أسرة صدقي المقت للميادين نت: اعتقاله لا شيء أمام تضحيات أهل غزة

كل ما على هذه الأرض يؤرق العدو، وبينما ينكب قتلاً ودماراً وتنكيلاً وأسراً بحق أطفال غزة، يتسلل لاعتقال المناضل العربي السوري صدقي المقت.. فماذا تفصح عائلته للميادين نت؟

  • أسرة المقت بعد اعتقاله للميادين نت: صامدون حتى النصر الأكيد
    أسرة المقت بعد اعتقال صدقي:  صامدون مهما فعلوا وهددوا واعتقلوا

استفاق أهالي الجولان السوري المحتل اليوم الجمعة على خبر اعتقال عميد الأسرى السوريين، الأسير المحرر صدقي المقت، مجدداً على يد المحتل الإسرائيلي، الذي ذاق مرارة ما سطرّه المقاومون في ملحمة "طوفان الأقصى"،  ابن العائلة المناضلة في مجدل شمس أكبر القرى في الجولان السوري المحتل، شكّل هاجساً للمحتل، ولم يتخل عن دوره برغم الاعتقال المستمر، والتضييق الدائم، كما رفض الإبعاد عن الجولان.

ينسج المقت على منوال تاريخ أهله وناسه في الجولان، هم لم يفرطوا يوماً بسوريتهم وعروبتهم و قوميتهم، لم ينسلخوا عن الوطن الأم لحظة واحدة، رغم محاولات الاحتلال الدؤوبة والخبيثة على مدى عقود.

أسرة المقت: الاعتقال لا شيء أمام تضحيات أهلنا في غزة

لسان حال عائلة المقت يلهج بكل ما في الصدور من عزم وفخر بتضحيات المقاومين والأهالي في كل فلسطين، وعبر الميادين نت كان كلام أحد أفراد العائلة جلياً: "الاعتقال وكل ما جرى هو لا شيء أمام تضحيات وصمود أهلنا في غزة".

لا تلوي العائلة السورية العربية، كما حال أهالي الجولان، على شيء من تهديدات الاحتلال فتطلق الموقف بكل ثقة على الدوام: "صامدون حتى تحقيق النصر الأكيد، مهما فعلوا وهددوا واعتقلوا".

الميادين نت حاول معرفة تفاصيل الاعتقال، لكن ما توفر في هذا المضمار قليل حيث أكدت أسرة المناضل أنه "حتى الآن لا نعرف أي شيء، داهموا المنزل بين الساعة 6:30 و 7 صباحاً، قلبوا كل شيء فيه واعتقلوه مع قوة كبيرة".

من غير المعروف إذا ماكانت خطوة قوات الاحتلال قد أقدمت على هذا الاعتقال من منطلق الترهيب والوعيد، " يجب انتظار ما سيكشفه لنا المحامي، لنعرف هل قاموا بتجهيز ملف، أو أن هذا مجرد تهديد"،تقول العائلة.

أسرة المقت: بانتظار التحرير والخلاص

في ظل الغموض الذي اكتنف عملية الاعتقال وما ستؤول إليه، فإن أسرة المقت على يقين دائم أن الجميع "صامدون، مهما فعل الاحتلال، وأهالي الجولان السوري، كما الفلسطينيين بانتظار التحرير والخلاص من هذا المحتل المجرم".

  •  المقت مع عائلته المناضلة (صورة أرشيفية بعد تحرره الأول)
    المقت مع عائلته المناضلة (صورة أرشيفية بعد تحرره الأول)

ذبيان: "إسرائيل" تخوض حرب نهايتها

في السياق، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي كمال ذبيان لـ "الميادين نت " إن اعتقال المقت "كان متوقعاً من العدو الإسرائيلي، نظراً لدوره التاريخي والدائم في المقاومة لجهة التعبئة الشعبية ضد الاحتلال، الذي حاول تهويد الجولان، لكنه جوبه برفض الأهالي ،حيث يخشى العدو خلايا نايمة للمقاومة، تُحرّك جبهة في هذه المنطقة".

وإذ ذكّر بأن " إسرائيل" تنتقم من كل مقاوم، "وحتى من عائلته  ومن سكان المبنى أو الحي الذي يقيم فيه، فإن هذا يؤكد على إرهاب الدولة، التي قامت على المجازر وقتل الأطفال والشيوخ والنساء".

ويعقّب قائلاً: "ما تقوم به قوات الاحتلال العنصرية في غزة، يكشف عن أنها تخوض حرب نهايتها ككيان استيطاني زرعه الاستعمار البريطاني، ومستمر بالدعم الاميركي، وبالتالي فإن استخدام القوة العسكرية، من خارج ما تنص عليه القوانين والأعراف الدولية،يدل على أنها تحفر قبرها، بيدها، وهي لن تتمكن من محو غزة  كما أعلن نتنياهو الذي ينتحر سياسياً".

المقت: مسيرة مشرفة 

 التحق  المقت بصفوف المقاومة الوطنية السورية في أثناء انتفاضة شباط/فبراير عام 1982 في الجولان المحتل.

اعتُقل للمرة الأولى في عام 1985، ثمّ أفرجت عنه سلطات الاحتلال في آب/أغسطس من عام 2012، بعد مكوثه 27 عاماً في معتقلات الاحتلال.

وفي عام 2015، أعاد الاحتلال اعتقاله بعد اقتحام منزل عائلته والعبث بمحتوياته وتخريبها ومصادرة ما فيه.‏

ثمّ أصدرت سلطات الاحتلال، في عام 2017، قراراً بالسجن 14 عاماً بحق الأسير صدقي بعد تأجيل محاكمته عشرات المرات، ومنع أهله وذويه من حضور كثير من جلسات المحاكمة، ليطلق سراحه في عام 2020.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك