أول مناظرة تلفزيونية بين المرشحين لخلافة ميركل
ألمانيا على موعدٍ مع مناظرة المرشحين لخلافة ميركل بين مرشح المحافظين أرمين لاشيت الذي لا يحظى بشعبية، ومرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز صارم الشخصية، ومرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك التي تراجعت مكانتها.
يتواجه المرشحون الثلاثة لخلافة أنجيلا ميركل، اليوم الأحد، في أول مناظرة تلفزيونية كبرى بينهم في وقت يسجل مرشح المحافظين بزعامة المستشارة الألمانية تراجعاً قبل شهر من الانتخابات التشريعية.
وتدور المناظرة بين مرشح المحافظين أرمين لاشيت الذي لا يحظى بشعبية، ومرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز صارم الشخصية، ومرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك التي تراجعت مكانتها.
وكانت الترجيحات لا تزال تشير قبل بضعة أسابيع إلى فوز اليمين بعد عهد ميركل التي هيمنت على المشهد السياسي الألماني لمدة 16 عاماً حاجبة ظهور مرشحين جادين، لكن مع عدم تمكن أي من المرشحين من البروز، أعيد خلط الأوراق.
وفي ظل هذه الأوضاع، يعزز وزير المالية ونائب المستشارة في الحكومة الائتلافية الحالية أولاف شولتز حظوظه مراهناً على كفاءته وخبرته، في حين أنّ منافسيه لم يشغلا حتى الآن أي منصب في الحكومة الوطنية.
وأظهر آخر تحقيق أصدرته الشبكة التلفزيونية العامة "زد دي إف" أن حوالى نصف المستطلعين سوف يختارونه مستشاراً، مقابل 17% يفضلون أرمين لاشيت، و16% ينتخبون أنالينا بيربوك، لو كان بإمكانهم التصويت في انتخابات مباشرة، غير أنّ مجلس النواب هو الذي ينتخب المستشار بحسب النظام الألماني.
في هذا السياق، رأت أورسولا مونش مديرة أكاديمية التربية السياسية في توتزينغ أنّه "من الصعب أن يقاوم (المرشحون الثلاثة) المقارنة بميركل" التي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في البلاد، وإنْ "لم يكن كلّ شيء على ما يرام في ظلّ حكم المستشارة، كما تُظهر الأزمة الحاليّة في أفغانستان".
وأوضحت مونش أنّها "بالغت على الأرجح في تقييم نفسها"، معتبرةً أنّه كان من الأنسب "نظراً إلى قلة خبرتها" السماح بترشح الرئيس المشارك للحزب روبرت هابيك الذي يحظى بشعبية واسعة.
عملية تشكيل الحكومة قد تكون في غاية التعقيد
هذا وكشف استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة "بيلد"، اليوم الأحد، أنّ الحزب الاشتراكي الديمقراطي تمكن من زيادة تقدمه حاصداً 24% من نوايا التصويت، مقابل 21% فقط للمحافظين، بعدما كانوا يحظون بنسبة 34% قبل ستة أشهر. أما الخضر، فلا تتخطى نسبة التأييد لهم 17%.
وأياً كانت نتيجة الانتخابات، فإنّ عملية تشكيل الحكومة المقبلة قد تكون في غاية التعقيد، مع صيغة لم تتضح بعد بين الأحزاب الثلاثة، واحتمال أن ينضم إليها الليبراليون من الحزب الديمقراطي الحر الذين يحظون بنحو 12% من نوايا الأصوات، ما يمنحهم دور صانعي الملوك، وربما أيضاً حزب "دي لينكه" اليساري الراديكالي. ومن شأن ذلك أن يُحدث عدم استقرار في الحياة السياسية الوطنية.
ويرى العديد من وسائل الإعلام والخبراء السياسيين أن الخضر واليمين لم يحسنا اختيار المرشح المناسب، في حين أنّ لدى الحزبين في صفوفهما شخصيات أكثر شعبية بكثير.
وستكون هذه أول مناظرة من أصل 3 تنظم قبل الانتخابات في 26 أيلول/سبتمبر. غير أن استطلاعاً للرأي أجراه معهد "يوغوف" أظهر أن ثلث الألمان فقط يعتزمون مشاهدتها.
يذكر أنّه في وقت سابق، أبدت ميركل، دعماً قوياً لرئيس حزبها "الاتحاد المسيحي الديمقراطي"، أرمين لاشيت، الذي يواجه صعوبات كبيرة قبل 5 أسابيع من الانتخابات التشريعية، وأعربت عن "قناعة تامة" في ترشحه لخلافتها على رأس المستشارية.
وأثنت ميركل خلال مشاركتها للمرة الأولى في الحملة الانتخابية، على الصفات الإنسانية للاشيت "القادر على بناء الجسور بين الناس"، وفق تعبيرها.