"الوفاق" تطلق عملية "بركان الغضب" ضد قوات حفتر
الناطق باسم قوات المشير خليفة حفتر يعلن السيطرة على مطار طرابلس والتقدّم داخل العاصمة الليبية، بالتزامن مع إعلان رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج النفير العام لمواجهة قوات الجيش الوطني، والمتحدث باسم القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا يعلن انطلاق عملية "بركان الغضب" لـ "تطهير كل المدن" من "المعتدين والخارجين عن الشرعية".
أعلن الناطق باسم قوات المشير خليفة حفتر السيطرة على مطار طرابلس والتقدّم داخل العاصمة الليبية.
وتتواصل الاشتباكات في المناطق المتاخمة للعاصمة الليبية طرابلس، وأفاد مصدر عسكري أنّ قوات من مصراتة تابعةً لحكومة الوفاق وصلت إلى منطقة تاجوراء شرقيّ طرابلس للمشاركة في القتال ضد الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
وأكد الجيش بقيادة حفتر تعرّضه لغارة على بعد 20 كيلومتراً من العاصمة بعد أن كان أعلن سيطرته على كامل مطار طرابلس القديم.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا العقيد محمد قنونو انطلاق عملية "بركان الغضب" وتهدف إلى "تطهير كل المدن" من "المعتدين والخارجين عن الشرعية"، في إشارة إلى قوات المشير خليفة حفتر.
وقال المتحدث في تصريح صحافي في طرابلس غداة تعيينه في منصبه إن عملية "بركان الغضب" يفترض أن تسمح بـ"تطهير كل المدن الليبية من المعتدين والخارجين عن الشرعية".
وكان رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج أعلن النفير العام "للتصدي لتحركات حفتر العسكرية"، وقال السراج في كلمة له السبت "سنقدم كل المتورطين إلى المحاسبة، وانقلاب حفتر لن يجد منا إلا الحزم".
وأعلن الناطق باسم المستشفى الميدانيّ في طرابلس أن الاشتباكات التي دارت أمس السبت في محيط العاصمة أدّت إلى سبعة قتلى من قوات المجلس الرئاسيّ و55 جريحاً.
بدوره، قال جهاز الإسعاف والطوارئ في ليبيا إنه تلقّى نداءات استغاثة من مدنيين عالقين في أماكن الاشتباكات بطرابلس، وطالب الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ بوقف لاطلاق النار وفتح ممرّ آمن للمدنيين، مشيراً إلى أنّه تجري محاولة لسحب مجموعة من عائلات عالقة في منطقة وادي الربيع في طرابلس.
وقالت شعبة الإعلام الحربي في الجيش التابع لحفتر "نستنكر بشدة القصف الإرهابي الغاشم على المدنيين في منطقة العزيزية من قبل طائرات الميليشيات الإرهابية المسلحة التي انطلقت من مهبط الثانوية الجوية بمصراتة"، وأضافت "سيكون ردنا قاسياً جداً على هؤلاء الإرهابيين بما يكفل حماية المدنيين ويضمن عدم الاعتداء عليهم مرةً أخرى".
وأمر خليفة حفتر قواته بالتحرك صوب طرابلس، بعد إعلان الجيش الوطني الليبي سيطرته على منطقة مزدة التي تبعد نحو مئتي كيلومتر عن العاصمة طرابلس.
وكان مجلس الأمن الدولي دعا بجميع أعضائه الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر إلى وقف كل التحركات العسكرية. وحذر من أن هذا الهجوم يعرض الاستقرار في ليبيا للخطر.
وقال الرئيس الدوري للمجلس المندوب الألماني كريستوف هوسغن إن مجلس الأمن أكد عزمه على محاسبة المسؤولين عن التوتر في ليبيا.
"أفريكوم" تجلي جنوداً أميركيين مؤقتاً بسبب الظروف الأمنية في طرابلس
وكذلك أعلنت القيادة الأميركية العسكرية في أفريقيا "أفريكوم" إجلاء مجموعة من القوات الأميركية الداعمة لها على الأرض "مؤقتًا واستجابة للظروف الأمنية والإضطرابات المتزايدة في طرابلس".
وكشفت في بيان لها أنه بعد إنتهاء عملية الإجلاء فإن "العملية التي نفذتها فرقاطة أميركية من ساحل جنزور غرب العاصمة الليبية كانت لجنود أميركيين وقد جرى نقل جنود أميركيين من ليبيا بشكل مؤقت نظرا للظروف الأمنية".
أطراف دولية عدة تطالب بوقف التصعيد العسكري في طرابلس
المبعوث الأمميّ إلى ليبيا غسان سلامة شدّد على ضرورة وقف التصعيد معلناً تمسّك الأمم المتحدة بعقد المؤتمر الوطني الليبي في موعده إلا في حال حصول ظروف قاهرة.
وزراء خارجية دول مجموعة السبع دعوا إلى ضبط النفس في ليبيا، وشدّدوا على ضرورة قبول خليفة حفتر بمساعي الأمم المتحدة.
وزير الخارجية الايطالي إنزو ميلانيزي دعا حفتر إلى وقف زحف قواته نحو طرابلس، وإلى الاستماع لتحذيرات المجتمع الدولي، أما وزير الخارجية الألماني هايكو ماس فقد أشار إلى اتفاق مجموعة السبع على الضغط على المسؤولين عن الصراع في ليبيا وخاصةً خليفة حفتر لتفادي التصعيد العسكري.
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان شدّد على ضرورة توحيد المؤسسات الليبية، مشيراً إلى أنّ وزراء خارجية دول مجموعة السبع أخفقوا في تجاوز الخلافات المتعلّقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكيفية التعامل مع إيران.
نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أعرب في اتصال هاتفي مع حفتر عن دعم موسكو للحلول السياسية للأزمة الليبية، وبحسب بيان الخارجية الروسية فإن بوغدانوف أكد لحفتر الموقف المبدئيّ الداعم لاعتماد الطرق السياسية لحل جميع القضايا الخلافية بما فيها خطوات الوساطة الأممية.
من جهته اتهم حفتر من وصفها بالجماعات الإرهابية بعرقلة عمل المؤسسات الليبية.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض ما أسماها المواعيد المصطنعة للتسوية في ليبيا، وأمل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة أن يقرّر الليبيون مستقبلهم بأنفسهم ويبدأوا بحوار شامل من دون أي تدخّلات خارجية، بدوره أكد شكري أنّ الأزمة في ليبيا لن تحلّ بالوسائل العكسرية.