أزمة التجنيد في الجيش الأميركي تتفاقم.. ما الأسباب؟
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، تتحدث عن "أزمة التجنيد العسكري الأميركي"، التي أصبحت أكثر صعوبةً مع بدء حقبة جديدة من المنافسة بين واشنطن من جهة، وبكين وموسكو من جهة أخرى.
تحدّثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في مقال نشرته، اليوم الجمعة، عن "أزمة التجنيد العسكري الأميركي"، مشيرةً إلى أن "حتى المحاربين القدامى لا يريدون أن ينضم أولادهم إلى الجيش".
ورأت الصحيفة أن نقص التجنيد في الولايات المتحدة الأميركية يمثّل "مشكلةً طويلة الأمد" من شأنها، إذا لم يتم حلها، "إجبار الجيش على تقليل حجم قوته".
وقد أصبحت هذه المشكلة "أكثر صعوبةً"، وفقاً للصحيفة الأميركية، مع بدء واشنطن "حقبةً جديدةً من منافسة القوى العظمى، مع الصين وروسيا".
كما أشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن البحرية الأميركية تتوقع "أن تقلّل بما يصل إلى 10.000 من هدفها، المتمثل في من 38000 مجند هذا العام".
كذلك، توقّعت القوات الجوية "خسارة 3000 مجند من هدفها البالغ 27.000"، بحسب الصحيفة.
أما سلاح مشاة البحرية، فقد حقق هدفه العام الماضي، بإرسال 33.000 مجند إلى معسكر التدريب، وعلى الرغم من توقعه تحقيق أهدافه هذا العام، يصف قادته، التجنيد بأنه "صعب"، كما أوردت الصحيفة الأميركية.
ولفتت الصحيفة أيضاً إلى أن العام الماضي كان "أصعب عام تجنيد للجيش الأميركي"، منذ ظهور الجيش المتطوع بالكامل في عام 1973.
اقرأ أيضاً: "أكسيوس": مع ارتفاع حالات الانتحار.. الجيش الأميركي يتحرك لرعاية مجنديه
وهذا العام، خسر هدف التجنيد بنسبة 25%، ومن المتوقع "أن ينتهي به الأمر بنحو 15000 مجند، وهو عدد أقل من الهدف البالغ 65000 مجند".
وأورد المقال ما أظهرته بيانات البنتاغون بشأن تجنيد الشباب في الجيش الأميركي، حيث قال 9% فقط من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و21 عاماً، العام الماضي، إنهم سيفكرون في الخدمة العسكرية، بعد أن كانت نسبتهم 13% قبل جائحة كورونا.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن جيش الولايات المتحدة عانى 20 سنةً من الحرب في العراق وأفغانستان، من دون انتصارات حاسمة، بعد التعزيز الوطني للتجنيد الذي أعقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سنوات الحرب هذه شهدت "فضائح حول الإسكان العسكري الرديء والرعاية الصحية، وضعف الأجور في الرتب الدنيا التي تجبر العديد من العائلات العسكرية على اللجوء إلى بنوك الطعام، وارتفاع معدلات اضطراب ما بعد الصدمة والانتحار"، وفقاً للصحيفة.
وفي الوقت نفسه، يُعدُّ سوق العمل في الولايات المتحدة "الأضيق منذ عقود، ما يعني وجود الكثير من الخيارات الأخرى للشباب خارج المدرسة"، بحسب الصحيفة الأميركية.
يُذكر أن وزيرة الجيش الأميركي، كريستين فورموت، قالت في أيار/مايو الماضي، إن بلادها "ستحتاج إلى أكثر من عام لحل مشكلة نقص المجندين في الخدمة العسكرية".
وأوضحت الوزيرة الأميركية أن "الصعوبات الحالية في استقطاب المجندين يتم حلها تدريجياً، على الرغم من أن الهدف بتجنيد 65.000 مجند، والذي تم تحديده لهذا العام، لن ننجح بتحقيقه".