"أمر خارج عن المألوف".. إريك آدامز رئيساً لبلدية نيويورك
"الديمقراطي" إريك آدمز يهزم منافسه "الجمهوري" كورتيس سليوا، ليكون ثاني رئيس بلدية من ذوي البشرة السمراء في تاريخ نيويورك.
فاز الشرطي السابق من ذوي البشرة السمراء المناهض للعنصرية إريك آدامز، أمس الثلاثاء، برئاسة بلدية نيويورك. ويعتبر فوز أميركي فقير وله تاريخ في "ارتكاب الجنح" في شبابه، قبل أن يصبح سياسياً في الحزب الديمقراطي، "أمراً خارجاً عن المألوف".
وكما توقعت استطلاعات الرأي، هزم "الديمقراطي" آدامز (61 عاماً) منافسه "الجمهوري" كورتيس سليوا (67 عاماً)، وسيكون بذلك ثاني رئيس بلدية من ذوي البشرة السمراء، بعد ديفيد دينكينز، في تاريخ العاصمة الاقتصادية والثقافية للولايات المتحدة.
وأعلنت محطّات "إن بي سي" و"سي بي إس" و"نيويورك 1" أنّ آدامز هو الفائز في السباق. وبحسب نتائج غير رسميّة صادرة عن مجلس الانتخابات في مدينة نيويورك، سيحصل آدامز على أكثر من 70% من الأصوات.
وبحسب مكتب الانتخابات، فإنَّ حوالى 170 ألف شخص صوتوا بشكل مبكر من 23 إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر. وتعد نسبة المشاركة التي يصعب توقعها ضعيفة عموماً في انتخابات محلية.
ويعتبر هذا المنصب الأكثر حساسية في الولايات المتحدة بعد منصب رئيس الولايات المتحدة. ويغادر "الديمقراطي" بيل دي بلازيو منصبه في 31 كانون الأول/ديسمبر، وشعبيته في أدنى مستوياتها.
ويدير رئيس بلدية نيويورك أكبر موازنة بلدية في الولايات المتحدة، والتي بلغت 98,7 مليار دولار للسنة المالية 2021-2022، وهي مخصصة جزئياً للخروج من الأزمة الصحية.
وسيسيطر آدامز على أكبر قوة شرطة في البلاد، وهي شرطة نيويورك التي تضمّ 36 ألف عنصر، وسيتعين عليه متابعة إصلاحاتها.
وفي مدينة دفعت ثمناً باهظاً في معركة محاربة الوباء، سيتعين على آدامز أيضاً إدارة إعادة فتح المدارس والمكاتب والمتاجر، لتعود إلى عملها المعتاد، وكذلك محاربة التفاوت الاجتماعي الصارخ، وحل أزمة الإسكان السيئ والبنية التحتية المتداعية، والتصدي لمخاطر المناخ، إلى جانب "إغلاق رايكرز آيلاند"؛ السجن المكتظ الذي يشهد أعمال عنف وسط ظروف صحية سيئة.
وفي آخر أيام الحملة التي تمحورت حول انعدام الأمن، خاض آدامز مواجهة تلفزيونية مع منافسه الجمهوري سليوا، الذي كان قد أنشأ في العام 1979 نوعاً من الميليشيا باسم "الملائكة الحراس"، كانت تُسيّر دوريات طوعاً للتصدي للاعتداءات في الشوارع، إلى جانب الشرطة.
وانتقد سيلوا منافسه آدامز لعدم لقائه نقابات الشرطة، ولأنه ناقش بدلاً من ذلك مكافحة الجريمة مع قادة عصابات نيويورك السابقين، وتعهد آدامز بأنه سيكون حازماً في مواجهة الجرائم والجنح التي وصلت مؤشراتها إلى الحد الأقصى في 2020 قبل أن تهدأ هذا العام.
من جهة أخرى، واجهت شرطة نيويورك على امتداد تاريخها في معظم الأحيان اتهامات بغض الطرف عن عناصر يمارسون العنف وعنصريين وفاسدين، ووصل الأمر إلى رفع دعاوى قضائية حول قمع تظاهرات مناهضة للعنصرية نظمتها حركة "حياة السود مهمة" في العام 2020، بعد مقتل جورج فلويد على يد عنصر شرطة أبيض في مينيابوليس.