ترامب: من الوارد جداً أن يكون بن سلمان على علم بقتل خاشقجي.. وربما لا
الرئيس الأميركي يقول إن أجهزة المخابرات الأميركية تواصل تقييم المعلومات بشأن مقتل خاشقجي و"قد يكون من الوارد جداً" أن ولي العهد السعودي "كان لديه علم بهذا الحادث المأساوي، وشبكة "إي بي سي" الأميركية تنقل عن مسؤول في الخارجية قوله إنه "من الواضح جداً أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتله".
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي لن تخرج العلاقات بين واشنطن والرياض عن مسارها.
وأضاف ترامب في بيان "هناك احتمال كبير أن يكون ولي العهد على علم بهذا الحادث المأساوي، ربما كان يعلم وربما لم يكن يعلم"، وأردف: "ربما لن نعرف أبداً الحقائق المحيطة بجريمة قتل جمال خاشقجي، وعلى أية حال فإن علاقاتنا هي مع السعودية .. والولايات المتحدة تعتزم أن تبقى شريكاً راسخاً للسعودية".
وأكد ترامب أن أجهزة المخابرات الأميركية تواصل تقييم المعلومات بشأن مقتل خاشقجي و"قد يكون من الوارد جداً" أن ولي العهد السعودي "كان لديه علم بهذا الحادث المأساوي".
الرئيس الأميركي ذكر أنه لن يدمر الاقتصاد العالمي بالتشدد تجاه السعودية، منوهاً إلى أنّ "سي آي إيه لم تتوصل إلى نتيجة مؤكدة 100 في المئة بشأن مقتل خاشقجي". كما أعلن ترامب عن أنه سيلتقي ولي العهد السعودي إذا حضر قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين.
وأضاف أنّ السعودية ساعدت الولايات المتحدة في إبقاء أسعار النفط منخفضة.
وإذ اعتبر أن "الكونغرس حرّ في الذهاب في اتجاه مختلف بشأن السعودية"، لكنه قال إنه سيدرس فقط الأفكار التي تتسق مع الأمن الاميركي، معتبراً أن إلغاء أميركا العقود الدفاعية مع السعودية سيفيد روسيا والصين.
من جهته قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنّ قائمة العقوبات بحق 17 شخصية سعودية "تأتي في سياق الحفاظ على مصالحنا القومية"، آملاً بأن تسدد السعودية المدفوعات المتعلقة بالتزامات العقود الدفاعية الأميركية في الموعد المناسب.
وفي تعليق سريع على كلام ترامب، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنّ بيانه بشأن دور السعودية في قضية خاشقجي "مخزٍ".
وقبيل ساعات قليلة من تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقرير الاستخبارات المركزية الأميركية حول قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بدأت التسريبات حول هذا التقرير.
ونقلت شبكة "إي بي سي" الأميركية عن مسؤول في الخارجية أنه "من الواضح جداً أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي".
المسؤول في الخارجية الذي قالت الشبكة إنه اطلع على تقرير "السي آي إيه" أكد "وجود دلائل واضحة تطاول كبار المسؤولين في السعودية"، مشيراً إلى أن "هناك إجماعاً كبيراً على أن القيادة السعودية متورطة".
صحيفة "واشنطن بوست" قالت من جهتها، إن ترامب يبالغ في إعطاء أهمية للسعودية التي تحصل من الولايات المتحدة على أكثر مما تقدمه لها.
وأضافت أن ولي العهد السعودي لديه سجّل سام من التهور وإدارة ترامب لا تحتاجه، مشيرة إلى أن الأخير اقترب كثيراً من حافة الهاوية مرات كثيرة وفي النهاية سقط فيها.
ورأت أن ترامب مخطئ حيال إعطاء السعودية قيمة لأنها كانت أكثر من عديمة الجدوى في العمل ضد إيران.
الصحيفة أشارت إلى أنه من غير الواضح موعد نهاية مستقبل ترامب السياسي لكنه اقترب مع انتهاء الانتخابات النصفية.
وتابعت أن ولي العهد السعودي سجن عشرات السعوديين الذين يدعمون الإصلاح بما في ذلك نساء دافعن عن الحق في القيادة.
وأشارت إلى أن تدخل محمد إبن سلمان في اليمن أدى إلى كارثة إنسانية هناك في الوقت الذي تعزز فيه موقف إيران.
"واشنطن بوست" لفتت إلى أنه لا وجود كبيراً للسعودية في سوريا في حين أن لطهران وجوداً عسكرياً كبيراً لها هناك.
ردود فعل أميركية على كلام ترامب
بعد كلام ترامب، أعربت نائبة رئيس اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ الأميركي ديان فاينستاين عن صدمتها بقوله إنه لن يكون هناك أي عقاب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأضافت "الحقائق واضحة خاشقجي قُتل على يد عملاء للحكومة السعودية في القنصلية"، مشيرة إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تفكر في فرض عقوبات على بن سلمان.
من جهته، قال عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز إنّ "الرئيس ترامب حاول في بيان غير مترابط ومخادع الدفاع عن النظام السعودي المستبد".
وتابع أنّ ترامب حمّل إيران مسؤولية الحرب الكارثية في اليمن بالرغم من حقيقة أن التحالف السعودي تسبب بالدمار.
السيناتور الجمهوري راند بول بدوره، قال إنه "ينبغي علينا على أقل تقدير ألا نكافئ السعودية بأسلحتنا المتطورة ضد اليمن"، مضيفاً "
"أنا متأكد من أن بيان ترامب وضع السعودية أولاً وليس أميركا".
وأشار إلى أنه سيواصل الضغط من أجل تشريع القانون لوقف مبيعات الأسلحة السعودية والحرب في اليمن.
شبكة ABC الأميركية نقلت عن مسؤول في الخارجية اطلع على تقرير الـ CIA، قوله إنه "من الواضح جداً أن بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي".
من جهتها نقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر وصفتها بالمقربة من الديوان الملكي السعودي أن أعضاءً في الأسرة الحاكمة يسعون إلى منع ولي العهد من تسلم عرش البلاد بعد قضية مقتل خاشقجي.
وقالت المصادر لرويترز إن العشرات من الأمراء يريدون أن يروا تغييراً في خط الخلافة، لكنهم لن يتصرفوا ما دام الملك سلمان على قيد الحياة.
ويناقش هؤلاء إمكانية تنصيب شقيق الملك الأمير أحمد بن عبد العزيز خلفاً للملك، وفق رويترز.
وكان الإدعاء العام السعودي قد طالب بتنفيذ حكم الإعدام بحق 6 أشخاص شاركوا في قرار وتنفيذ قتل خاشقجي.
صحيفة "يني شفق" التركية قالت من جانبها إن لدى أنقرة أدلّة على تورط ولي العهد السعودي في قتل خاشقجي ولن يستطيع الإفلات من المسؤولية.
أوغلو يطالب بتحقيق رسمي في الأمم المتحدة
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو إن بلاده أطلعت الولايات المتحدة على أحدث المعلومات بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مشدداً على أن "الحقيقة يجب أن تتضح بشأن من أعطى التوجيهات بقتل خاشقجي".
وكشف أوغلو أن أنقرة قدمت لواشنطن قائمة بأشخاص تريد تسلمهم من الولايات المتحدة بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أن "التعاون مع السعودية بشأن القضية ليس كما تريد تركيا".
كما طالب وزير الخارجة التركي الأمم المتحدة بتحقيق رسمي في مقتل خاشقجي إذا وصل التعاون مع السعودية إلى طريق مسدود. وأشار في سياق آخر إلى ضرورة استثناء بلاده من عقوبات إيران بشكل دائم.