الميادين تختار "الشغف في الحياة"

مجموعة روسيا سيغودنيا المنظمة لمسابقة أندريه ستينين تعلن عن الفائزين بجائزة هذا العام, والميادين تعلن عن الرابح بجائزة "مع الانسان في كل مكان" والتي تقدمها سنوياً، بصفتها الشريك الدولي للمسابقة.

الناس هم موضوع كل الصور تقريباً، ويظهرون كيف يتغلبون على التحديات

أعلنت مجموعة روسيا سيغودنيا المنظمة لمسابقة أندريه ستينين عن الرابحين لجائزة هذا العام, كما أعلنت الميادين عن الرابح بجائزة "مع الانسان في كل مكان" والتي تقدمها سنوياً، بصفتها الشريك الدولي للمسابقة.

وقال المدير في سيغودنيا ألكسندر شتولان إن المسابقة تتوسع كل عام جغرافيتها ويزداد عدد المتقدمين لها، كاشفاً أنه عن تقدم للمسابقة ما يقرب 6000 صورة من 77 دولة حول العالم عام 2018.

وإذّ أعرب عن سروره للتحسن الملحوظ في جودة الأعمال المقدَمة، أشار إلى أن المسابقة قد أصبحت بارزة جداً في أوساط المصورين الصحفيين.

بدوره، صرّح رئيس مجلس إدارة مؤسسة الميادين الإعلامية غسان بن جدو، لموقع المسابقة بأن الميادين تعتبر أنه من واجبها الإشادة بذكرى المصورين الصحفيين الذين ضحوا بأرواحهم أثناء أداء واجبهم، مضيفاً أن القناة تدعم مسابقة أندريه ستينين للتصوير الصحفي بسبب نزاهتها ومستواها المهني الرفيع، حيث أنها تنفّذ مهمتها في حماية حقوق الإنسان، وتبدي دائماً تضامناً مع المظلومين.

من جهته، قال رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر في روسيا وبيلاروسيا ومولدوفا، ماجني بارث إن التصوير الفوتوغرافي يتيح رؤية التنوع في العالم والإحساس بجماله وتعقيده ومأساته، لافتاً إلى أنه من خلال المشاركات في المسابقة، تظهر التحديات التي يواجهها العالم اليوم، بالإضافة إلى جماله.

وأضاف، الأهم من ذلك، أن الناس هم موضوع كل الصور تقريباً، ويظهرون كيف يتغلبون على التحديات، وكيف يحاولون تغيير الحياة نحو الأفضل. منوّهاً إلى أنه قد تم هذا العام، اختيار الصور التي تظهر الشجاعة والتضحية والصبر.

وسيقام حفل توزيع الجوائز، ومعرض للأعمال الرابحة في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2018 في العاصمة الروسية موسكو.

وكانت لجنة التحكيم المحترفة، والتي تضم ممثلي وكالات الأنباء العالمية الرائدة، وكذلك كبار المصورين والمحررين المصورين من جميع أنحاء العالم، قد قلّصت الخيارات المرشحة للفوز بالمسابقة إلى 34 عملاً، تصنف إلى أربع فئات، وهي: "خبر عاجل"، "الرياضة"، "كوكبي"،  "صورة لبطل من زماننا"، وتقسم المشاركات في كل فئة إلى صور فردية ومجموعة صور "ستوري".

فئة "الرياضة".. الصورة الفردية

"الشغف في الحياة"

نالت صورة"الشغف في الحياة" للمصور الصحفي العراقي تيسير مهدي خضير كاظم المرتبة الأولى للصور الفردية ضمن فئة الرياضة. كما نالت أيضاً جائزة "مع الانسان في كل مكان" التي تقدمها الميادين.

ويظهر فيها طفل بترت ساقه بسبب الإرهاب يلعب الطفل كرة القدم، ويتحدى عقباته متمسكاً بالحياة.
ولد تيسير مهدى في العراق عام 1985، وهو حاصل على درجة البكالوريوس في اللغتين الإسبانية والإنجليزية من كلية جامعة بغداد للغات.

هو مصور محترف مهتم بالتصوير الفوتوغرافي، ويصور حياة الناس وحياة الشوارع. وقد عمل لعدة وكالات أنباء وشارك في عدد من المعارض في العراق وفي الخارج. وقد فاز بالعديد من الجوائز من FIAP والجمعية الأميركية للتصوير الفوتوغرافي (PSA). واحتل المركز الأول في المسابقات في إسبانيا والمملكة العربية السعودية والصين والإمارات العربية المتحدة والأردن والنمسا وفرنسا وصربيا واليونان وإيطاليا وإيران وفيينا وغيرها. كما حصل على شهادة تقدير من مجلة ناشيونال جيوغرافيك.

