ظريف يسبتعد إجراء حوار مع واشنطن
وزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف يستبعد إمكانية إجراء أيّ حوار مع الولايات المتحدة، مؤكداً أنّ الحفاظَ على الاتفاق النووي يستلزم خطوات عملية. فيما نقلت رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن تنتظر اتصال طهران وأنها لم يصلها أي رد إيراني بعد بشأن التفاوض.
استبعد وزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف إمكانية إجراء أيّ حوار مع الولايات المتحدة.
وقال ظريف في حديث له من طوكيو قبل توجهه الى الصين، إن بلاده "لا تسعى الى الحرب، لكنها تدافع عن مصالحها بقوّة"، مؤكداً أنّ "تطبيع العلاقات الاقتصادية مع إيران هو السبيل الوحيد للحفاظ على الاتفاق النووي".
واعتبر أن الحفاظ على الاتفاق النووي يتم عن طريق الإجراءات العملية وليس عن طريق إعلانات الدعم فقط لهذا الاتفاق.
ظريف ولدى وصوله إلى الصين قال إن المجتمع الدولي اكتفى بالتصريحات وإصدار البيانات بدلاً من الخطوات العملية للحفاظ على الاتفاق النووي، وقبل مغادرته اليابان حذّر ظريف من أن أميركا تسعى إلى التصعيد والتوتر.
وصرّح ظريف:"أسافر إلى الدول الصديقة والشريكة لنا، وخاصة الدول التي هي عضو في الاتفاق النووي للتشاور معهم حول آخر التطورات بشان الاتفاق وكيفية الحفاظ عليه".
وأضاف قائلاً " لقد أكدنا لكل هذه الدول خلال هذه الجولة أن الحفاظ على الاتفاق النووي يتم عن طريق الإجراءات العملية وليس عن طريق إعلانات الدعم فقط لهذا الاتفاق".
وأردف: "من الضروري في الظروف التي تسعى فيها أميركا إلى التصعيد والتوتر ونقض الاتفاق النووي، من الضروري أن نضع الدول المهمة في صورة آخر التطورات، وان نكمل مشاوراتنا معهم وقد قمت بزيارة عدة دول لوضع شركائنا لا سيما أعضاء الاتفاق في صورة التطورات وزيارتي لليابان كانت حول كيفية الحفاظ على الاتفاق ونحن نرى أن الحفاظ عليه فقط من خلال اتخاذ خطوات عملية وليس عبر البيانات الداعمة".
من ناحيته حثّ رئيس الوزراء اليابانيّ شينزو آبي إيران على "التمسّك بالاتفاق النوويّ"، مشدداً على أنّ بلاده تدعمها.
في المقابل، دعت صحيفة arab news السعودية الصادرة بالإنجليزية الولايات المتحدة إلى "توجيه ضربات قوية إلى إيران".
وطالبت الصحيفة في افتتاحيّتها الولايات المتحدة بـ"ردّ فعل حاسم وعقابيّ حتى تعرف إيران أنّ كلّ خطوة تقوم بها ستكون لها عواقب".
وأضافت أنّ "العقوبات لا توصل الرسالة الصحيحة إلى إيران"، معتبرةً أنّه "كان من الأجدى أن تقبل إيران عرض الرئيس دونالد ترامب بالتفاوض من أجل التوصل إلى صفقة من شأنها أن تكون في مصلحة الشعب الإيرانيّ".
إلى ذلك، أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في بيان أن المجلس هو المؤسسة الوحيدة التي تملك صلاحية إبداء الرأي في المسائل الاستراتيجية، مشيراً إلى أن تصريحات رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني فلاحت بيشه.
وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى إن رأي هذا النائب عن ضرورة إجراء سياسات خفض التوتر في المنطقة هو رأي شخصي ولا يعبّر عن الموقف الرسمي الإيراني.
ترامب: لا نريد الحرب مع إيران
نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله إن واشنطن تجلس قرب الهاتف بانتظار اتصال من إيران.
وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن لم تتلقَ أي رد إيراني بشأن إجراء مفاوضات مباشرة.
