بعد إسقاط الطائرة المسيّرة: كيف تتمركز البحرية الأميركية؟
تواصل حاملة الطائرات النووية "يو اس اس ابراهام لنكولن" انتشارها في مياه الخليج بالقرب من بحر عمان، ترافقها المجموعة الهجومية بقيادة "يو أس أس بوكسر" الأقرب إلى البحر الأحمر.
اقتربت حاملة الطائرات النووية "يو اس اس ريغان" أكثر إلى الخليج ولكنها ظلت في نطاق عمل قيادة الأسطول السابع المعني أكثر بالعمليات في جنوب آسيا.
أما المجموعة الهجومية الأخرى المرافقة لها بقيادة "يو اس اس واسب" فقد انتقلت إلى قبالة شواطئ أستراليا للمشاركة في مناورات بحرية مقررة مسبقا.
في المتوسط، غادرت المجموعة الهجومية بقيادة "يو اس اس كيرسارغ" باتجاه المحيط الأطلسي بعد أن قطعت مضيق جبل طارق.
المشهد الحالي للقطع البحرية الأميركية لا يشي بأي حركة استثنائية، بعد حادثة إسقاط إيران للطائرة الأميركية المسيّرة، وهو ما يؤكد ما نشرته "الميادين نت" مسبقاً عن أن انتشار حاملات الطائرات في المنطقة كان مقرراً مسبقاً بناءً على جدول زمني روتيني.
ولعلّ الخطوة الوحيدة التي تلقفها الإعلام العالمي والعربي على أنها استثنائية كانت في تحوير مستشار الأمن القومي "جون بولتون" خبر دخول "يو اس اس لنكولن" إلى الخليج على أنه رد فعل على حادثة إسقاط الطائرة مع أن الحاملة نفسها كانت قد بدأت بالتحرك نحو المنطقة منذ شهر أيار الماضي، وما لبثت أن تلقت مجموعة أخرى من القطع البحرية الأوامر لملاقاة الحاملة النووية، ولكن هذه المجموعة غادرت نطاق عمل الأسطول الخامس.
وعلى الرغم من ذلك، فإن بعض الخطوات الأميركية المقصودة تصب للوهلة الأولى في خانة التجهيز لاحتمال الانجرار لعمل عسكري. حالياً تمتلك البحرية الأميركية أكثر عدد من الأفراد في الشرق الأوسط، وبما يفوق أي عدد في منطقة أخرى من العالم خارج الأراضي الأميركية.
وبعد التعزيزات الأخيرة، وصل عدد العسكريين الأميركيين المنتشرين في الأسطول الخامس إلى 28 ألفاً، في مقابل 24 ألفاً ينتشرون غرب المحيط الهادئ وفي المحيط الهندي.
هذه الأرقام وإن كانت تدل على استعداد أميركي للجهوزية في حال وقوع أي طارئ، فإنها لا ترقى أيضاً إلى مستوى المبادرة بعمل هجومي في مواجهة دولة كإيران.
ومع أن الانتشار البحري ليس المؤشر الوحيد على نوايا الدول، لكنه في حالة الولايات المتحدة الأميركية مؤشر شديد الأهمية كون الأسطول الأميركي يُعدّ الأقوى في العالم وهو ذراع أساسي في كل حروب الولايات المتحدة تاريخيا.