"أربعون وبعد": وفاة الرئيس حافظ الأسد وسر العلاقة بإميل لحود
الحلقة الخامسة من "أربعون وبعد" تتناول وفاة الرئيس حافظ الأسد، وعلاقة حزب الله بالرئيس اللبناني الأسبق إميل لحود.
-
الحلقة الخامسة والأخيرة من "أربعون وبعد" تناولت علاقة حزب الله بالمقاومة الفلسطينية
في الحلقة السابقة، تطرّق السيد نصر الله إلى إنجازات المقاومة في تسعينيات القرن الماضي، وتطوّرها، وعملية عناقيد الغضب عام 1996، التي أدت إلى بروز معادلة جديدة صنعتها المقاومة في لبنان. وتحدث أيضاً عن دوره القيادي المباشر في المقاومة، وعن العروض الأميركية التي رفضها حزب الله.
أما الحلقة الخامسة من "أربعون وبعد"، فتناولت وفاة الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وتعليق السيد نصر الله، وتطرقت كذلك إلى مرحلة انتخاب الرئيس بشار الأسد والعلاقة به، فضلاً عن سيرة الرئيس اللبناني آنذاك إميل لحود، والقضية الفلسطينية.
وفاة الرئيس حافظ الأسد
وصف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فقدان الرئيس حافظ الأسد في تلك المرحلة بـ"الخسارة الكبيرة"، وقال: "نحن نفهم قيمة هذا الرجل في معادلة الصراع العربي الإسرائيلي من خلال التجربة، ونحن في العشرين سنة نقدّر ما فعله هذا الرجل لمشروع المقاومة في المنطقة والصمود".
"فقدان الرئيس #حافظ_الأسد خسارة كبيرة لكل مشروع الصراع العربي الإسرائيلي.. والعلاقة استمرت مع #سوريا كما هي بعد رحيل الرئيس حافظ الأسد."
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 22, 2022
⭕الحلقة كاملة👇https://t.co/yVL4KCgWmd#أربعون_وبعد #لبنانpic.twitter.com/Mkr27nub8Z
وتحدّث السيد نصر الله عن تجربتين شخصيتين عاشهما معه، الأولى في تموز/يوليو عام 1993، وصولاً الى "تفاهم تموز"، والثانية "في عناقيد الغضب" عام 1996، وقال: "الرئيس الأسد عمل وأنجز كل ما فيه مصلحة المقاومة، وكل ما طلبته المقاومة، يعني في كل المفاوضات التي كانت تحصل في دمشق كنّا نُسأل، وكان يؤخَذ برأينا، لم نكن نُستَشار وحسب، يعني مرة واحد يستشيرك لكن في النهاية يفعل ما يريد، كان يؤخَذ برأينا حتى في النصوص، أيّ نص يمكن أن يؤذي المقاومة معنوياً أو نفسياً أو ميدانياً كان يمكن أن يُعطَل أياماً والرئيس الأسد يحرص على ألا يرد على النص".
ورأى السيد نصر الله أن "فقدان الرئيس حافظ الأسد كان خسارة كبيرة لكل مشروع الصراع العربي الإسرائيلي"، وقال إنّ "الدوائر الأميركية والإسرائيلية كانت تتوقع أن يموت الرئيس الأسد قبل ذلك بسنوات طويلة، وسمعنا وقرأنا أنّ كثيراً من الوفود الأميركية التي كانت تأتيه كانت مهمتها استطلاع وضعه الصحي".
وعن مرحلة ما بعد حافظ الأسد، أوضح السيد نصر الله أنّ المقاومة "لم تكن قلقة كثيراً من مرحلة ما بعد الرئيس حافظ الأسد، لأنّ مسار سوريا كان واضحاً"، وقال: "كنّا في زمن الرئيس حافظ الأسد على اتصال مباشر بالدكتور بشار الذي أصبح رئيساً للجمهورية، ونعرف أنّ الدكتور بشار عقله وفهمه والتزامه وخطه السياسي في هذه المسألة كوالده، وأنا قلت في بعض المناسبات إنّ حافظ الأسد عاد جديداً، عاد شاباً اسمه بشار الأسد".
"خطاب لحود السياسي كان مناسباً ومتقدماً أحياناً"
"الرئيس #إميل_لحود هو رئيس استثنائي أسقط مؤامرة داخلية ضد #المقاومة."
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 22, 2022
⭕الحلقة كاملة👇https://t.co/yVL4KCgWmd#أربعون_وبعد #لبنان #سوريا pic.twitter.com/IPORDCs5uI
وعن سر علاقة الود بين السيد نصر الله والعماد إميل لحود، كشف السيد نصرالله عن قصة حدثت عام 1993، وتحدّث عما سُمّي معركة "تصفية الحساب" الإسرائيلية عام 1993، وكيف صمدت المقاومة وصمد الشعب اللبناني.
