألوانها خلال الانتخابات. ففي عام 2016 فاز الرئيس السابق دونالد ترامب بأصواتها الانتخابية، وفي 2020 فاز بايدن، والآن يتقدم ترامب على بايدن بمعدل 3.5% إلى 4%. كما توجد في ميشيغن جالية عربية مسلمة كبيرة، وعلى الرغم من أنّ التصويت الاحتجاجي في الانتخابات التمهيدية أسفر عن 13.3% فقط، لكن وبما أنها ولاية متأرجحة، فقد تصبح حاسمة.

وأردفت "إسرائيل هيوم" في الختام، قائلةً إنّ مكانة "إسرائيل" في المجتمع الأميركي لم تعد قوية كما كانت في الماضي، كما كان واضحاً في مقابلة ترامب الحصرية مع الصحيفة نفسها، التي قال فيها المرشح الجمهوري للرئاسة: "علينا التوصل إلى سلام، لا يمكننا الاستمرار هكذا"، مضيفاً أنه "على إسرائيل أن تكون حذرة جداً، لأنها ستخسر الكثير من العالم".. و "أنتم تخسرون الكثير من الدعم"، بحسب ترامب. 

وفي السياق، لاقى قرار المجلس الأمن بالدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة ترحيباً دولياً، وأكّدت مقررة الأمم المتحدة، المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي، أنّ "هناك أسباباً منطقية" للقول إن "إسرائيل ارتكبت عدداً من أعمال الإبادة"، لافتةً أيضاً إلى وجود تطهير عرقي.

ووافق مجلس الأمن الدولي في جلسة، أمس الإثنين، على مشروع قرار قدّمته الدول العشر (الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن) يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسبابٍ إنسانية في قطاع غزّة خلال شهر رمضان، بعد امتناع الولايات المتحدة من التصويت، من دون استخدام حق النقض (الفيتو).

اقرأ أيضاً: مرحبة بقرار مجلس الأمن.. حماس: للضغط على الاحتلال لإيقاف حرب الإبادة في غزة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك