السيد خامنئي رداًَ على قرار واشنطن: لن يحققوا أي نتيجة
المرشد الايراني السيد علي خامنئي أن يؤكد أن الأميركيين لن يحققوا أي نتيجة، مشيراَ إلى أنّ "حرس الثورة" يعدّ اليوم جهازاً بارزاً في البلد، كما أنه في المقدّمة بمواجهة الأعداء سياسياً عسكرياً وعملياً، والمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني يقول إن القيادة المركزية الأميركية وكل القوات المرتبطة بها مجموعة إرهابية.
أكد المرشد الايراني السيد علي خامنئي أن الأميركيين لن يحققوا أي نتيجة، وأشار خلال استقباله عدداً من المنتسبين إلى الحرس وعائلاتهم إلى أنّ "حرس الثورة"يعدّ اليوم جهازاً بارزاً في البلد، كما أنه في المقدّمة بمواجهة الأعداء سياسياً عسكرياً وعملياً.
مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية قال "سنرد بقوة إذا ارتكبت واشنطن حماقة وبيان ترامب سيكون فشلاً استراتيجياً لها".
من جهته، قال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني إن القيادة المركزية الأميركية وكل القوات المرتبطة بها مجموعة إرهابية، مضيفاً أن نظام الولايات المتحدة يشكل حكومة داعمة للإرهاب.
رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني رأى أن اعتبار "حرس الثورة الإسلامية" إرهابياً يظهر قمة سفاهة وجهل النظام الأميركي.
بدوره، قال الرئيس روحاني إن بلاده ستقاوم الضغوط الأميركية و"حرس الثورة" يدافع عن الإيرانيين، مشيراً إلى أن الحرس الثوري يتصدى دائماً للإرهابيين في الشرق الأوسط من العراق إلى سوريا.
وأضاف روحاني أنه إذا واصلت أميركا الضغط على طهران فإن إيران ستنتج أجهزة الطرد المركزي المتطورة "آي آر 8".
واعتبر أن أميركا ارتكبت خطأ بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية وستوحد بذلك الإيرانيين.
روحاني أكد أن من وقف إلى جانب الشعب العراقي والسوري واللبناني في هزيمة داعش هو الحرس الثوري الإيراني.
وتابع "أميركا هي التي أسقطت طائرتنا المدنية عام 1988وتريد اليوم ترهيب الشعب بتخطيها كل الخطوط الحمر".
الرئيس الإيراني لفت إلى أن ما أزيح الستار عنه اليوم من تقنيات نووية حديثة يكشف عجزهم عن الوقوف في طريق إيران.
روحاني أشار إلى أن "حرس الثورة" موضع حقد وغضب من قبل أميركا لأنه أفشل مخططاتها على مدى عقود، مؤكداً "لن يستطيعوا الوقوف أمام قدراتنا العسكرية والنووية السلمية".
ولفت "اليوم نفتتح الجيل السادس من أجهزة الطرد المركزي وإذا واصلوا ظلمهم فسنفتتح أجهزة الجيل السابع والثامن"، مشدداً "صبرنا على العديد من القضايا لكن على الغرب أن يعلم أن لصبرنا حدود".
وزير الدفاع الإيراني اعتبر من جهته أن القرار الأميركي استعراض لعمق فشل الأعداء في المنطقة، ويأتي لدعم الجماعات الإرهابية التي ألحق حرس الثورة بها الهزيمة.
يأتي ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين أن الولايات المتحدة صنّفت حرس الثورة الإيراني منظمة إرهابية أجنبية، لتكون تلك المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسمياً قوة عسكرية في بلد آخر جماعة إرهابية.
وقال ترامب إن أميركا ستواصل زيادة الضغط المالي على إيران لدعمها الأنشطة الإرهابية.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها على أتم الاستعداد لتنفيذ قرار ترامب، ووزير الخارجية مايك بومبيو إدراج الحرس الثورة الإسلامية على لائحة المنظمات الإرهابية. وأوضحت أنها اتخذت إجراءات وقائية لضمان سلامة القوات الأميركية.
وقال بومبيو إن "تصنيف حرس الثورة" جماعة إرهابية يسري خلال أسبوع"، مضيفاً أن "الحرس الثورة حصل على مليار دولار من مدينة طهران من عقود حصل عليها".
وأوضح بومبيو "تصنيفنا اليوم يوضح أن النظام الإيراني لا يدعم الإرهاب فقط بل ينخرط فيه"، مشيراً إلى أن "إيران تدعم الجماعات الإرهابية وهذا التصنيف يضع ضغوطاً غير مسبوقة على إيران وأشخاص مثل قاسم سليماني".
بومبيو تابع أن "حرس الثورة سينضم إلى قائمة من منظمات إرهابية مماثلة مثل حزب الله وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي".
وزعم أن حرس الثورة "شارك في أعمال إرهابية ومنذ إنشائه هدف إلى نشر الثورة الإيرانية بكل الطرق".
وعن نيّة إيران اعتبار الجيش الأميركي إرهابياً قال بومبيو إن "أي هجوم على أميركا يجب التفكير ملياً به قبل الإقدام عليه".
واعتبر أن على إيران "أن تحقق الأهداف الـ12 التي أعلناها سابقاً، وأن على الشركات والمؤسسات في العالم مسؤولية بعدم الارتباط بإيران".
وشدد بومبيو "أوضحت للقيادة اللبنانية أن أميركا لن تتسامح مع الصعود المستمر لحزب الله".