وتابع قائلاً: "كان هناك مناخ رسمي في لبنان، بل كان هنالك قرار رسمي حكومي بإرسال جيش إلى جنوب لبنان، يعني إلى المنطقة التي تقاتل فيها المقاومة، والانتشار بمحاذاة الجيش الإسرائيلي المحتلّ، وأُبلغ العماد لحود، وكان قائداً للجيش، أنّ عليك أن ترسل الجيش اللبناني إلى هناك، وتتعامل بقوة مع المقاومة إذا رفضت إخلاء نقاطها ومواقعها، حتى سمعنا أنّه قيل له يمكنك أن تستخدم قاذفات اللهب، يعني أحرقهم ولا تقتلهم بالرصاص، هذا كان مؤلماً جداً بالتأكيد لنا، والأمر لا يُنسى، يمكن أن نسكت عنه لكنه جرح حتى ولو لم يحصل شيء من هذا".
وتحدّث السيد نصر الله "عن اتصالات أميركية-لبنانية حصلت وقتذاك، إذ بات هناك شيء من التزام أن يتوقف الموضوع ويرسل الجيش ويضمن الأمن على الشريط الحدودي المحتَلّ، وإذا المقاومة لا تريد الالتزام تُضرب".
وشرح السيد نصر الله دور قائد الجيش آنذاك العماد إميل لحود، الذي "رفض تنفيذ هذا القرار وقال: أنا لا أنفّذ، أنا سأرسل إليكم استقالتي وإذا أردتم محاكمتي فحاكموني. في النهاية قائد جيش ويرفض قراراً سياسياً، يذهب الى المحكمة العسكرية أو يقبلون استقالته ويعينون قائد جيش ثانياً لينفّذ، لم يقدروا، هذا موضوع كبير، حرب مندلعة وقائد الجيش يستقيل أو يتحول إلى محكمة عسكرية، هذا يتسبب بضجة كبيرة في البلد لم يكونوا قادرين على هذا الموضوع. لذلك، هدأت المسألة، ومن ذلك اليوم بدأ ودّ كبير مع العماد لحود إلى أن رُشّح لاحقاً لرئاسة الجمهورية".
وقال إنّ "العماد لحود في فترة رئاسته الجمهورية في سنوات المقاومة تلك، كان دائماً موقفه السياسي وخطابه السياسي مناسبين بل متقدمين، يعني أحياناً كان يسبق حتى الخطاب السياسي للمقاومة نفسها".
المقاومة والقضية الفلسطينية
في هذه الجزئية من الحلقة الخامسة من "أربعون وبعد"، تحدّث السيد نصرالله عن تدريب الفلسطينيين في السابق، وقال: إن "أي فصيل فلسطيني يقاتل "إسرائيل" سابقاً أو حالياً ويحتاج منّا الى تدريب كنّا ندرّبه، الموضوع ليس مشروطاً بالتيار الإسلامي، نحن نتعاون مع الجميع في هذا الموضوع".
كيف دعم ودرّب #حزب_الله المقاومة الفلسطينية؟ ولماذا لم يُعلن عن هذا الأمر؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) July 22, 2022
⭕الحلقة كاملة👇https://t.co/yVL4KChubL#أربعون_وبعد #الميادين pic.twitter.com/254GvRjD6Y
وأضاف السيد نصر الله: "في محاولة استنهاض الشارع، خصوصاً في المراحل الأولى، نحن اشتغلنا على هذا الموضوع بدرجة كبيرة، بخصوص المال ما نستطيع أن نقدمه من مال نقدّمه. في موضوع الخبرة والتدريب، أي تدريب مطلوب منّا نقوم به، أي نقل خبرة هذا يحدث، ونحن في الخط العريض نقول نعم، نحن نقف إلى جانب الانتفاضة ولا نتبرأ منها".
وأضاف: "نحن نتعاون مع الجميع، ولنا علاقة بالجميع، نحبّ الجميع، ندعم الجميع، نؤيد الجميع وليس لنا مشروع خاص".
وختم غسان بن جدو الحلقة بالقول إنّ "حزب الله نموذج في الثبات الإستراتيجي، والفكري والسياسي والإستراتيجي والأخلاقي والميداني، لم ينقلبوا، لم يغيّروا، لم ينحرفوا عن خياراتهم، لم ينحرفوا عن أخلاقهم السياسية وعن قيم الوفاء والشجاعة، حزب الله بات قوةً إقليميةً وعربيةً وفلسطينيةً وأمميةً بفعل ثباته الإستراتيجي".