تسارع الخطوات الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم وسط ترحيب لبناني
يتابع لبنان بإهتمام لافت المبادرة الروسية لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم ، في الوقت الذي ستشرح فيه موسكو لبيروت وكذلك لعمان بنود خطتها بشأن النازحين وستوفد لهذه الغاية مبعوث الرئيس الروسي الكسندر لافرينتيف ومعه مستشارين من وزارتي الخارجية والدفاع إلى الأردن ولبنان لإطلاع المسؤولين في الدولتين على مضمون المبادرة الروسية بعد أن يجري الوفد جولة مباحثات في دمشق لهذه الغاية.
يترقب لبنان وصول وفد روسي لشرح المبادرة الروسية الأخيرة بشأن إعادة النازحين السوريين إلى ديارهم وسط إرتياح لبناني رسمي لهذه الخطوة لا سيما أن لبنان يستضيف نحو مليون ونصف المليون نازح سوري .
الميادين نت إستطلع آراء بعض المتابعين لأزمة النزوح السوري خصوصاً أن التيار الوطني الحر وحزب الله سبق وأعلنا عن تشكيل لجان في المناطق اللبنانية لتسجيل أسماء النازحين الراغبين بالعودة إلى بلادهم.
فالنائب السابق أمل أبو زيد والخبير بالشؤون الروسية يصف للميادين نت المبادرة الروسية " بالجدية وليست فقاعة صابون وهي ضرورية وإيجابية "، وكشف عن تواصله مع مسؤولين روس في وزارة الخارجية للإطلاع على تفاصيل المبادرة الروسية بشأن إعادة النازحين من لبنان والاردن.
وتابع أبو زيد " الخطة الروسية ستنعكس إيجاباً عهلى لبنان الذي يستقبل نحو مليون ونصف المليون نازح خصوصاً بعد إستعادة الحكومة السورية الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية ، عدا أن هناك إتفاق روسي – أميركي على حل أزمة النازحين وكذلك أجرت موسكو مشاورات مع عدد من الدول الاوروبية لعرض خطتها وسط ترحيب فرنسي تمت ترجمته بإرسال طائرة مساعدات إنسانية إلى سوريا خلال فترة قصيرة جداً من إعلان موسكو عن نيتها البدء في وضع خطة لغعادة النازحين".
أما عن الخطوات العملية للخطة الروسية فيوضح أبو زيد " ستتم إقامة مراكز للنازحين في لبنان وكذلك تحديد المعابر التي ستسلكها قوافل العائدين من لبنان إلى سوريا وسيكون معظمها في البقاع وكذلك في الشمال ، وأن لجاناً لبنانية روسية مشتركة ستعمل على تنظيم تلك العودة من الجانب اللبناني بالتنسيق مع الحكومة السورية من دون إغفال الدور الاساسي للمدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم المكلف من الرئيس اللبناني العماد ميشال عون بالتنسيق مع دمشق".
وأكد أبو زيد أن الرئيس عون سيتولى إدارة ملف النازحين " كي لا يسبب إحراجاً لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري الذي لا يزال يرفض التنسيق المباشر مع دمشق ".
ولفت النائب اللبناني السابق إلى أنه لن يتم إعتماد الأرقام الصادرة عن مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة لانها غير دقيقة نظراً إلى وجود أعداد غير قليلة من النازحين السوريين الذين لم يسجلوا اسماءهم لدى المفوضية ، وسيصار إلى إعتماد الأرقام لدى الامن العام اللبناني والاحصاءات التي تجريها اللجان المختصة في التيار الوطني الحر، وحزب الله إضافة إلى الحصاءات الرسمية الصادرة عن الجهات المختصة بما فيها مفوضية اللاجئين.
من جهته أكد لفت النائب السابق ومسؤول ملف النازحين في حزب الله نوار الساحلي للميادين نت " تقديم الدعم إلى كل ما يساهم في إعادة النازحين السوريين إلى ديارهم لا سيما إذا كان بالتنسيق مع الحكومة السورية" .
وفي سياق متصل أشار إلى أن " الخطة الّتي ينّفذها حزب الله لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم تسير وفق ما هو مرسوم "، وكشف عن تحضير أول مجموعة من النازحين الراغبين بالعودة وأن الاجراءات ستسكمل بعد أن ملأوا الاستمارات المطلوبة ومن ثم يصار إلى التواصل مع دمشق ومن ثم مع الامن العام اللبناني لإنجاز العودة، ولفت إلى أن "الكثير من السوريين يريدون العودة طوعيًّا إلى ديارهم".
وختم "أنّنا نرحّب مجدداً بأي مبادرة لإعادة النازحين لمصلحة لبنان ولمصلحة سوريا، وأي مبادرة تقوم بها الحكومة أو الدولة اللبنانية سنكون في خدمتها، ولن نتطفّل على أحد"، موضحًا "أنّنا قمنا بهذا العمل لأنّ هناك تلكؤًا وغيابًا للدولة اللبنانية، ولا يمكننا أن ننتظر".
أما مستشارة وزير الخارجية اللبناني لشؤون النازحين الدكتورة علا بطرس، فأكدت للميادين نت أن " المجتمع الدولي كان يربط دائماً عودة النازحين السوريين بالحل السياسي للأزمة على الرغم من رفض الرئيس عون والوزير باسيل لهذه المعادلة ولكن الأمور تغيرت اليوم مع المبادرة الروسية التي تمثل الإجراء العملي التكامل لتأمين العودة الآمنة".
ولفتت إلى أن التيار الوطني يواصل عمله عبر اللجان التي شكلها في المناطق اللبنانية لإحصاء وتسجيل النازحين السوريين الراغبين بالعودة إلى بلادهم، وتابعت " كان مطلبنان منذ البداية تصنيف النازحين إلى فئات محددة سواء كانوا نازحين إقتصاديين أو نازحين لأسباب أمنية وغيرها وهذا التصنيف يساعدنا كثيراً في حل أزمتهم ولكن وزارة الشؤون الاجتماعية كانت ترفض الكشف عن لوائح النازحين وكذلك فعل وزير شؤون النازحين ما زاد اامر تعقيداً".
وأشارت بطرس إلى ضرورة التنسيق مع الحكومة السورية في مسألة عودة النازحين وكذلك في الأمور الإقتصادية بعد إستعادت دمشق لمعبر نصيب مع الاردن وما يشكله من منفذ للصادرات اللبنانية مذكرةً بات لبنان يقيم علاقات ديبلوماسية مع سوريا ولا شيء يمنعه من التنسيق معها.
بدورها أعلنت السفارة الروسية في بيروت، عن لقاء مرتقب في 26 تموز/ يوليو لوفد روسي من وزارتي الدفاع والخارجية مع الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري، في العاصمة اللبنانية.
وأضافت أن " وفد وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين موجود بالفعل في سوريا، ولاحقا سيجري المزيد من الاتصالات مع القيادة الأردنية، وسيعقد مباحثات في بيروت وسيتم بحث القضايا المتعلقة بالوضع في الجمهورية العربية السورية، بما في ذلك عودة اللاجئين السوريين من الأراضي اللبنانية إلى بلادهم.
وفي سياق متصل، استقبل المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم وفداً روسياًّ برئاسة الملحق العسكري الروسي بالوكالة العقيد دونيز خيتريه وبحث معهم الأوضاع العامة في لبنان ولا سيما ملف النازحين السوريين في ضوء المبادرة الروسية الأخيرة حول هذا الملف.