رئيس الوزراء الإسرائيلي رحّب بقرار ترامب قائلاً "شكراً أنك استجبت لطلب مهم لي اعتبار حرس الثورة منظمة إرهابية، لأنه يخدم مصلحة دولتينا ودول المنطقة".
وأضاف "سنواصل العمل معاً في شتى السبل ضد النظام الإيراني الذي يهدد (إسرائيل) والولايات المتحدة وسلامة العالم".
الصحافة الأميركية تناولت قرار ترامب تصنيفه"حرس الثورة" في قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية بالنقد والتحليل، حيث وجّه بعض السياسيين والمحللين الأميركيين تحذيرات وانتقاداً شديداً لهذه الخطوة التي رأووا أنها ستزيد التوتر مع إيران في الشرق الأوسط وتعرّض القوات الأميركية لتهديدات في المنطقة، كما قد تؤدي إلى نشوب حرب بين الدولتين.
في حين دعت الخارجية الفرنسية إلى تجنب زعزعة الاستقرار في المنطقة، وذلك بعد تصنيف واشنطن لحرس الثورة منظمة إرهابية.
The use of terrorism is central to the Iranian regime’s foreign policy. The designation of IRGC, incl. Qods Force, will help starve the regime of the means to execute this destructive policy. Maximum pressure will be unrelenting until Iran’s regime abandons its deadly ambitions.
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) April 8, 2019
وكان قائد "حرس الثورة" اللواء محمد علي جعفري قد توعّد الأحد أنه لو صنّفت واشنطن قوات الحرس الثوري ضمن قائمة الإرهاب "فسوف لن يرى الجيش الأميركي الاستقرار في غرب آسيا".
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال اليوم إن المسؤولين الأميركيين الراغبين في تصنيف "حرس الثورة" منظمة إرهابية يريدون جرّ أميركا إلى مستنقع بالنيابة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي. في حين أن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الايراني حسين نقوي حسيني كشف أنّ المجلس يعدّ مشروع قانون يعتبر الجيش الأميركيّ في المنطقة منظمة إرهابية في حال أدرجت أميركا "حرس الثورة" في قائمة الجماعات الإرهابية.
ويحذّر منتقدون من أن خطوة تصنيف "حرس الثورة" كمنظمة إرهابية قد تجعل مسؤولي الجيش والاستخبارات الأميركيين عرضة لإجراءات مماثلة من جانب حكومات غير صديقة.
وكانت الولايات المتحدة قد أدرجت بالفعل عشرات الكيانات والأشخاص على قوائم سوداء لانتمائهم لـ"حرس الثورة"، لكنها لم تدرج القوة بأكملها على تلك القوائم.
الخارجية السورية: القرار اعتداء سافر على سيادة إيران ويخدم "إسرائيل"
وفي أول رد فعل عربي على القرار الاميركي، دانت سوريا بشدة قرار الإدارة الأميركية ضد حرس الثورة الإسلامية.
ووصف مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية القرار بالاعتداء السافر على سيادة إيران، مشيراً إلى أن الخطوة اللامسؤولة للإدارة الأميركية تأتي في سياق الحرب غير المعلنة التي تشنّها الولايات المتحدة ضد إيران، وتشكل أساساً خدمة "لإسرائيل" والمشروع الاستعماري الغربي في الهيمنة على المنطقة، على حد تعبيره.
من جهتها أكدت كتائب حزب الله العراق أنه بعد هذا القرار الأميركي يصبح الوجود العسكري الأميركي في العراق خطراً محدقاً بأمنه القومي، ما يستدعي موقفاً حازماً من المعنيين لإجبار القوات الأميركية على المغادرة، فيما أكد الناطق العسكري باسم الكتائب جعفر الحسيني للميادين أن العراق سيدعم إيران وسيقف إلى جانبها.
وقال الحسيني إن "حرس الثورة يقف إلى جانب شعوب المنطقة في وجه مشروع واشنطن"، مشيراً إلى أن المقاومة العراقية ستكون كتفاً إلى كتف مع حرس الثورة" في مواجهة أي مستجدات في المنطقة.
الجهاد الإسلامي: القرار الأميركي بحق إيران هو استمرار للسياسات العدوانية
وفي السياق، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم إن القرار الأميركي بحق إيران يأتي في سياق سلوك واشنطن الإجرامي، معتبراً القرار بشأن "حرس الثورة" هو "استمرار للسياسات العدوانية".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة هي راعية الإرهاب ومغذية الحروب والنزاعات في العالم"، مضيفاً أن الدعم الأميركي للإرهاب الإسرائيلي شاهد حي على الإجرام بحق البشرية.
بدورها رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن "هذا القرار الجديد من الإدارة الأميركية يأتي استكمالاً لمخططاتها في المنطقة التي تستهدف تسعير دوائر العداء والفوضى فيها، وحرف الصراع الرئيس مع الكيان الصهيوني لصالح صراع مع عدو وهمي "إيران" يبنى عليه تطبيع شامل مع دول المنطقة، وفرضه بالقوة على شعوبها، كضرورة لا بد منها من أجل الهيمنة والتطويع لها والسيطرة على مقدراتها ونهب خيراتها".
وشددت الجبهة أن "الرد على القرار الأميريكي يستوجب تحرك شعبي يتصدّى لمفاعيل هذا القرار، ويقاوم الوجود الأميركي والصهيوني في المنطقة، ومواجهة جريمة التطبيع وملاحقة رموزها، ودعم وإسناد محور المقاومة الذي يتقدّم الصفوف في مواجهة هذا المخطط، وفي مقاومة الكيان الصهيوني والوجود الأميركي في المنطقة".