حان الوقت للاعتراف بالحقيقة
معلق الشؤون العربية في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية يرى أنه حان الوقت للاعتراف بالفم الملآن بأن إسرائيل والسعودية تجريان اتصالات في ما بينهما، وأن هذه الاتصالات هي جزء من واقع جديد وعلامة طريق هامة في علاقات إسرائيل الخارجية في المنطقة.
كتب معلق الشؤون العربية في صحيفة "معاريف" جاكي حوجي:
يتعرض الإسرائيليون في الآونة الأخيرة لنوع ما من هجمة الابتسامات من جانب السعودية. القليل من هذا يشق طريقه إلى وسائل الإعلام، ولكن كل من يعمل في هذا المجال يعرف المقالات المتعاطفة مع سياسة إسرائيل والتي تنشر بين الحين والآخر في الصحافة السعودية. وانضم إليهم متصفحون سعوديون لا يترددون في إجراء اتصالات مع إسرائيليين في الشبكات الاجتماعية. بعضهم يتحدثون العبرية بمستوى عالٍ، وقد اكتسبوا قدرتهم هذه في جامعات المملكة، ما يوفر أحياناً أيضاً لحظات من السحر. مثلاً، تهاني بمناسبة أعياد إسرائيل، بعبرية فصيحة، ترسل مباشرة من قلب المملكة.
قبل أسبوعين ونصف الأسبوع صدرت مفاجأة من الرياض مرة أخرى. أحد الصحافيين الأكثر تماثلاً مع القصر الملكي عبدالرحمن الراشد، نشر مقالاً في صحيفة "الشرق الأوسط". يمثل الراشد في الصحيفة صوت أسياده، وأسياده يعترفون بالفم الملآن بأن السعودية لا ينبغي أن تقف تلقائياً ضد إسرائيل. وإذا كانت إسرائيل محقة، فيجب قول هذا بصوت عال.
وكتب راشد يقول: "سنقف إلى جانب إيران إذا دعمت الفلسطينيين، ولكن سندعم إسرائيل حين تهاجم قوات إيرانية في سوريا".
ضوء أخضر من فوق يسمح لهؤلاء الأشخاص بالتعبير عن أنفسهم بحرية. هذه روح جديدة ومنعشة في كل ما يتعلق بالشبكات الاجتماعية، وإن كان الحديث يدور عن حفنة من السعوديين فقط، ولكن مستواهم الثقافي عال وأسلوبهم محترم. إسرائيل الرسمية ليست لا مبالية. من يتابع خطابات رئيس الوزراء يجده يعبر بين الحين والآخر عن عطف على ضائقة السعودية في مواجهة الإيرانيين. نتنياهو، كما هو معروف، ليس شخصاً يثرثر عبثاً. كل حديث لديه محسوب ومخطط مسبقاً. فمنذ متى يشغل رئيس وزراء إسرائيل باله في أن دولة عربية تتعرض لضربات من الصواريخ الباليستية من أعدائها؟ .
ليس هذا لأن العطف من إسرائيل يعبر عن علاقات حميمة تجاه الأصدقاء الجدد. المشكلة هي أنه عندما يعود نتنياهو وليبرمان ليقولا أن آفاقاً جديدة تفتح أمام إسرائيل في المنطقة فمن المشكوك أن يكونا يريا في خيالهما سياحة إسرائيلية في البحرين، أكاديميين إسرائيليين في دبي أو صحافيين إسرائيليين في شوارع أربيل. هما يريان أساساً موظفين من هنا ومن هناك يغلقون على أنفسهم الأبواب لإجراء مداولات سرية.
حان الوقت للاعتراف بالفم الملآن بأن إسرائيل والسعودية تجريان اتصالات بينهما، وأن هذه الاتصالات هي جزء من واقع جديد وعلامة طريق هامة في علاقات إسرائيل الخارجية في المنطقة.
واحد فعل هذا دون تردد كان عضو الكابينت يوفال شتاينتس، الذي اعترف بذلك في مقابلة في صوت الجيش قبل سبعة أشهر. فالإخفاء الذي تقبله إسرائيل في خنوع يرمي للسماح للسعوديين الاتصال بنظرائهم الإسرائيليين دون أن يثيروا الشارع عليهم. ولكن ليس من مهام إسرائيل أن تكون محامية لأي نظام وحامية لمصالحه السياسية. طالما تأتي هذه على حسابها، فلا قلق من أن يهرب السعوديون. ربما يشعروا بالإهانة ويتوجهوا لإعادة حساب المسار. صراع مع إيران وجودي، والخط المباشر لإسرائيل هو بالنسبة لهم فوز. إذا كان ثمنه هو كشف مجرد العلاقات، فانهم سيدفعون.