عون: إسرائيل تسعى إلى تفتيت المنطقة إلى أجزاء طائفية ترتدي طابع شبه الدولة
الرئيس اللبناني ميشال عون يؤكد أنه إذا ما حصل أي اعتداء ضد لبنان، فيحقّ للأخير الدفاع عن النفس، ويشير إلى أنّ (إسرائيل) تسعى إلى تفتيت المنطقة إلى أجزاء طائفية ومذهبية.
أكد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون أنّ (إسرائيل) تسعى إلى تفتيت المنطقة إلى أجزاء طائفية ومذهبية ترتدي طابع شبه الدولة، لكي تجمع "بازل" طائفي.
وفي مقابلة له مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، قال عون "لقد عملت على إعادة تنظيم الجيش وتمت تسمية قيادة جديدة له، نفذت عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية التي تمركزت في جبالنا الشرقية. وقد أتت بثمارها، حيث تمّ إنقاذ البلاد من إرهابيي داعش والنصرة الذين تسللوا إليها من سوريا".
وردّاً على سؤال حول امتلاك حزب الله "حق الفيتو" على كل القرارات الاستراتيجية، قال عون "لا.. ففي لبنان النظام توافقي، وإبداء الرأي لا يعني استخدام حق فيتو"، مضيفاً أن "الحكومة الموجودة حالياً تقوم بتصريف الأعمال".
وسُئل الرئيس عون عمّا إذا كان الجنوب اللبناني يمكن أن يُستخدَم في المواجهة بين إيران و(إسرائيل)، فأجاب "لا". وسئل أيضاً "هل أنتم متأكدون من أن حزب الله سيوافقكم هذا الرأي ويسير فيه كونكم القائد الأعلى للقوى المسلحة؟ فأجب بالقول "بالطبع.. إذا لم يتعرّض لبنان لأي اعتداء (إسرائيلي)، فما من طلقة واحدة ستُطلق من الأراضي اللبنانية. ولكن إذا ما حصل أي اعتداء ضد لبنان، فله الحق في الدفاع عن النفس".
وعن إمكانية دمج حزب الله بالجيش اللبناني، أوضح الرئيس اللبناني "قد يشكّل الأمر مخرجاً، لكن في الوقت الراهن فإن البعض يدين تدخله في الحرب ضد داعش والنصرة في سوريا. غير أن الوقائع هنا هي أن الإرهابيين كانوا يهاجمون أراضينا، وحزب الله كان يدافع عنها. والحزب لا يلعب أي دور عسكري في الداخل اللبناني ولا يقوم بأي عمل على الحدود مع (إسرائيل). لقد بات وضع الحزب مرتبطاً بمسألة الشرق الأوسط وبحلّ النزاع في سوريا".
وفي الشأن السوري، أشار الرئيس اللبناني في معرض ردّه على سؤال حول طبيعة العلاقات بين لبنان وسوريا حالياً بأن "لبنان يرفض التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد"، مشدداً "نحن نعتمد سياسة النأي بالنفس تجاه النزاعات التي تهز المنطقة وتحديداً النزاع في سوريا. وسفارتنا في سوريا كما السفارة السورية في لبنان لا تزالان مفتوحتان".
وحول التهديد الذي يطاول مسيحييّ الشرق نتيجة الحرب في سوريا، قال عون "إنه حيثما تمّ زرع الإرهابيين في سوريا والعراق تمت شبه تصفية لمسيحيي الشرق. بذلك كان المسيحيون شهوداً وضحايا لموجة من البربرية تذكّر بحقب التاريخ القديم".
كذلك تناول عون مشكلة النازحين السوريين في لبنان فقال "ننتظر من فرنسا وأوروبا دعم العودة التدريجية والآمنة للنازحين السوريين والمساهمة في الأونروا ومشاريع "سيدر".
الرئيس اللبناني تحدث عن الاقتصاد اللبناني، فأشار إلى أنّ "مراسيم مناقصات النفط والغاز التي كانت مجمّدة في السابق، قد تمّ التوقيع عليها. كما أُطلقت المناقصات، وتمّ توقيع العقود الخاصّة بها"، لافتاً إلى أن "مكافحة الفساد تسير بشكل مطّرد".
وشدد قائلاً"أنا لن أسمح بأي انتهاك في هذا الإطار فالقضاء هو من ستكون له الكلمة الفصل فيها".
السيسي يؤكد وقوف مصر إلى جانب لبنان في مواجهة الإرهاب والتطورات
وعلى هامش مشاركة الرئيس عون في فعاليات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، التقى الأخير نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
الرئيس المصري جدد وقوف بلاده إلى جانب لبنان في مواجهة التطورات الراهنة.
ولفت السيسي إلى أنه يدعم التوجهات اللبنانية في ما خص معالجة قضية النازحين السوريين وإعادتهم إلى المناطق الآمنة في بلادهم.
من جهته، شكر الرئيس عون الرئيس المصري على وقوفه إلى جانب لبنان، وأطلعه على التحضيرات الجارية لعقد القمة التنموية الاقتصادية التي ستعقد في لبنان في كانون الثاني/ يناير المقبل، مرحباً بمشاركته في أعمالها.
كما بحث عون مع السيسي عدداً من المواضيع ولاسيما منها ما يتعلق بالتعاون في مواجهة الإرهاب، وتطوير العلاقات اللبنانية-المصرية، وتفعيلها على مختلف المستويات، استكمالاً للنقاط التي كانت بحثت خلال زيارة الرئيس عون إلى مصر قبل عام ونصف العام تقريباً.
كما تطرق البحث أيضاً إلى التطورات الإقليمية ولاسيما الأوضاع في سوريا، والمبادرة الروسية لإعادة النازجين السوريين إلى بلادهم.
كذلك، تمّ البحث في سبل التعاون لانجاح مسعى لبنان في جعله مركزاً لحوار الحضارات والأديان والأعراق الذي سيركز عليه الرئيس عون في الكلمة التي سيلقيها أمام الجمعية العمومية بعد غد الأربعاء، والذي كان أطلق فكرته العام الماضي من على منبر الأمم المتحدة. وسيعيد التركيز عليها والعمل على نيل تأييد عدد من الدول لها، حيث كان توافق في مختلف المجالات.
الرئيس المصري كرر التأكيد على وقوف بلاده إلى جانب لبنان ودعمه في مختلف القضايا.
السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، قال إنّ السيسي أشاد خلال اللقاء بقوة العلاقات التاريخية بين مصر ولبنان، معرباً عن حرص مصر على مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية وأطر التعاون المشترك بين الدولتين، فضلاً عن التنسيق والتشاور بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة العربية وسبل التصدي للتحديات التي تواجه دولها.