لبنان على مرأى من سفراء العالم يدحض الادعاءات الإسرائيلية بشأن الصواريخ قرب المطار
لم ينتظر لبنان الرسمي الكثير من الوقت ليفند بالصوت والصورة وأمام أكثر من 70 سفيراً معتمداً لديه الادعاءات الإسرائيلية التي زعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من على منبر الأمم المتحدة عن وجود مصانع صواريخ للمقاومة قرب مطار بيروت الدولي.
حشدت وزارة الخارجية اللبنانية عشرات السفراء المعتمدين في لبنان لإطلاعهم على الموقف اللبناني من إدعاءات نتياهو، وبعد تفنيد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل المزاعم الاسرائيلية، نظمت الوزارة جولة للسفراء على أحد المواقع قرب المطار والذي إدعى نتنياهو وجود مصانع للصواريخ الدقيقة فيه.
الجولة الميدانية شملت أحد المواقع التي زعمت تل أبيب وجود الصواريخ فيها على مقربة من مطار بيروت الدولي وتحديداً قرب ملعب فريق العهد اللبناني، وكان شرح ميداني وجولة للسفراء في المكان ليتبين كذب الاتهامات الإسرائيلية.
وعلّق باسيل "زرنا 3 أماكن من التي حددها العدو الإسرائيلي وزعم أن فيها صواريخ ومنها نادي العهد الرياضي، وهذا النادي مفتوح أمام الجميع للرياضة، ويمكن لأي شخص بحسّه النقدي أن يعرف ما اذا كانت تصنع في هذا المكان صواريخ لاطلاقها".
وقال "جلنا مع سفراء العالم بعد ادعاءات رئيس وزراء العدو بنيامين نتانياهو أمام أعلى منبر في العالم، والشهادة والكلمة لكم"، مؤكداً أن "لبنان لن يقصّر أمام مهماته الدبلوماسية، وأهم رد على نتنياهو هو الاعلام العالمي الذي رأى كل المواقع، وللأسف نحن نعمّر وهم يخربون، وهناك طرف يريد إفتعال حرب مع لبنان، الذي هو بلد التعايش والحوار والسلام، وهناك من لا يريد الكلام مع أحد الا بالقتل والعنف".
وكان باسيل تحدث في الوزارة أمام 72 سفير دولة ومنظمة دولية واقليمية في لبنان عن التهديدات الإسرائيلية ربطاً بما زعمه نتنياهو مستعرضاً حجم الاعداءات الاسرائيلية وانتهاكاتها المستمرة للسيادة اللبنانية ولا سيما القرار الدولي 1701.
وشدد في كلمة امام السفراء أن "إسرائيل لا تحترم المنظمات الدولية ولا تنفذ القرارات الأممية، بل خرقت أكثر من 28 قرار دولي، كما خرقت هذا العام الأجواء والأراضي والبحر اللبناني 1417 مرة خلال 8 أشهر أي أكثر من من 150 مرة في الشهر".
واعتبر أن "اسرائيل تعودت على ممارسة خروقات غير مبررة"، مشيراً إلى "أننا اخترنا اليوم القيام بهذه المبادرة لنتوجه إلى سفراء الدول، ضمن الحملة الدبلوماسية".
ولفت إلى أنه "استناداً على معلومات غير دقيقية ودون دليل وصورة لا تحتوي على برهان ادعى نتنياهو في الأمم المتحدة أن هنا 3 مواقع للصواريخ قرب مطار بيروت. صحيح أن حزب الله يملك صواريخ ولكنها ليست قرب المطار، نحن نحترم القرارت الدولية، لكننا لا نتقيد بالقوانين فيما يتعلق بحماية أرضنا ومواطنينا"، معلنا أنه "لنا الحق الشرعي في المقاومة حتى تحرير كافة الاراضي المحتلة".
وأشار باسيل الى أن " الجيش اللبناني نجح في التعاون مع "اليونيفل" في الحفاظ على الأمن جنوباً، وتم تمديد وجود اليونيفيل لمدة ما أكد مصداقية لبنان"، مضيفاً "اليوم لبنان يرفع الصوت بالتوجه إلى كل دول العالم خصوصاً الأعضاء الدائمين في الأمم المتحدة لرفض الادعاءات الإسرائيلية، لمنع أي اعتداء اسرائيلي على لبنان ما سيكون له تداعيات تظهر على المنطقة كافة خاصة في وجود النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين".
ورأى أن "إسرائيل تسعى لتبرير عدوان آخر على لبنان بمزاعم وجود مواقع صواريخ لحزب الله"، متوجها الى نتنياهو قائلا: "ما ادعيته في الأمم المتحدة كذبة أخرى غير منطقية".
وأكّد أن "لبنان قوي بشكل كافٍ لمنع الاعتداء عليه واسرائيل لا تخيفنا وعندما تهدد ندرك مدى ضعفها"، لافتا إلى أن "لبنان بمواجهة دائمة ديبلوماسياً لإثبات أحقية قضيته".
اسرائيل عالخوف شافت ملعب فوتبول مصنع صواريخ
— maroun khoury (@marounkhoury9) October 1, 2018
شافو المسمكة منصة صواريخ غبص وجربيدي #باسيل_كاسحة_كزب_اسرائيل #انتهى_نياهو pic.twitter.com/AGNlOQNKGz
بري: نحن أمام كلام حرب
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، علّق على اتّهام إسرائيل لـحزب الله بإنشاء بنية تحتية لتطوير الصواريخ بالقرب من المطار، مشدداً على أنه “لا يجب المرور على هذا الامر مرور الكرام، نحن أمام وضع خطير، بل نحن أمام كلام حرب”.
ورأى بري أنه " لا يرى في هذه الخطوة ما يدعو إلى التعاطي معها وكأنّها “مزحة، فلا أحد يستخف بالخطر الإسرائيلي المتجدد، ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من الإسرائيليين هو أخطر كلام ضدّ لبنان، فهذه الموجة، مستمرة عبر مسلسل متواصل بدءًا من العقوبات وصولاً إلى المطار”.
وقال برّي "إنّهم يريدون اقفال المطار وغير ذلك، ونحن هنا في لبنان نخرّب بلدنا بأيدينا، ونتلهّى بوزير زيادة وخيبة من هنا وهناك. لذلك أمام ما يجري، فإن المطلوب هو أن نتعاطى مع هذا الحدث بما يستحقه من يقظة وحذر ومحاولة تحصين الداخل، بدءًا بتحرّك دبلوماسي، وقبل كل شيء التحصين بوحدة الصف اللبناني اولاً وأخيراً، وهذا هو الأهم".
كما رحب رئيس البرلمان بما قامت به وزارة الخارجية والمغتربين لدعوتها جميع السفراء المعتمدين في لبنان إلى الوزارة للاستماع إلى ردّها على ادعاءات نتانياهو، ورحّب بري بخطوة الوزير باسيل ، وقال: "برافو عليه، هذا الأمر جيّد ومطلوب"، معتبراً أن "الكلام الإسرائيلي ورفع الصوَر وما إلى ذلك على منبر الأمم المتحدة، هو أشبه ما يكون بمقدمات لإلغاء الاتفاق النووي الإيراني".