حرب العبوات الناسفة في سيناء

من أبرز التحديات التي تواجهها القوات العسكرية والأمنية المصرية في تنفيذها للمهام الميدانية ضمن الخطة العامة للعملية الشاملة "سيناء 2018"، هي أخطار العبوات الناسفة والشراك الخداعية، والتي تمثل الوسيلة الهجومية الأكثر استخداماً من جانب عناصر تنظيم "ولاية سيناء" المنضوي تحت راية تنظيم داعش الإرهابي.

"عملية سيناء 2018" تدخل شهرها السابع وأدّت إلى انحسار كبير في مستوى عمليات تنظيم ولاية سيناء

بعد دخول "عملية سيناء 2018" شهرها السابع، بات واضحاً أن مجرياتها أدّت إلى انحسار كبير في مستوى عمليات تنظيم ولاية سيناء كمّاً وكيفاً، وتقلص بشكل كبير عدد الهجمات بالعبوات الناسفة على الأرتال المدرعة والراجلة للقوات المشتركة، وهذا يعزى إلى عدد من الإجراءات التي اتخذتها قيادة العملية على مدى الشهور الماضية، مستفيدة من الدروس التي نتجت عن مواجهة العناصر المتطرفة في سيناء على اختلاف مسمياتها منذ عام 2011 وحتى الآن، وهي دروس كان لها أثر كبير في صقل خبرة الجندي المصري، وتجهيزه لأي نزاع عسكري تقليدي أو غير تقليدي قادم.

على المستوى الميداني صادرت القوات المشتركة في الأسابيع الأولى من هذه العملية كميات كبيرة من مادتي "تي أن تي" و"سي فور" المتفجرتين، مما دفع بالعناصر الإرهابية إلى اعتماد مادة "نترات الأمونيا" كمادة أساسية في تجهيز العبوات الناسفة بجانب مخلفات الحروب السابقة من ألغام أرضية وذخائر.

لمواجهة ذلك تزودت وحدات الجيشين الثاني والثالث ووحدات الشرطة العاملة في شمال ووسط سيناء بمجموعة جديدة من العربات المقاومة للألغام والعبوات الناسفة، منها العربات الجنوب أفريقية "RG-33" والأميركية "Caiman"، والمصرية الصنع "تمساح2"، حيث تمّ اعتماد هذه العربات كناقل رئيسي للوحدات الخاصة اثناء المداهمات والتحركات الهجومية، وهي تتميز بقدرة كبيرة على مقاومة انفجار الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، مما ساهم بشكل واضح في تقليل حجم الإصابات والوفيات في صفوف الأفراد.

كما تمّ تعميم الدروع الشبكية والقفصية على ناقلات الجند المدولبة والمجنزرة، لتقليل تأثير العبوات الناسفة الجانبية والقذائف المضادة للدروع، وكذلك تعديل شكل وطريقة تنقل الأرتال العسكرية لضمان الحد الأدنى من الأضرار البشرية والمادية في حالة انفجار عبوات ناسفة.

يضاف إلى ذلك تزويد بعض هذه العربات بمحطات لاسلكية للتشويش من أجل منع محاولات التفجير اللاسلكي لأي عبوة ناسفة مزروعة على طرق تنقل القوات. أيضاً تمّ تسجيل استخدام محطات الإعاقة والتشويش على الاتصالات اللاسلكية مثل المحطة الجنوب أفريقية "GSY-2210" والتي أدت إلى تعطيل شبكات الاتصالات الخلوية في مناطق عديدة في فلسطين المحتلة متاخمة للحدود المصرية.

كذلك أدخلت القوات المشتركة إلى ميدان العمليات الوسائط الفردية للكشف عن الألغام من نوع "Minex 4500" بجانب منظومات فتح حقول الألغام "فاتح-3" مصرية الصنع، وكذلك تطوير كاسحة للألغام مبنية على بدن الدبابة الأميركية "M60".

هذه المعدات تعاونها عدد من آليات الدعم والمساندة، على رأسها الطائرات دون طيار "Wing loong1"، والتي تمّ تزويدها برادار مقطعي من نوع "JY203" أعطي لها القدرة على رصد وتحديد التحركات الأرضية حتى ولو كانت خلف سواتر او موانع، بمدى يصل إلى 75كم، مما وفر للقوات الأرضية القدرة على الرصد الحي لمحاولات زرع العبوات الناسفة، وفي مرات عديدة تمكنت القوات من القبض على العناصر الإرهابية قبل تمكنها من زرع العبوات الناسفة في أماكن تنقل القوات.

بالإضافة إلى هذا النوع من الطائرات من دون طيار، تعمل في الأجواء بشكل شبه دوري طائرات الاستطلاع الإلكتروني "Beechcraft 1900"، لتقدم لقيادة العملية تحديثاً مستمراً للموقف الميداني وتطوراته.

على الأرض، عممت قيادة العملية استخدام منظومات الرصد اللايزري بعيد المدى "ST-HD-IP10KLS" التي يتم تصنيعها في مصر بترخيص، ويتم تركيبها على ناقلات الجند الأميركية المدرعة "M113". كما أدخلت قيادة العملية إلى الميدان رادار المراقبة الأرضية فرنسي الصنع "Squire" بعد تزويده بكاميرات حرارية للمراقبة.

اخترنا لك