هل تدفع الجزائر ثمن تغريدها خارج السرب العربي وتحديداً الخليجي؟
عضو اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني في الجزائر سمير بطاش يوضح في حديث للميادين ما قاله الأمين العام للحزب جمال ولد عباس بأن الجزائر تتعرض لحملة وتهديد مثل إيران، ويشير إلى أن الحزب نقل فقط كلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وما قاله بأن الحزب لديه أدلة عن تورط المغرب مع الموساد الإسرائيلي. كما يؤكد بأن الحزب يريد تقوية الجبهة الداخلية في مواجهة التهديدات الخارجية.
ما زالت اتهامات المغرب للجزائر بالتنسيق مع إيران لدعم وتدريب جبهة البوليساريو تتوالى فصولا.
الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر جمال ولد عباس رفض هذه الاتهامات خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، وقال إن الدبلوماسية الجزائرية ردت على الاتهامات، "لكننا في حزب جبهة التحرير لدينا لغتنا الثورية في الرد". ولد عباس ذكّر بكلمة أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله التي أشار فيها إلى تعاون مغربي مع الموساد الإسرائيلي. حزب الله كان موضع اتهام المغرب بأنه يدرّب عناصر البوليساريو في الجزائر بالتنسيق مع إيران عبر سفارتها في الجزائر، وهو ما نفاه كل من حزب الله وإيران والجزائر والبوليساريو.
لماذا الجزائر الآن؟
يشير ولد عباس إلى إن الجزائر باتت مستهدفة اليوم، ويتم الحديث عنها كما يُتحدث عن إيران. "يتحدثون عن الجزائر النووية"، يقول أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني. لكن ماذا وراء استهداف الجزائر اليوم؟
عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني سمير بطاش يقول للميادين إن الجزائر تعتبر من بين الدول الخمسة المعروفة بدول الصمود "الجزائر واليمن والعراق وسوريا وليبيا" التي دعمت القضية الفلسطينية، وأن كل تلك الدول قد "تم تدميرها مع بنيتها التحتية"، وبقيت الجزائر. ويشير بطاش إلى خطر يهدد أمن الجبهة الداخلية الجزائرية عبر "محاولة غراق الجزائر بالمخدرات والأسلحة" من أجل ضرب الاستقرار، لكن "حزبنا الحاكم لها بالمرصاد، ونحن ندعّم الجبهة الداخلية من خلال الاستعداد للاستحقاق الرئاسي" العام المقبل.
إضافة إلى تهديد أمن الجبهة الداخلية، يقول بطاش إن الجزائر وبحكم مساحته الكبيرة يتعرض أيضاً للعديد من التهديدات وتهريب الأسلحة والبشر والمخدرات من قبل مسلحين من جهة النيجر ومالي وليبيا، وأن الجيش الوطني يحبطها قبل أن تصل من الصحراء إلى العمق الجزائري.
ويضيف أن أجهزة الأمن الجزائرية لديها كل القدرات للتصدي لمحاولات إسرائيل أو غيرها استهداف الأمن في البلاد، "وكل تآمر على الأمن في الجزائر معروف لدى الأجهزة الأمنية".
بالنسبة إلى المغرب، يشير بطاش إلى أن الضغوطات الدولية وضغوطات منظمات حقوق الإنسان كانت تضغط على الرباط للذهاب باتجاه تقرير مصير الصحراء الغربية، "وبالتالي عندما تكثر الضغوطات على المغرب سيحاولون إيجاد ممرات إن صح التعبير، لتفادي هذه الضغوطات ومحاولة توريط الجزائر لجرّها لتكون طرفاً في قضية الصحراء الغربية، وهذا غير صحيح".
هل تدفع الجزائر اليوم ثمن تغريدها خارج السرب العربي وتحديداً الخليجي، والذي يتهم حزب الله بالإرهاب ويعادي إيران؟
يقول عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني سمير بطاش إن الجزائر لا تدفع الثمن وأن سياستها واضحة. "طالبنا بعدم التخل في ليبيا ودول الساحل والعراق واليمن وسوريا. الجزائر نادت كثيراً وطالبت بعدم التدخل لأن ذلك سيجلب الويلات إلى الشعوب العربية ويدمرها. كل شيء مطروح لكن ليتأكدوا أننا لن ندفع ثمناً لسبب بسيط، عقيدتنا الخارجية. رئيس جمهوريتنا في السابق كان وزير خارجية خلال عهد الراحل هواري بومدين، وتعرفون جيداً أن الرئيس بوتفليقة طارد النظام العنصري من جنوب أفريقيا في الأمم المتحدة، وساهم في العديد من الحلول للأزمات، لهذا عقيدتنا الخارجية لن تتغير وفي الوقت نفسه نحن نقوّي الجيش الوطني الشعبي ولا يهمنا إن قالو إننا نغرّد خارج السرب. يهممنا أنهم يقولون الآن إن الجزائر كانت على حق عندما طالبت بعدم التدخل العسكري في ليبيا والعراق وسوريا واليمن، وهذا ما يحدث الآن، كل الدول العربية منشغلة في حروبها ونسوا القضية الفلسطينية".