"أكسيوس": الأقمار الاصطناعية التجارية هي الجبهة الجديدة في الحروب العسكرية

شبكات الأقمار الاصطناعية الخاصة، التي تساعد الجيوش في زمن الحرب، باتت أهدافاً محتملة للقوات العسكرية، وهو ما أثار مخاوف من أن الصراعات الأرضية قد تمتد إلى الفضاء.

  • الأقمار الصناعية
    يتجه الاهتمام الدولي إلى إرساء "قواعد للسلوك" في الفضاء، بحسب موقع "أكسيوس"

باتت شبكات الأقمار الاصطناعية الخاصة، التي تساعد الجيوش في زمن الحرب، أهدافاً محتملة للقوات العسكرية، وهو ما أثار مخاوف من أن الصراعات على الأرض قد تمتد إلى الفضاء.

ونشر موقع "أكسيوس" الأميركي مقالاً ذكر فيه أن "الفضاء يُعَدّ جزءاً أساسياً من القتال الحربي"، لأن الأقمار الاصطناعية باتت توفر عيناً جوية للجيوش، تراقب عبرها الأوضاع الميدانية، وتؤمّن الاتصالات بين الوحدات العسكرية.

وأوضح المقال أن أوكرانيا تعتمد على منظومة "ستارلينك" للأقمار الاصطناعية التي تملكها شركة "سبايس - أكس"، لمالكها إيلون ماسك، وذلك بعد أن قطعت روسيا الإنترنت عن أوكرانيا منذ بدء الحرب.

وكان قسطنطين فورونتسوف، المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الروسية، قال، الأسبوع الماضي، إن الأقمار الاصطناعية التجارية يمكن أن تكون أهدافاً "مشروعة" في زمن الحرب، إذا ما استُخدمت في أغراض عسكرية.

في المقابل، ردّت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، على تصريح فورونتسوف، بالقول إن أي هجوم على قمر اصطناعي أميركي تجاري، من شأنه أن يثير رداً من الولايات المتحدة.

وأضافت، خلال لقاء صحافي: "سنسعى، عبر كل الوسائل، لاستكشاف (أعمال) روسيا وردعها ومحاسبتها، بشأن أي هجمات من هذا القبيل".

وبيّن المقال أن الأسئلة، التي كانت افتراضية في يومٍ من الأيام، بشأن أعراف زمن الحرب المتعلقة بالأقمار الاصطناعية التجارية، هي الآن مخاوف حقيقية يجب على الدول أن تتعامل معها.

وفي ظل التصعيد والتهديدات المستترة، يتّجه الاهتمام الدولي إلى إرساء "قواعد للسلوك" في الفضاء، بحسب فيكتوريا سامسون، من "مؤسسة العالم الآمن". وأضافت أن "وضع معايير دولية سيسمح للدول بالإشارة إلى الأفعال السيئة في الفضاء، والقول إن هذا ليس مجرد منافس جيوسياسي يشكو مما تقوم به دولة أخرى".

من جهته، يسلّط البنتاغون، في تقرير استراتيجية الدفاع الوطني الأميركي، الذي صدر الأسبوع الماضي، الضوء على الافتقار إلى المعايير الأساسية، باعتبارها تهديداً رئيساً للأصول الأميركية. وذكر أن "خطر التصعيد غير المقصود مرتفع بصورة خاصة بسبب قواعد السلوك غير الواضحة".

وأشار المقال إلى أن الجيش الأميركي اعتمد تاريخياً على أقمار اصطناعية كبيرة ومكلفة من أجل معرفة ما يجري على الأرض. وباتت هذه المركبات الفضائية أهدافاً واضحة للهجمات، مع العلم بأن استراتيجية الدفاع الوطني تدعو إلى إنشاء مجموعات "متنوعة ومرنة وزائدة عن الحاجة" من الأقمار الصناعية، على غرار تلك التي تبنيها الشركات الخاصة، والتي يمكن أن تساعد في الأمن القومي.

وتملك وكالة تطوير الفضاء خططاً من أجل إطلاق كوكبة من الأقمار الاصطناعية، من شأنها توزيع أجهزة الاستشعار المستخدمة في تتبّع الصواريخ والجهود العسكرية الأخرى. 

وأظهرت جهود "ستارلينك" في أوكرانيا أن شبكة الأقمار الاصطناعية يمكن أن تساعد بشأن الجهود العسكرية، وفقاً لتقرير صادر عن ساندرا أروين، من "سبيس نيوز".

من جهتها، لم تُسقط روسيا أي أقمار اصطناعية من "ستارلينك". وفي حال قيامها بذلك، فمن المحتمل ألّا تقضي على الشبكة الكاملة، بحسب المقال.

أمّا الولايات المتحدة فتحركت فعلاً نحو وضع معيار جديد يخص العمل من الفضاء، من خلال القول "إنها لن تختبر بعد الآن أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية تخلق حطاماً في المدار". وسريعاً وقعت عدة دول على تلك الخطة، بحسب الموقع، من دون أن تسميها.  

ويمكن أن تؤدي هذه المحادثات وخطوط الاتصال إلى وضع مزيد من معايير السلوك، بما في ذلك ما يُعَدّ "سلوكاً خاصاً" تجاه الأقمار الاصطناعية الخاصة في المدار في أثناء الحرب، يختم المقال.

اخترنا لك