وقال المسؤول في إدارة ترامب: نعتقد أن على طهران التخلص من التصعيد والذهاب إلى المفاوضات.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أنّ الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب أبلغ وزير الدفاع بالوكالة باتريك شانهان أنه "لا يريد الحرب مع إيران".
جاء ذلك قُبيل لقاء ترامب الرئيس السويسريّ أولي ماورر في البيت الأبيض في زيارة لم تكن مقرّرة على جدول أعمال الرئيسين، حيث بحثا التطورات في المنطقة وفنزويلا.
وكانت شبكة "سي ان ان" الأميركية قالت إن ترامب سيبحث مع نظيره السويسريّ "فتح قناة اتصال يمكنُه من خلالها التحدث مع الإيرانيين".
وفي تفاصيل مقال نيويورك تايمز، أعلن ترامب خلال اجتماع لغرفة العمليات الأربعاء الماضي، في رسالة إلى الصقور من مساعديه أنّ "حملة الضغط الأميركيّ على الحكومة الإيرانية يجب ألّا تتصاعد إلى صراع مفتوح".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أنّ مستشار الأمن القوميّ جون بولتون عبرّ عن إحباطه من ترامب لـ"عدم رغبته في الدفع نحو إحداث تغييرات في منطقة لطالما اعتبرها مستنقعاً".
بدورها نقلت مجلة "تايم" الأميركية عن ثلاثة مسؤولين عسكريين أميركيين يشاركون في تخطيط للقوات العسكرية والإشراف عليها في المنطقة قولهم إنه لا توجد خطة فعلية قابلة للتنفيذ، أو أي شيء من هذا القبيل، لنشر قوات على نطاق واسع في الخليج.
وأضاف المسؤولون الأميركيون انه لم يجرِ اتصال مع المملكة العربية السعودية وقطر والكويت حول استضافة 120 ألف جندي أمريكي إضافي أو مئات الطائرات أو حول المساعدة في تحمل التكاليف المترتبة.
وقال الدبلوماسيان إنه لم تبذل جهود لتشكيل تحالف عسكري جديد شبيه بالتحالف الذي حشدته الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية عام 1991 وليس واضحًا على الإطلاق من الذي قد يكون مستعدًا للانضمام إلى مثل هذا التحالف.
من جهتها، أكدت المتحدثة بإسم البيت الأبيض سارة ساندرز ، أنّ "الرسالة المحورية للرئيس ترامب رغبته في الإنصات إلى وجهات النظر كافة لبلورة قراره النهائيّ، مشيرةً إلى أنّ الولايات المتحدة سـ"تستمر في ممارسة أقصى الضغوط على إيران".
وأوضحت ساندرز أنّ الخطوات التصعيدية التي تؤدي إلى الحربِ لا تحظى بإجماع داخل الكونغرس ومن كلا الحزبين الجمهوريّ والديمقراطيّ"، وأضافت: "ينبغي لإدارة ترامب العودة إلى الكونغرس للحصول على التفويض الضروريّ من أجل شنّ حرب على إيران".
ومن ناحيته، رأى السيناتور كريس ميرفي عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ أنّ الإدارة الأميركيّة "منخرطة في تصعيد أعمى من دون احتساب المخاطر، فقياداتنا العسكرية أخطرت الرئيس ترامب بأنّه إذا مضى في تطبيق سياسته المعلنة ضد إيران، فإنّ ذلك سيقوّض أمن قواتنا الموجودة في العراق".
في سياق متصل، ذكرت مصادر في الكونجرس أنّ مسؤولين في إدارة ترامب سـيُدلون بإفادات سريّة بشأن الموقف من إيران الأسبوع المقبل،
وقال معاونون في الكونجرِس إنّ "وزير الخارجيّة مايك بومبيو ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد والقائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان سيحضرون جلسة الثلاثاء المقبل أمام مجلس الشيوخ بِكامل هيئته".
يأتي ذلك بعد أن طلب مشرّعون من الحزبين الديمقراطيّ والجمهوريّ مزيداً من المعلومات الاستخباريّة حول إيران.