يقوم تيسير حالياً بتوثيق الأزمة في العراق. كما سافر مؤخراً إلى عدة بلدان لتوثيق ثقافات مختلفة في العالم لتضمينها في كتاب ضخم في المستقبل القريب.

وجاءت "كرة قدم الشارع"، للروسية ماريا بلونتيكوفا، في المرتبة الثانية، وكانت قد التقطتها لمجموعة من الصبية يلعبون كرة القدم في الشارع في ترينيداد، كوبا.

أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب المصور الهندي أميت موليك من الهند، عن صورة "شارع المصارعة"، التي التقطها في بورابازار، وهي النواة التجارية لكولكاتا وواحدة من أكبر أسواق الجملة في آسيا. مسابقة المصارعة في الشوارع ينظمها تجار بورابازار في يوم مهرجان ديوالي في كلكتا، ويشارك بهذا الحدث أكثر من 120 رجل وإمرأة.

فئة الرياضة.. الـ"ستوري"

إحدى صور سلسلة"ألتراس"

سلسلة صور "ألتراس" للإيطالي أندريا ألاي، نالت المرتبة الأولى عن الـ"ستوري" ضمن فئة الرياضة.

السلسلة توثق شغف المشجعين بأنديتهم، ووفقاً لإحصاءات الشرطة الإيطالية، هناك حوالي 41،000 من مشجعي ألتراس في إيطاليا. وتحظى باحترام في جميع أنحاء البلاد. وهي مصدر فخر وشرف عظيمين بالنسبة لكثير من المنتمين إليها.

المرتبة الثانية، احتلتها "محكمة ساخنة" للمصور الصحفي الروسي ألكسي فيليبوف، التي يوثق من خلالها بطولة رولان غاروس الفرنسية للتنس المفتوحة لعام 2017.

في حين نالت "بوكس غيرل كينيا" للاسباني لويس تاتو، المرتبة الثالثة، والتي توثق نشاطات أكاديمية بوكس غيرل كينيا، وهي أكاديمية للملاكمة تهدف إلى تمكين النساء والفتيات من أشد الأحياء الفقيرة في نيروبي من خلال تدريبهن على الدفاع عن النفس، لمساعدتهن على تحقيق الاكتفاء الذاتي والمرونة عاطفياً وجسدياً.

فئة "خبر عاجل".. الصورة الفردية

"المواجهة"

حازت "المواجهة" للجنوب أفريقي جاستين سوليفان جائزة المرتبة الأولى للصور الفردية عن فئة "خبر عاجل".

ويظهر فيها ضابط شرطة يصوّب بندقيته إلى 3 ركاب تحت طاولة بعد لحظات من إطلاق النار على صبي في الرابعة عشرة من عمره في جبل من مسافة قريبة قريب. 

بعد هذا الحادث، تحول الاحتجاج على حصص الصيد إلى أعمال عنف وأدى إلى 3 أيام من الاضطرابات.

جدير بالذكر، أن سوليفان كان قد حاز جائزة التصويت، عن مشاركة أخرى تحت عنوان"المشي في النار"، وهي سلسلة صور يلقي بها الضوء على الإطفائيين من الرجال والنساء الذين يخاطرون بحياتهم لمكافحة حرائق الغابات المتفشية في جنوب أفريقيا، ويواجهون الكارثة وجهاً لوجه في الجبال.

في المرتبة الثانية، جاءت "هجوم طهران"، للإيراني عميد فاهبزة، ويظهر فيها عملية نقل الطفل عماد البالغ من العمر عامين إلى غرفة مبنى البرلمان الإيراني بعد هجوم إرهابي من قبل داعش في طهران يوم الأربعاء 7 حزيران/يوليو 2017. في ذلك اليوم كان عماد ووالدته يأملان في الحصول على مساعدة لعلاجه. 

وكان هذا أول هجوم إرهابي منذ أكثر من عشر سنوات يستهدف إيران، وأعلن حينها داعش مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف مبنى البرلمان الإيراني وضريح الإمام الخميني.

أما في المرتبة الثالثة، فجاءت "أستطيع سماع نمر يبكي ألماً بعد إطلاق النار عليه" للمصور الهندي اجاي كومار.

