شركات التقنية تتفادى مصير فيسبوك: رسائل "جيميل" باتت تدمر ذاتها!

كان مقرراً أن تعلن شركة "غوغل" عن إطلاق النسخة الجديدة من خدمتها للبريد الإلكتروني "جيميل" بعد أسابيع عدة على هامش مؤتمرها السنوي، لكن يبدو أن تصاعد المخاوف العالمية والأوروبية تحديداً بشأن الخصوصية ومصير بيانات المستخدمين على إثر فضيحة "فيسبوك" الأخيرة سرعّ من قرار غوغل بالإعلان عن "جيميل" بحلّته الجديدة.

بإمكان أي مستخدم لخدمة "جيميل" إرسال إيميل ذاتي التدمير

بات بإمكان أي مستخدم لخدمة "جيميل" إرسال إيميل ذاتي التدمير، أي يقوم بحذف نفسه بعد وقت محدد مسبقاً من قبل المرسل. ويمكن أن تتراوح هذه المدة ما بين يوم واحد وخمس سنوات!.

خاصية جديدة أخرى لا تقلّ أهمية تتمثل في حالة "الوضع السري" التي يستطيع فيها المرسل منع المستلم من تحويل الرسالة إلى شخص ثالث أو نسخ الرسالة أو طباعتها.

ولمزيد من الخيارات الأمنية، أدرجت "غوغل" ميزة المصادقة على استلام الرسالة بواسطة كلمة سر يتم إرسالها إلى هاتف المستلم للتأكد من عدم إمكانية فتح وقراءتها من قبل شخص آخر. وتعتبر هذه الميزة بالغة الأهمية بالنسبة للصحفيين والناشطين والسياسيين أو أي مستخدمين يتبادلون معلومات يعتبرونها حساسة عبر "جيميل".

إضافة إلى الخصائص التقنية المرتبطة بالسرية، عززت "غوغل" من استخدام الذكاء الصناعي في خدمتها، فصار "جيميل" يعرض إشعاراً للتنبيه على الرسائل التي يعتبرها مهمة، كما صار يقترح إدراج عناوين مستخدمين في الردود السريعة على الرسائل.

وفي سعيها الدائم لدمج خدماتها ومنتجاتها، أضافت "جيميل" شريطاً جانبياً على اليمين يسمح للمستخدم بتنزيل تطبيقات من متجر متصفح "غوغل كروم". والتطبيقات المتاحة في هذا الشريط جميعها قابلة للعمل مع خدمة "جيميل".

كما بات من الأسهل على المستخدم الوصول إلى قائمة المهم tasks، وتطبيق حفظ الملاحظات Keep وخدمة الجدول الزمني Google Calender.

وفي الشكل، يمتاز "جيميل" الجديد بتصميم مرن يتناسب وسهولة الإستخدام.

هذه التعديلات على إحدى الخدمات الرئيسية لدى "غوغل" تصب بالكامل في سياق تعزيز الخصوصية للمستخدم، بعد أن أثارت قضية بيع فيسبوك لبيانات خمسين مليون مستخدم لشركة "كامبريدج أناليتيكا" غضب الكثيرين عبر العالم، وفتحت الباب أمام تحقيقات رسمية بدأت في الولايات المتحدة من دون أن تسفر عن اجراءات تنظيمية حتى الساعة. غير أن دول الإتحاد الأوروبي تلوح منذ ظهور فضيحة فيسبوك إلى العلن بأنها ستتخذ اجراءات قاسية بحق أي شركة تقنية أو إعلانية يثبت خرقها لمسألة الخصوصية. وفي هذا السياق، تتسابق كبرى الشركات في تعديل شروط الخصوصية لديها، واتخاذ قرارات تعيد ثقة المستخدمين.

تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم مما مرت به فيسبوك على ضوء قضية "كامبريدج أناليتيكا"، كان لافتاً أن نسبة إستخدام الموقع ازدادت بنسبة 13% في الفصل الأول من العام الجاري، كما أن أرباح الشركة تُظهر ارتفاعاً ملحوظاً بعد الخسارة التي مُنيت بها عشية الإعلان عن الفضيحة.

اخترنا لك