السيد نصر اللّه ينتقد الصمت العربي إزاء إهانات ترامب
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يقول إنه كان للحاجة أم عماد مغنية دور تأسيسي في العمل المقاوم المؤسساتي والمنظم، مشيراً إلى دور الراحلة الاستثنائي وحضورها القوي بعد استشهاد الحاج عماد، ويتطرق إلى تصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة قائلاً إن مطالبة ترامب الدول الغنية بالدفع مقابل الحماية تذكّر بوصف الإدارة الأميركية بأنها "ناهبة الشعوب".
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إنه كان للحاجة أم عماد مغنية دور تأسيسي في العمل المقاوم المؤسساتي والمنظم، مشيراً إلى أن ما يسجل لأم عماد هو نجاحها في صنع الإنسان المجاهد والمقاوم والثابت.
وفي كلمة له في تأبين والدة الشهداء الحاجة أم عماد مغنية الجمعة، لفت السيد نصرالله أن "عندما نتحدث عن أم عماد نتحدث عن أم قدمت في حياتها كل أولادها شهداء راضية بمشيئة الله"، مضيفاً أنها قدّمت للمقاومة قائداً استثنائياً بفعل التربية والتنشئة النفسية وبناء الشخصية.
وأوضح السيد نصرالله أن أم عماد واكبت شخصية الشهيد عماد بشكل دائم وكانت حاضرة في مختلف القرارات والخيارات المصيرية التي اتخذها، مشيداً بدور الراحلة الاستثنائي وحضورها بقوة بعد استشهاد الحاج عماد رغم كبر سنها.
ولفت إلى دورها الخاص على مستوى عوائل الشهداء، منوّهاً إلى أنها كانت تعتبر نشاطها استمراراً لمسيرة أبنائها الشهداء ولم يقعدها المرض والتعب وكبر السن.
كما شدد السيد نصرالله على أن الراحلة كانت فاعلة في معركة التثبيت في مقابل تثبيط العزائم، مضيفاً أن العزم والتثبيت والإرادة تحد أساسي في مسير أي حركة مقاومة أو مجتمع في مواجهة الحرب النفسية
وفي وقتٍ أكّد فيه على أن المعركة الآن هي معركة الوعي والخيارات، أشار إلى أن خيار المقاومة هو الثبات والإرادة وهو من النوع المكلف الذي تبذل فيه الدماء وتقدّم فيه خيرة الشباب.
السيد نصر الله: عين إدارة ترامب على كل أموال دول الخليج
في سياق منفصل، تطرق الأمين العام لحزب الله لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة تجاه منح واشنطن الحماية لدول الخليج مقابل المال، وتصريحاته بأن إيران كادت تسيطر على المنطقة خلال 12 دقيقة، وقال إن "مطالبة ترامب الدول الغنية بالدفع مقابل الحماية تذكر بوصف الإدارة الأميركية بأنها ناهبة الشعوب"، لافتاً إلى أن عين إدارة ترامب على كل أموال دول الخليج، وأنه "لا حدود لجشعها ولطمعها".
وأشار إلى أن كل معايير ترامب هي معايير مالية ولا مكان لا للديمقراطية ولا لحقوق الإنسان في كل خطاباته، لافتاً إلى أن ترامب يوغل في اللغة المهينة المذلة لحلفائه وهناك سيل من الإهانات الشخصية وللحكومات وللشعوب، مضيفاً أنه "مقابل إذلال ترامب اليومي لحلفائه هناك صمت رهيب وابتسامة".
واعتبر السيد نصر الله أن "حديث ترامب عن قدرة إيران على السيطرة بدقائق على المنطقة دليل على عظمة إيران بنظره"، مضيفاً أن جزءاً من كلام ترامب هذا تهويلي لكنه يظهر نظرة إدارته لتلك الدول التي أنفقت المليارات على التسلح".
وقال إن الرئيس الأميركي من خلال هذا التهويل يريد ابتزاز هذه الدول وسحب الأموال منهم وبيعهم مزيداً من السلاح، مشيراً إلى أن ترامب في حقيقة الأمر يأخذ من تلك الدول جزية مقابل بقاء زعمائها في سدة الحكم.
وإذّ سأل الأمين العام لحزب الله "على مَن يراهن هؤلاء الحكام؟ على ترامب والإدارة الأميركية التي تأخذ أموالهم وتهينهم كل يوم؟"، دعا حكام الخليج إلى إعادة النظر في خياراتهم بين إهانات ترامب والعيش في عزة.
كما دعا حكام دول الخليج إلى المصالحة والتعاون والاستماع إلى مطالب شعوبهم ومعالجة المشاكل.
السيد نصر الله: ما قامت به وزارة الخارجية كان بمبادرة منها
وبخصوص المزاعم الإسرائيلية بوجود مصانع صواريخ للمقاومة قرب مطار بيروت الدولي، قال السيد نصر الله إن الغموض البنّاء والصمت الهادف من موقع المعركة هو سياسة الحزب بكل ما يتصل بالمقاومة، معتبراً أنه من الخطأ تقديم نفيٍّ أو إجابات على كل ما يطرحه نتنياهو أو غيره.
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن ما قام به وزير الخارجية اللبناني خطوة دبلوماسية متقدمة ويشكر عليها، مؤكداً أن ما قامت به وزارة الخارجية كان بمبادرة منها.
وأشار إلى أن العدو كان يهدف من خلال نشر الصور الجوية لبعض الأماكن في لبنان إلى إثارة الهلع والخوف بين الناس، داعياً وسائل الإعلام إلى الحذر في التعامل مع ما يثيره وينشره العدو.
وفي ما يخص تشكيل الحكومة في لبنان، دعا السيد نصر الله إلى المسارعة في ذلك، لما فيه مصلحة المواطنين وليس من منطلق حزبي، مشدداً على ضرورة تحمّل الوزارات المعنية مسؤولياتها حتى وإن كانت حكومة تصريف أعمال.
كما دعا إلى بذل كل الجهود وبإخلاص وبعيداً عن التأثير الخارجي لتشكيل الحكومة في لبنان، مؤكداً بشكلٍ قاطع أن سوريا لا تتدخل أبداً بتشكيل الحكومة في لبنان وتعتبره شأناً داخلياً مطلقاً.