"UNHERD": من الحرب الباردة إلى أحداث النيجر.. سرديات الغرب الكاذبة تتوالى
مستشهداً بمتغيرات عالمية مفصلية، ابتداءً من حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وصولاً إلى الأحداث في النيجر مؤخراً، موقع "UNHERD" يقول إنّ سرديات الغرب للأحداث اختلفت ما أدّى إلى تراجع نفوذه.
تحدث موقع "UNHERD" البريطاني، عن تغيّر السرديات لدى الغرب، ابتداءً من حقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وصولاً إلى الأحداث في النيجر مؤخراً، وتأثيرها على نفوذه.
وبحسب الموقع، فإنّ "السرد هو ما يعطي الهوية، ومع سرد متماسك، لدينا هوية متماسكة، وبدون ذلك، تبدأ الهوية في الانهيار". منطلقاً من هذا، ومستشهداً بمتغيرات عالمية مفصلية، توصل الموقع إلى خلاصة مفادها، أنّ "قدرة الغرب على تكوين سرد متماسك مهينة"، وأنّ "أزمة سردياته تتفاقم في ظل خسارته للحبكة"، وفق تعبيره.
كما أوضح الموقع أنّ "السرد الذي رواه الغرب عن نفسه، وتبلور خلال الحرب الباردة، حيث روّج لنفسه في حينها أنّه سيدافع عن الحرية ضد الشمولية الحية للاتحاد السوفيتي، انهار مع جدار برلين وسقوط الشيوعية، وكانت هناك حاجة إلى سرد جديد".
بعد الحرب الباردة رداً على حرب الخليج عام 1990، تشكّل السرد الجديد للغرب وكان هناك بذرة الرواية الجديدة، مفادها أنّ "الغرب، بعد أن انتصر في الحرب الباردة، سيحافظ على السلام في الوضع الراهن الجديد"، بحسب الموقع.
لكن بحلول الألفية الثانية، "بدأت رواية ما بعد الحرب الباردة في الانكسار، وكانت الضربة الأولى لها، انهيار أيديولوجية الاقتصاد الجديد مع تفكك فقاعة ضخمة في سوق الأوراق المالية في مطلع الألفية".
أمّا الضربة الثانية، "تمثّلت بغزو العراق، الذي خاضته بريطانيا والولايات المتحدة، وتم تبريره بناء على معلومات استخباراتية كاذبة حسب الطلب".
والضربة الثالثة، "تمثلت بانهيار أسواق الإسكان في جميع أنحاء العالم عام 2008، بعدما تبين أنّ الكثير من النمو في أواخر القرن العشرين كان مزيفاً"، كما ورد في المقال.
وأورد الوقع، أنّه "بعد عام 2008، ظهرت حركتان من رماد الانهيار، هما الحركة الشعبوية اليمينية، والحركة الشعبوية اليسارية، اللتان انطلقتا من نفس الرؤية، لكنهما اختلفتا بشأن الحلول، لكن بعد ذلك بسنوات، اختفى تجسيد الحركة اليسارية في الولايات المتحدة وفي المملكة المتحدة، فيما تحوّرت الحركة اليمينية الشعبوية، مدفوعة إلى حد كبير بحركة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وصعود دونالد ترامب".
وخلص المقال إلى أنّه "في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ليس هناك سرد متماسك حقيقي"، ورأى بناءً على ثلاثة أحداث حديثة، أنّ "عدم وجود سردية متماسكة، يسبب بالفعل اختلالاً خطيراً في ثقافة الغرب السياسية".
وتمثلت هذه الأحداث الثلاث، وفق الموقع، في "أزمة تفشي فيروس كورونا، وتدمير خط أنابيت نورد ستريم، وتمرّد يفغيني يريغوجين، الذي وُصف بحدث تاريخي كبير قد يغير العالم، التي تجمعهم خلاصة واحدة هي عدم وجود سردية مقنعة ومقبولة حولها".
وتطرق الموقع كذلك، إلى الإنقلاب الأخير في النيجر، الذي، وفق تعبيره، "يكشف عن حقائق غير مريحة حول العلاقات الفرنسية الأفريقية، يفضّل الغرب تجاهلها".
وختم الموقع بالقول بأنّ "الفواصل السردية أصبحت أكثر تواتراً، وبدلاً من تشكيل الغرب سرد متماسك ومقبول على نطاق واسع، ينجرف إلى الأمام، ويسمح للشك بالتفاقم، ما يؤدي إلى انحسار نفوذه العالمي، وخسارة حبكة سردياته".