يظهر في الصورة رجل شرطة يبعد عن كومار 5 أمتار فقط، يطلق النار على نمر طائش بالرصاص في لوكناو، وفي وقت لاحق أعلن فريق الغابات وفاته.

فئة خبر عاجل.. الـ"ستوري"

إحدى صور سلسلة "اضطراب ما بعد الانتخابات في كينيا"

ستوري "اضطراب ما بعد الانتخابات في كينيا" للاسباني لويس تاتو، حازت المرتبة للأولى للـ"ستوري" عن فئة "خبر عاجل".

عنوان المجموعة يشرح موضوعها، ويشير تاتو إلى أنه قد شابت الانتخابات الكينية أعمال شغب مميتة واحتجاجات عنيفة وضرب في معاقل المعارضة الرئيسية.

ووجدت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية أنه خلال فترة ما بعد الانتخابات، قتلت الشرطة والصراعات بين الأعراق ما لا يقل عن 100 شخص، وأصابت مئات آخرين بجروح.

أما في المرتبة الثانية، فجاءت "وتشرق الحياة" للإيراني يونس خاني، والتي ترصد الكارثة التي تسبب بها زلزال ضرب محافظة كرمنشاه على الحدود الإيرانية العراقية، في ليلة الأحد 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2017، وبلغت قوته 7.3 درجة.

في المرتبة الثالثة، جاءت "اليأس للأمان"للبنغلادشي مشرق أحمد، والتي تلخّص مجموعة من قصص لاجئي الروهينغا في بنغلادش.

بدأت الهجرة الجماعية للاجئين روهينغيا إلى بنغلادش بعد اعتداء الجيش الميانماري على مسلمي الروهينغا وترويعهم، وقتل من الروهينغا أكثر من 6700، ولجأ أكثر من 600 ألف إلى بنغلادش، أصيب معظمهم جراء إطلاق النار والشظايا والحرائق والألغام الأرضية. غالبية هؤلاء الناس الذين يلتمسون اللجوء هم من النساء والأطفال.

وقد صورت سلطات الأمم المتحدة ومنظمة هيومان رايتس ووتش ما تمارسه ميانمار على الروهينغا على أنها تطهير عرقي، ولم تتمكن الأمم المتحدة حتى الآن من التوصل إلى اتفاق مناسب للتسوية مع ميانمار بشأن هذه القضية.

فئة "كوكبنا".. الـ"ستوري"

إحدى صور سلسلة "كيف شعرت بالمرض"

أحرزت "كيف شعرت بالمرض" للروسية أليونا كوتشيكوفا، المرتبة الأولى للـ"ستوري" في فئة كوكبنا.

السلسلة تروي مراحل المرض بالسرطان، وتوثق آلام وآمال المرضى، وتشرح كوتشيكوفا موضوع مجموعتها بالتالي: "الجميع يعرف كلمة السرطان، والناس يخافون منها، على الرغم من أنهم لا يعرفون شيئاً عن هذا المرض. عندما كنت مصابة بالسرطان، لم أكن أعرف شيئاً عن ذلك أيضاً، ولم يكن لدي أدنى فكرة عن الطريق الذي يجب أن ينقلني من الخوف على حياتي إلى آمال الانتصار على المرض".

أما في المرتبة الثانية فجاءت "المشي في النار"، للجنوب أفريقي جاستن سوليفان، يلقي بها الضوء على الإطفائيين من الرجال والنساء الذين يخاطرون بحياتهم لمكافحة حرائق الغابات المتفشية في جنوب أفريقيا، ويواجهون الكارثة وجهاً لوجه في الجبال. وكانت المجموعة ذاتها قد نالت جائزة التصويت.

المصري أنس كمال نال المرتبة الثالثة عن سلسلته "القمة البيضاء"، التي يوثق من خلالها عمل عشرات العمال الشباب في محاجر لاستخراج الحجر الأبيض من جبل يقع في مكان بعيد من صعيد المصري، ومعظم العمال هم من الشباب الذين لم يكملوا تعليمهم، ويبدأ عملهم بعد شروق الشمس إلى غروبها في ظروف خطرة وغير آمنة.

