الجيش اللبناني يوقف مطلوباً خطراً متورطاً بتفجير السفارة الإيرانية
نجحت العملية الأمنية التي نفّذتها استخبارات الجيش اللبناني في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب البلاد في اعتقال "المفتي الشرعي" لكتائب عبد الله عزام بهاء الدين حجير المتورّط في تفجير السفارة الإيرانية قبل 5 سنوات.
أثمر التعاون الأمني اللبناني الفلسطيني في إلقاء القبض على بهاء حجير أحد أبرز المتورطين بتفجير السفارة الإيرانية في بيروت في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2013 والذي أدّى إلى استشهاد 26 شخصاً وجرح 150 آخرين.
وبحسب مصدر أمني للميادين نت فإن التحقيقات المتواصلة مع حجير قد تميط اللثام عن عمليات أخرى نفّذتها كتائب عبد الله عزام ، ومنها الهجوم على حاجزٍ للجيش اللبناني في 15 كانون الأول/ ديسمبر عام 2013، ويضيف "تلك الفترة شهدت سطوع نجم كتائب عبد الله عزام على الساحة اللبنانية لا سيما أنها تبنّت أكثر من تفجيرٍ إرهابي، وأعلنت مسؤوليتها عن بعض العمليات وتكتّمت عن اعتداءات استهدفت الأمن اللبناني"، ويصف المصدر حجير بالمطلوب الخطر من كتائب عبد الله عزام في لبنان، وأن "التحقيق معه سيكشف بعض أسرار العمليات السابقة وكذلك هويات المتعاونين مع مجموعته الإرهابية".
ويفضّل المصدر الأمني عدم الكشف عن بعض تفاصيل عملية توقيف حجير لأن هناك آخرين قيد المتابعة ، ويشير إلى أن التعاون مع الفصائل الفلسطينية جيّد ويفضي إلى نتائج إيجابية لمنع بعض الإرهابيين من توريط مخيم عين الحلوة في مواجهة مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، ويلفت إلى أن"توقيف حجير احتاج لثلاثة أسابيع من التخطيط والمتابعة والرصد وإجراء مناورات أمنية"، وسبق للقوى الأمنية اللبنانية أن أوقفت الارهابي عماد ياسين المحسوب على تنظيم داعش في أيلول / سبتمبر عام 2016، حين قُبض عليه في عملية أمنية مُحكمة من داخل المخيم نفّذتها مخابرات الجيش اللبناني بعد أشهرٍ من الرّصد والمراقبة.
مديرية التوجيه في قيادة الجيش قالت في بيان لها: "نتيجة الرصد والمتابعة للعناصر الإرهابية داخل مخيم عين الحلوة، أوقفت مديرية المخابرات في المخيم المذكور، بعد عملية استدراج أمنية، الفلسطيني المطلوب بهاء الدين محمود حجير، لارتباطه بتنظيم كتائب عبد الله عزام الإرهابي، ولعلاقته بالانتحاريين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في محلة بئر حسن، ولمعرفته المسبقة من أحدهما حول نيته تنفيذ عمل انتحاري في الداخل اللبناني، ولعمله لصالح تنظيم داعش الإرهابي مؤخراً، وتخطيطه لتنفيذ عمل أمني لصالحه خارج المخيم المذكور، بالإضافة إلى وجود عدة مذكرات توقيف صادرة بحقه بجرم الإرهاب. وقد بوشر التحقيق معه بإشراف القضاء المختص".
ويأتي توقيف حجير ضمن خطّة وضعتها الأجهزة الأمنية اللبنانية بالتشاور مع قيادات فلسطينية تتوزّع على الفصائل الرئيسية، وخصوصاً حركتي فتح و حماس، وركّزت على جملة من المشاريع والأفكار التي تساعد في تحسين الوضع الأمني في المخيمات، والتي بدأت ترجمتها بتسليم مطلوبين إلى القضاء اللبناني.
ولاقت هذه الخطّة التأييد والدعم المطلوبين من السلطة اللبنانية لا سيما بعد الترحيب والتعاون االلذان تُبديهما لقيادات الفلسطينية بالإجراءات التي يتّخذها الجيش في محيط عين الحلوة، وتقديم التسهيلات إلى المطلوبين بدل الاستمرار بارتمائهم في أحضان جماعات إرهابية تنشط في بعض أحياء المخيم، والتي كانت تشهد مواجهات بين فتح ومسلّحين متشدّدين خلال الفترات السابقة.
وفي السياق يؤكّد القيادي في فتح اللواء منير المقدح للميادين نت إن "التعاون مع الأجهزة الأمنية متواصل لما فيه مصلحة الجميع، وإن الأوضاع في مخيم عين الحلوة باتت أفضل من السابق، وهناك قرار بعدم السماح لأيٍ كان بأن يأخذ المخيم رهينة من أجل تخريب العلاقات اللبنانية الفلسطينية"، وينفي المقدح تواجد الناطق الإعلامي لكتائب عبد الله عزام سراج الدين زريقات في المخيم.
سلسلة هجمات إرهابية نفذّتها كتائب عبد الله عزام
كتائب عبد الله عزام نفّذت سلسلة اعتداءات في لبنان وإن كان أكثرها دموية تفجير السفارة الإيرانية، ومنها الهجوم على حاجز للجيش اللبناني قرب مدينة صيدا جنوب البلاد في 15 كانون الأول/ ديسمبر عام 2013 وأسفر الاعتداء عن استشهاد عسكري وجرح آخرين فيما تمكّن الجيش من قتل المهاجمين وبينهم أحد أعضاء الكتائب.
وهذا التنظيم سبق وتبنّى تفجير السفارة الإيرانية من خلال تسجيل لأحد مسؤوليه سراج الدين زريقات، والذي اشتهر بتسجيلاته التحريضية خصوصاً على الجيش اللبناني، مع الإشارة إلى أن القوى الأمنية اللبنانية كانت قد ألقت القبض على ما يُعرف بأمير كتائب عبد الله عزام السعودي الجنسية ماجد الماجد بعد خروجه من مستشفى المقاصد في بيروت في اليوم الأخير من العام 2013 ولاحقاً توفى بعد 4 أيام قبل التمكّن من إتمام التحقيقات معه، عِلماً أن طهران كانت قد طلبت المشاركة في التحقيق لمسؤوليته عن تفجير سفارتها في بيروت.
يُذكر أن ذلك التفجير أدّى لإستشهاد المستشار الثقافي الإيراني الشيخ إبراهيم الأنصاري، وزوجة أحد الدبلوماسيين الإيرانيين، ومسؤول أمن السفارة مع ثلاثة من عناصره، إضافة إلی 21 شخصاً آخرين صودف وجودهم في المكان لحظة وقوع التفجير الإرهابي، كما أدّى إلى إصابة نحو 150 آخرين، عدا عن الجرحى والأضرار المادية التي لحقت بمحيط السفارة.