"واشنطن بوست": خطة المعارضة الفنزويلية لإطاحة مادورو تنهار
صحيفة "واشنطن بوست" تكشف عن خلاف داخل الإدارة الأميركية بشأن اعتماد الخيار العسكري في فنزويلا ولا سيما بين البنتاغون ومستشار الامن القومي جون بولتون، وتنقل عن مستشاريْن أميركيين قولهم إنهم يستبعدون موافقة ترامب على أيّ نوع من العمل العسكري طويل الأمد في هذا البلد. وصحيفة "نيويورك تايمز" تكشف أنّ "كبار مستشاري ترامب استفاقوا الثلاثاء معتقدين أن التمرد في الجيش الفنزويلي من شأنه أن يحفز الانتفاضة الشعبية ويطيح بالرئيس مادورو، لكنّه ظل في السلطة وترك مستشاري ترامب يحملون مسؤولية احباط خطتهم إلى كوبا وروسيا وثلاثة مسؤولين فنزويليين مؤثرين أخفقوا في تغيير موقفهم".
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي أن "المعارضة الفنزويلية" وضعت خطة متكاملة إلى حد ما وتم تحديد يوم (أمس) الأربعاء، موعداً مبدئياً لتطبيقها لكنها بحلول الاثنين (الماضي) بدأت الخطة بالانهيار.
ويقول مسؤول أميركي رفيع آخر للصحيفة إنه تم إحراز تقدم كبير في ما يتعلق بالمسائل العسكرية خلال الاجتماع الطارئ للبيت الأبيض الأربعاء.
الصحيفة تسلط الضوء على الخلاف داخل الادارة الأميركية بشأن اعتماد الخيار العسكري في فنزويلا تحديداً بين البنتاغون ومستشار الأمن القومي جون بولتون في وقت لا يبدو الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعداً للتهوّر هناك وفق مساعدين حاليين وسابقين له.
تقول "واشنطن بوست" إن ترامب يلمّح من حين لآخر إلى أن بولتون يريد إدخاله في حروب. وتنقل عن إثنين من المستشارين استبعادهما أن يوافق ترامب على أي نوع من العمل العسكري طويل الأمد هناك.
وفق الصحيفة فإن بولتون وفي إطار دفاعه عن سياسته الأكثر عدوانية أثار غضب البعض داخل وخارج البيت الأبيض حتى قبل أحداث يوم الثلاثاء الماضي حيث حصلت مشادة بين فريقه وبول سيلفا نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة جوزيف دنفورد خلال اجتماع مخصص للازمة الفنزويلية. يقول مسؤولون مطلعون إن سيلفا كان يعرض وجهة نظر البنتاغون المعارضة لأيّ تصعيد خطير من قبل الولايات المتحدة حين أقدم مساعدو بولتون بمن فيهم ماوريسيو كلافير كارون بمقاطعته والمطالبة بخيارات عسكرية ما دفع رئيس الجلسة إلى فضّها قبل الوقت المتوقع لانتهائها.
وتقول الصحيفة إن المخططين العسكريين عادة ما يقلقون بشأن العمليات المحدودة لإمكانية خروجها عن نطاق السيطرة بسرعة، مضيفةً أنه في ظل غياب الإجماع وجدت الإدارة الأميركية نفسها في حيرة من أمرها، فضلاً عن شعورها بخيبة الأمل من الأحداث على الأرض.
واليوم الخميس قال الرئيس الفنزويليّ نيكولاس مادورو إنّ محاولة الانقلاب الفاشلة أديرت مباشرة من البيت الأبيض.
وفي كلمة له أمام أنصاره لمناسبة عيد العمال في كراكاس أكد مادورو أنّه "لن يتردّد" في محاكمة "الخونة" المسؤولين عن الانقلاب الفاشل وسجنهم.