فئة "كوكبنا".. الصورة الفردية

"قلب التوت البري"

المرتبة الأولى للصور الفردية عن فئة "كوكبنا" كانت من نصيب "قلب التوت البري" البيلاروسي سيرغي غابون، والتي التقطها بطائرة بدون طيار، ويظهر بها حصاد التوت البري في مقاطعة بينسك، وهي من الأعلى في معدلات البطالة في بيلاروسيا، وموسم حصاد التوت البري هو الطريقة الوحيدة لكسب المال للسكان المحليين، ويجب أن يقضي الحصادون حوالي 10 ساعات في الماء المثلج كل يوم.  

أما المرتبة الثانية فكانت من نصيب الروسية ماريا بلونتيكوفا عن عملها "البقرة الحمراء"،ويظهر بها بقرة تشرب من بركة بالقرب من المرصد الفلكي الخاص بأكاديمية العلوم الروسية، الذي يعتبر أكبر معهد للأبحاث في البلاد.

كما جاءت "خسوف" للمصور الروسي فيتالي نيفار بالمرتبة الثالثة، وهي لقطة رائعة لخسوف القمر فوق ملعب كالينينغراد الذين كان قيد الإنشاء.

فئة "بطل من زماننا".. الـ"ستوري"

إحدى صور سلسلة "توأم"

المرتبة الأولى للـ"ستوري" ضمن فئة "بطل من زماننا"، كانت من نصيب الإيرانية شيفا خادمي عن سلسلتها التي تحمل اسم "توأم"، يظهر في كل صورة منها توأماً متطابقاً.

تقول خادمي إن السؤال الذي أدى بها إلى فكرة هذه المجموعة هو "هل هويتهم واحدة وتكررت مرتين؟ أم أن لهم وجود مستقل خاص بهم على الرغم من كونهم توأم متطابق؟ هل التوائم مظهر من مظاهر الجمال التي يتم تكرارها؟"

وتضيف: "عندما واجهت توائم متطابقة، كنت مفتونة بملابسهم المتشابهة، الماكياج وتسريحات الشعر ولغة الجسد المتطابقة. لقد دهشت من إنهاء أحدهم لجملة الآخر أو قول ذات الكلمة بذات اللحظة وذات النغمة. وكان لديهم في بعض الأحيان أحلام ونتائج امتحان وأذواق متطابقة ... وكانت هذه السلوكيات المتشابهة غريبة ومذهلة، ومع ذلك كانت عادية جداً وفطرية بالنسبة لهم".

أما "مواسم فيرا" للبيلاروسية تاتيانا تكاشيوفا، فقد حازت المرتبة الثانية، وفيرا هي إمرأة احتفلت في 1 كانون/الثاني بيوم ميلادها الـ91.

أمضت فيرا حياتها كلها في قريتها، تزوجت وأنجبت 3 أطفال ولديها اليوم أحفاد. فيرا لا تخاف من الشيخوخة، فهي تعتقد أن هذه هي مواسمها الأخيرة وأن حياتها تقترب من نهايتها، وهي تحب ارتداء الفساتين الفاخرة، وتحتوي خزانة ملابسها على حياتها بالكامل.

في حين حازت "شعوب ماري في منطقة الأورال يرتدون الزي التقليدي" للروسي فيودور تلكوف على المرتبة الثالثة.

ويقول تلكوف إن "الأزياء الشعبية الفريدة هي من بين العناصر الرئيسية للهوية الذاتية لشعوب ماري. مرت ملابسهم التقليدية من جيل إلى جيل، وبعض الأزياء عمرها مئات السنين، حتى أن أسرار تطريزاتها الفريدة أصبحت نادرة".

عن المسابقة

اختارت الجهة المنظمة أن تطلق على المسابقة اسم المصور الصحفي الروسي أندريه ستينين، تخليداً لذكراه، هو الذي عمل في مناطق ساخنة من عالمنا العربي مثل مصر وسوريا وليبيا وغزة، واستشهد في آب/ أغسطس 2014 أثناء تغطيته الحرب في أوكرانيا، بعدما فاز بجائزة "الكاميرا الفضية" في عامي 2010 و 2013.

كما اتخذت من تاريخ ميلاده في 22 أيلول/ سبتمبر موعداً سنوياً لبدء استقبال أعمال المصورين الراغبين بالمشاركة في المسابقة.

المسابقة السنوية التي تأسست في كانون الأول/ ديسمبر 2014، تهدف إلى دعم المصورين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاماً و 33،ولفت اهتمام الجمهور إلى قضايا التصوير الصحفي الحديث، ولتكون منصة للمصورين الشباب الموهوبين والمنفتحين على كل ما هو جديد.

اخترنا لك