ماذا لو وقّع الأسد؟
سلسلة وثائقية جديدة على الميادين تحاكي لأول مرة شخصية الرئيس الذي رحل دون أن يوّقع وهو الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، متحدثةً عن أهمية دوره ومواقفه في الصراع العربي الإسرائيلي.
لم يكن سهلاً على فريق العمل إعادة قراءة التاريخ من جديد وتجميع أرشيف لاختصاره بـ 12 جزء يجمع ما بين الوثائقي الكلاسيكي والحديث، وفق ما قاله منتج ومعد العمل زاهر العريضي في حديثه عن الوثائقي للميادين نت فـ "محادثات الأسد في جميع المفاوضات لم تكن مفاوضات من أجل السلام إنما محاولات لتحرير الأرض مقابل معادلة الارض مقابل السلام.ومن هنا كانت النقطة الأساسية هي استعادة الجولان السوري المحتل والتركيز على القضية الفلسطينية والقدس والوطن".
معطيات تُكشف للمرة الأولى في الوثائقي، المرحلة التاريخية بين النكبة وصولاً إلى النكسة الوحدة بين مصر وسوريا وصولاً إلى الحكم في العام 1970، حيث تم التركيز فيه أيضاً على "حرب تشرين".
عدا عن ذلك، ووفق المعد فإن الوثائقي يكشف أيضاً كواليس لقاءات بين مصر وسوريا، والرئيس المصري الراحل أنور السادات وتداعياته في عملية المفاوضات بين أميركا والزيارات بين أعوام73 و الـ 76 بموضوع فصل قوات بين سوريا و"إسرائيل"، وكيف استُعيدت مدينة القنيطرة والعلاقات العربية العربية، والوصول إلى اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها السادات مع إسرائيل وخوض المسارات قبل الحرب داخل لبنان وصولاً إلى مرحلة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
الوثائقي تضمّن كواليس اللقاءات مع الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب عام 1988، وحرب "عاصفة الصحراء" وغزو الكويت، وصولاً إلى مؤتمر مدريد واتفاقية أوسلو ووادي عربة ومسار المفاوضات في واشنطن وزيارة كلنتون إلى دمشق ولقاء الأسد معه عام 1994 .
المستشارة السورية الحاضرة آنذاك بثينة شعبان كان لها دور أساسي في رواية الأحداث وكيف كانت العلاقات العربية العربية، إضافة إلى مجموعة من المؤرخين الذين اطلعوا وكان لهم دور في استكمال الصورة والبحث مثال: ريتشارد مورفي، وليم كوانت، كريم بقرادوني، وفارس بويز، ايلان بابيه وألكسندر زوتوف وعباس زكي، طلال ناجي، وعبد الله الأشعل وحسين شيخ الإسلام وغيرهم من الشخصيات التي كان لهم دور واطلاع على تلك المرحلة.
الوثائقي اتخذ من جبل قاسيون مقدمة له لما يمثله من رمزية مكانية لسوريا حيث يطل على العاصمة دمشق.
أمّا لناحية التصوير فقد اعتمدت المخرجة هالة بو صعب أن يكون في بيتين دمشقيين قديمين الأول بيت دمشقي (سياحي) والثاني منزل الشاعر عدنان مردم بك.
كما اعتُمد في الوثائقي لحنٌ خاص من تلحين سمير كويفاتي وهو سوري الجنسية .
ظروف العاصمة السورية دمشق أجبرت فريق العمل على محدودية انتقاء الأمكان، بحسب المخرجة هالة بو صعب في حديثها للميادين نت، التي تحدثت عن صعوبات، أبرزها البحث وجمع الأرشيف، وبرأى المخرجة فإن "التاريخ اليوم يعيد نفسه في الخطابات بحسب واقعنا الحالي"، وأهمية هذا التوقيت هو لإعادة قراءة هذه المرحلة وذلك لسبب وفق ما تحدثت فيه بو صعب إذّ "لا يمكن أن نفهم الراهن والمستقبل دون قراءة هذه المراحل للمشاهدين وخصوصاً للاجيال الجديدة".
وفور إسناد الطلب إليها لم تتراجع المحاوِرة سعاد العشي عن قبوله بل اعتبرتها مفاجئة لتقديم وثائقي من نوع جديد حيث يتم لأول مرة اعتماد الحوار الطويل مع شخصية لها وزن كشخصية بثينة شعبان.
العشي وفي حديثها مع الميادين نت قالت " كانت تجربة رائعة، رغم أن تجربتي الإعلامية طويلة وحافلة بالبرامج الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لكني لم أقدّم سابقاً أي برنامج وثائقي".
رغم ظروف الشام القاسية خلال التصوير والعمل خاضت العشي المغامرة بكل اتقان، ووصفت التجربة بـ "الرائعة والغنية" لتتناول شخصية الرئيس الراحل حافظ الأسد، فالعمل الذي سيدوّن في سجلي الاعلامي سيكون له بصمة وتأثير كبير على عطائي الاعلامي".
وحول مضمون الوثائقي تسآلت العشي "لو وقّع الأسد ربما لما حصلت الحرب على سوريا، فهي انتقام لعدم تدوينه أو توقيعه، كما حصل مع بعض رؤساء العرب، ولفتت قائلةً "لننظر ما حصل في الدول التي وقّع زعمائها، أين مصر والاردن وفلسطين التي استُسهلت بعد معاهدة اوسلو ووادي عربة وبعد كامب ديفيد".
أمّا عن كواليس العمل فقالت إن العمل تمّ في انسجام تام مع المعّد والمنتج زاهر العريضي والمخرجة هالة بو صعب. "فقد كنا نعمل بروح واحدة ومحبة وتعاون تام".
فريق عمل البرنامج:
-منتخ منفذ: د. ندى نجفي.
-مساعد مخرج: أمير بن جدو.
-متابعة وتدقيق أرشيف: فاطمة علّيق.
-تصوير: أيلي فضّول.
الرجل الذي لم يوقّع – ملخص الجزء الأول
الحلقة الأولى:
يتناول الجزء الأول السياق التاريخي للمنطقة العربية، من قرار تقسيم فلسطين عام 1948، وظروف تلك المرحلة، التي أدت إلى نكبة فلسطين ومسار الصراع، مروراً بالعدوان الثلاثي على مصر، إضافةً إلى توقيع ميثاق الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، وبعدئذ الانفصال عام 1961، وصولاً إلى النكسة عام 1967، التي احتلت في أثنائها إسرائيل الجولان والقدس الشرقية والضفة الغربية وغزة وسيناء، وصولاً إلى القرار 242.
تروي الدكتورة بثينة شعبان عن تلك المرحلة، كتمهيد تاريخي للدخول في مرحلة وصول الرئيس حافظ الأسد إلى سدّة الحكم في سوريا، والقيام بالحركة التصحيحية عام 1970، وبعد تثبيت الحكم، تتحدّث عن الإعداد للحرب، وكيف جرى التنسيق بين دمشق والقاهرة، ووضع الخطط، وخوض الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973، فضلاً عن سرد يوميات الحرب، وما حدث، ولماذا جرى تغيير مسار المعارك، وفتح أبواب العمل الديبلوماسي.