"نيويورك تايمز": فنزويلا تعد من الساحات التي تشهد خلافاً بين البيت الابيض والـCIA
في سياق متصل، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية في تقرير لها أمس الأربعاء، أنّ "كبار مستشاري ترامب استفاقوا الثلاثاء معتقدين أن التمرد في الجيش الفنزويلي في ذلك اليوم من شأنه أن يحفز الانتفاضة الشعبية ويطيح بالرئيس نيكولاس مادورو، لكن مع نهاية اليوم ظل مادورو في السلطة وترك مستشاري دونالد ترامب يحملون مسؤولية إحباط خطتهم إلى كوبا وروسيا وثلاثة مسؤولين فنزويليين مؤثرين أخفقوا في تغيير موقفهم".
وأضافت الصحيفة أنّ اجتماع الثلاثاء "لم يبحث بالتفصيل الخيارات العسكرية وسط استبعاد مسؤولي البنتاغون التدخل العسكري، لكن الأحداث الأخيرة قد تدفع الإدارة الأميركية للنظر في تطوير مسارات العمل المحتملة".
وأوضحت أنّ قرار الفنزويليين الوقوف وراء مادورو بمعزل عن الأسباب التي تدفعهم لذلك، "أثار أسئلة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تمتلك معلومات استخبارية خاطئة بشأن قدرة المعارضة على شق حكومة مادورو، كما يثير أسئلة حول ما إذا كان معاونو ترامب وقعوا ضحية قراءة خاطئة للأحداث على الأرض.. أو عمّا إذا كان ترامب أصبح أقل ثقة بالجهود التي تبذل للاطاحة بالرئيس الفنزويلي".
وتتابع نيويورك تايمز أنّه "بالرغم من عدم تحديد الإدارة الاميركية سقوفاً زمنية إلا أنّ تصريحات بعض المسؤولين توحي بأن البيت الابيض بات أقل صبراً"، مبرزةً أنّ "المعارضة الفنزويلية قد تكون مصدر المعلومات بأن المسؤولين الثلاثة الكبار كانوا يفكرون في دعم غوايدو غير أن تحديد بولتون الرجال الثلاثة مراراً وتكراراً يأتي في سياق خطوة مدروسة، بهدف زعزعة ثقة مادورو بهم"، وفقًا لمسؤول سابق في إدارة ترامب.
وقال المسؤول للصحيفة إنّ فنزويلا "تعد من الساحات التي تشهد خلافاً بين البيت الابيض والسي آي اي، حيث أن بولتون وبومبيو لطالما انتقدا كوبا لدعمها الحكومة الفنزويلية بالرغم من أن تقييم الاستخبارات المركزية يقول بأن دورها أقل أهمية بكثير مما يعتقده كبار المسؤولين في الإدارة الاميركية".
وتنقل الصحيفة عن محللين أنه "في حمأة شعورهما بالاحباط كشف كل من بومبيو وبولتون عن معلومات استخبارية قد تكون حساسة وحرقوا القنوات الاستخبارية. في إشارة الى حديث بومبيو عن الرسالة الروسية الى مادورو ما قد يدفع الاخير الى استخدام قناة اتصال أكثر أماناً، وفي إشارة الى تسمية بولتون للمسؤولين الفنزويليين الثلاثة التي قطعت الطريق على أيّ محادثات معهم بشأن الانقلاب على حكومة مادورو".
فورين بوليسي: الداعمون الأميركيون لغوايدو محشورون في الزاوية
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية إن نداء غوايدو للفنزويليين لملء الشوارع وللجيش للانقلاب على مادورو لم يحدث التغيير الذي يسعى اليه بعد.
وأضافت أن المأزق الحالي قد يؤدي إلى تجدد الضغط من أجل الخروج من الأزمة عن طريق المفاوضات بعد ما جرى يوم الثلاثاء والذي يمثل أحدث إخفاق للاستراتيجية القائمة على الدفع نحو الانهيار أو جعل الجيش ينقلب على مادورو.
وفق المجلة، فإن الداعمين الأميركيين لغوايدو هم أيضاً محشورون في الزاوية، مضيفة أن إدارة ترامب صرحت مراراً وتكراراً بأن جميع الخيارات مفتوحة للحفاظ على التهديد بالخيار العسكري. بيد أن واشنطن لم تفعل الكثير لإلحاق الضرر بحكومة مادورو باستثناء تشديد العقوبات الاقتصادية.