لا مؤشّرات حرب في الخليج.. وإرسال حاملة الطائرات كان مُقرَّراً مُسبقاً
تدرس طهران الرد على العقوبات عليها منذ فترة. أعطى اعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية على الجولان أول خيار للمسؤولين الإيرانيين. أما في حالة "هرمز"، فالخيار يحتاج إلى مُقاربة أكثر هدوءا. هناك قرار باعتماد ما تطلق عليه دوائر إيرانية "الإغلاق الذكي" للمضيق. لا يعني هذا بالضرورة اللجوء إلى الخيارات العسكرية المألوفة، ولا إشعال المنطقة.
تجزم تصريحات المسؤولين الإيرانيين بعدم وجود مؤشّرات على الحرب التي تُقرَع طبولها في الإعلام الخليجي تحديداً. وتستبعد طهران، بشخص مرشدها، فتح باب التفاوض تحت الضغط.
بغضّ النظر عن المواقف العلنية لمختلف الأطراف المعنية، فإن ساحة الخليج لا تعكس وجود مؤشّرات جدّية لحرب، بالرغم من الحوادث الأمنية الأخيرة في الإمارات والسعودية.
اختصر السفير الأميركي في السعودية طبيعة المشهد على حساسيته:" ليس من مصلحتنا ولا مصلحة إيران والسعودية أن يتفجّر صراع".
إيران تعلن أنها لا تريد الحرب. ترامب لا يريدها أيضاً. سلوكه منذ تولّيه سدّة الرئاسة يؤكّد ذلك. هو فقط يدفع بالضغوط إلى أقصاها قبل التفاوض.
وليس من مصلحة دول الخليج الحرب. صامت وحيد تحوم الشُبهات حول موقفه: "إسرائيل". لكن الحوار الاستراتيجي المُنعقد بين أخيراً بين تل أبيب وواشنطن يعكس تفاهماً كاملاً على المُضيّ في الحصار الإقتصادي لإيران وأذرعها.
إسرائيل لا تمتلك حل الحسم عسكرياً عند جبهتها الجنوبية. وكبار ضباطها يعيدون تذكير المؤسّسة السياسية كل فترة أن القوات البرية ينقصها الجاهزية. خيار العقوبات الإقتصادية هو الأمضى بالنسبة لتل أبيب حالياً.
يقرأ المرشد الأعلى في طهران هذه المعطيات جيداً، ويدرك أن الخيار الإقتصادي هو الأفضل حالياً بالنسبة لواشنطن، لذا لا يتوانى عن التكرار في مجالسه الخاصة وخطاباته العلنية أن المطلوب التركيز أكثر على فتح قنوات جديدة للتبادل الإقتصادي وتعزيز قطاعات أخرى غير النفط لتحسين واردات البلاد.
ما دلالات دخول حاملة الطائرات "يو أس أس لينكولن" إلى المنطقة إذَا؟
كانت حاملة الطائرات في طريقها إلى الشرق الأوسط بالفعل حين أعلن مستشار الأمن القومي "جون بولتون" قرار إرسالها.
غادرت الحاملة قاعدة "نورفولك" البحرية في الأول من نيسان/ أبريل في انتشار مُقرَّر مسبقاً. تقوم البحرية الأميركية بتنفيذ برنامج إعادة نشر لحاملات الطائرات والمجموعات الهجومية على مدار السنة في أعالي البحار. وعادةً ما تستمر مهمة القطعة البحرية الكبيرة ستة أشهر.
في الوقت نفسه كانت حاملة الطائرات "يو أس أس جون ستينس" في طريق عودتها إلى الديار. التقت الحاملتان قبل أن تفترقا كل في اتجاه.
لا جديد أو طارئ في تحرّك الحاملة الأميركية. كل ما فعله بولتون هو توجيه الحركة الروتينية لهذه الحاملة نحو إيران، عِلماً أن جميع أدبيات الأساطيل الأميركية في القارات تتحدّث عن "تعزيز الأمن الإقليمي ودعم العمليات" في أوقات السلم.
بعد أيام قليلة أيضاً ستصل مجموعة هجومية إسمها "يو أس أس بوكسر" إلى نطاق عمليات الأسطول الخامس. وعلى الأرجح، سيقع الإعلام في خطأ التهويل من أهمية الخطوة المقرّرة أيضاً منذ أشهر طويلة، حيث ستستبدل المجموعة القطعة الهجومية "يو أس أس كيرساغ" الموجودة حالياً في المنطقة.
حتى الساعة، يبدو أن مؤشّرات الحرب تتجمّع فقط على شبكات التواصل وفي التغريدات غير العقلانية لشخصيات غير رسمية لا تعي معنى اندلاع حرب اقليمية.